منتديات جعلان > جعلان العامة > جعلان للمواضيع الاسلامية | ||
12 وقفة مع المحتفلين بيوم 12ربيع الأول.. |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني متميز
![]()
![]() غير متواجد
|
![]() الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، أما بعد: فهذه وقفات مع المحتفلين بميلاد خير البشر - صلى الله عليه وآله وسلم -، أسأل الله أن ينفع بها: الوقفة الأولى لقد أمر الله نبيّه - صلى الله عليه وسلم - باتباع الشريعة الربانية، وعدم اتباع الهوى، قال - تعالى -: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون)، فالعبادات كلها توقيفيّة، بمعنى أنه لا مجال للرأي فيها، بل لا بد أن يكون المشرّع لها هو الله - سبحانه وتعالى -، ولذلك أمر الله نبيّه في أكثر من موضع باتباع الوحي: (إن اتبع إلا ما يوحى إليّ)، وقد قرّر العلماء أنّ: العبادات مبنيةٌ على الاتباع لا الابتداع. الوقفة الثانية لقد امتنّ الله - تعالى -على عباده ببعثة الرّسول - صلى الله عليه وسلم - وليس بميلاده، قال - تعالى -: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (آل عمران: 164). الوقفة الثالثة السلف الصالح لم يكونوا يزيدون من الأعمال في يوم ولادة النبي - صلى الله عليه وسلم - على سائر الأيام، ولو فعلوا لنقل إلينا! ولا يخفى لأنهم أشدّ الناس حبًّا وتعظيمًا واتباعًا. قال العلامة / أبي عبد الله محمد الحفار المالكي: (ألا ترى أنّ يوم الجمعة خير يومٍ طلعت عليه الشمس، وأفضل ما يفعل في اليوم الفاضل صومه، وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صوم يوم الجمعة مع عظيم فضله، فدلّ هذا على أنه لا تحدث عبادة في زمان ولا في مكان إلا إذا شرعت، وما لم يشرع لا يفعل، إذ لا يأتي آخر هذه الأمة بأهدى مما أتى به أولها... والخير كله في اتّباع السلف الصالح) المعيار المعرب 7 / 99. الوقفة الرابعة انظر إلى فقه الفاروق عمر بن الخطاب حين أرَّخ بهجرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - رمز انتصار دينه، ولم يؤرّخ بمولده ووفاته، أتدري لماذا؟ تقديماً للحقائق والمعاني على الطقوس والأشكال والمباني!! الوقفة الخامسة إن أوّل من أحدث بدعة المولد: الخلفاء الفاطميون بالقرن الرابع للهجرة بالقاهرة، فقد ابتدعوا ستة موالد: المولد النبوي، ومولد الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين، ومولد الخليفة الحاضر، وبقيت هذه الموالد على رسومها إلى أن أبطلها الأفضل ابن أمير الجيوش، ثم أعيدت في خلافة الحاكم بأمر الله سنة 524هـ بعد ما كاد الناس ينسونها. فعلى هذا لم تعرف الأمة هذا المولد قبل هذه الدولة، فهل هي أهلٌ للاقتداء بها؟ والغريب أنّه وصل بالبعض، تفضيل ليلة المولد النبوي على ليلة القدر!! الوقفة السادسة اختلف المؤرخون وأهل السير في الشهر الذي ولد فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقيل: ولد في شهر رمضان، والجمهور: على أنه ولد في ربيع الأول، ثم اختلف هؤلاء في تحديد تاريخ يوم مولده على أقوال: فقيل: اليوم الثاني من ربيع الأول قاله ابن عبد البرّ، وقيل: اليوم الثامن، صححه ابن حزم، وهو اختيار أكثر أهل الحديث، وقيل: اليوم التاسع، وهذا ما رجّحه أبو الحسن الندوي، وزاهد الكوثري، وقيل: اليوم العاشر، اختاره الباقر، وقيل: اليوم الثاني عشر، نصّ عليه ابن إسحاق، وقيل: السابع عشر من ربيع الأول، وقيل: الثامن عشر من ربيع الأول... وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على عدم حرص الصحابة على نقل تاريخ مولده - صلى الله عليه وسلم - إلينا، فلو كان في ذلك اليوم عبادة، لكانت معلومة مشهورة لا يقع فيها خلاف، ولنقل إلينا مولده على وجه الدقّة. قال الشيخ القرضاوي: (إذا نظرنا إلى هذا الموضوع من الناحية التاريخية: نجد أنّ الصحابة رضوان الله عليهم، لم يحتفلوا بذكرى مولد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا بذكرى إسراءه ومعراجه أو هجرته، بل الواقع أنهم لم يكونوا يبحثون عن تواريخ هذه الأشياء! فهم اختلفوا في يوم مولد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإن اشتهر أنه الثاني عشر من ربيع الأول، لكن البعض يقول: لا، الأصح اليوم التاسع من ربيع الأول وليس يوم الثاني عشر، وذلك لأنه لا يترتب عليه عبادة أو عمل، ليس هنالك قيام في تلك الليلة ولا صيام في ذلك اليوم، فلذلك المعروف أنّ الصحابة والتابعين والقرون الأولى وهي خير قرون هذه الأمة لم تحتفل بهذه الذكريات! بعد ذلك حدثت بعد عدة قرون بدأت هذه الأشياء.. ). ولمراعاة هذا الخلاف، كان صاحب إربل يحتفل بالمولد، سنةً في ثامن شهر ربيع الأول، وسنة ً في ثاني عشرة!!! (انظر ابن خلكان 1 / 437). الوقفة السابعة إنّ التاريخ الذي ولد فيه نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، هو بعينه التاريخ الذي توفي فيه!: (يوم الاثنين 12 ربيع الأول)، فليس الفرح فيه بأولى من الحزن فيه، نبّه على ذلك غير واحد من أهل العلم، منهم ابن الحاج المالكي، والإمام الفاكهاني. قال ابن الحاج المالكي: (العجب العجيب: كيف يعملون المولد بالمغاني والفرح والسرور كما تقدّم، لأجل مولده - صلى الله عليه وسلم - كما تقدّم في هذا الشهر الكريم؟ وهو - صلى الله عليه وسلم - فيه انتقل إلى كرامة ربه - عز وجل -، وفجعت الأمة وأصيبت بمصابٍ عظيم، لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبدًا، فعلى هذا كان يتعيّن البكاء والحزن الكثير... فانظر في هذا الشهر الكريم ـ والحالة هذه ـ كيف يلعبون فيه ويرقصون) المدخل 2 / 16. الوقفة الثامنة من الملاحظ أنّ انتشار الاحتفال بالمولد النبوي بين المسلمين، كان في البلاد التي جاور فيها المسلمون النصارى، كما في الشام ومصر.. فالنصارى كانوا يحتفلون بعيد ميلاد المسيح في يوم مولده، وميلاد أفراد أسرته، فكان ذلك سببًا في سرعة انتشار تلك البدعة بين المسلمين تقليدًا للنصارى. حتى قال الحافظ السخاوي مؤيدًا الاحتفال بالمولد: (وإذا كان أهل الصليب اتّخذوا ليلة مولد نبيّهم عيدًا أكبر، فأهل الإسلام أولى بالتكريم وأجدر)!! وقد تعقّبه الملا علي القاري: (قلت: ممّا يردّ عليه أنّا مأمورون بمخالفة أهل الكتاب) المورد الروي في المولد النبوي / 29. الوقفة التاسعة إنّ محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، لا تتحقّق بالاحتفال بمولده، وإنّما تتحقّق بالعمل بسنّته، وتقديم قوله على كل قول، وعدم ردّ شيء من أحاديثه، ولنعلم أنّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه قد وسعهم دين الله من غير احتفالٍ بمولده، إذًا فليسعنا ما وسع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه. والفرح بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، لا يمكن أن يقتصر على يومٍ واحدٍ، بل بكل لحظة من لحظات حياة المسلم، بالتزام أوامره واجتناب نواهيه، والخضوع لكل ما جاء به من عند الله - تعالى -، فلا تقف الفرحة أمام يومٍ واحدٍ، بل نجعل لنا من كل يومٍ جديدٍ، التزامًا أكثر بالسنة،، لنحوّل ضعفنا إلى قوةٍ، ونرسي في أنفسنا قواعدَ عقيدتنا، ومبادئ الإسلام العظيم. الوقفة العاشرة قال النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا عبدالله ورسوله) البخاري. أكثر تلك الموالد فيها إطراءٌ ومبالغة في مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والغريب أنّه حتى المؤيدين للموالد، قد أقرّوا بوجود الغلو الذي يصل إلى درجة الكفر!! خاصةً عندما تجرّأ البعض على تأليف كتب عن المولد النبوي، ثم وضع الأحاديث على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -! تأييدًا لذلك يقول عبد الله الغماري ـ أحد كبار الصوفية المعاصرين ـ: (.. وكتب المولد النبوي ملأى بهذه الموضوعات، وأصبحت عقيدةً راسخة في أذهان العامة، وأرجوا أن يوفّقني الله إلى تأليفٍ حول المولد النبوي، خالٍ من أمرين اثنين: الأحاديث المكذوبة، والسّجع المتكلّف المرذول... والمقصود أنّ الغلو في المدح مذمومٌ لقوله - تعالى -: " لا تغلوا في دينكم "، وأيضًا فإنّ مادح النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بأمر لم يثبت عنه، يكون كاذبًا عليه، فيدخل في وعيد: " من كذب عليّ متعمّدًا فليتبوّأ مقعده من النار ". وليست الفضائل النبويّة مما يتساهل فيها برواية الضعيف ونحوه، لتعلقها بصاحب الشريعة ونبي الأمة، الذي حرّم الكذب عليه وجعله من الكبائر، حتى قال أبو محمّد الجويني والد إمام الحرمين بكفرِ الكاذب عليه - صلى الله عليه وسلم -. وعلى هذا فما يوجد في كتب المولد النبوي وقصة المعراج من مبالغات وغلوٍ لا أساس له من الواقع: يجب أن تُحرق، لئلا يُحرق أصحابها وقارئوها في نار جهنّم، نسأل الله السلامة والعافية) من نقده لبردة البوصيري ص 75. وقد جرت العادة في الموالد أن تختم بالعبارات البدعية والتوسلات الشركيّة، ولا حول ولا قوة إلا بالله. الوقفة الحادية عشرة ما يدور في الموالد من المفاسد، لا تخفى على مسلم، من أهمها: أنّ المحتفلين بالمولد يرمون المخالفين ـ وللأسف ـ بعدم محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم -!! متناسين بأنّ التعظيم والمحبة تكون بالاتباع لا الابتداع، وكذلك: ما يجري داخل الموالد من إطفاء الأنوار وهزّ الرؤس وتمايل الأكتاف و.. ناهيك عن الأذكار المكذوبة والقصص الموهومة، ويقول الشيخ علي محفوظ الأزهري: (فيها إسراف وتبذير للأموال، وإضاعة للأوقات فيما لا فائدة منه ولا خير فيه) الإبداع / 324، والقواعد الشرعية تقضي بأنّ المباح ـ وهذا على فرض أنه مباح ـ إذا أدّى إلى محرّم: فإنّه يحرم من باب سدّ الذرائع، فكيف وهو يحوي على المنكرات!! الوقفة الثانية عشرة وقد أجمع المسلمون على بدعية الاحتفال بالمولد النبوي، لكنهم اختلفوا في حسنه وقبحه، فذهب البعض منهم إلى أنه بدعة حسنة: كابن حجر والسيوطي والسخاوي.. وغيرهم، نظرا للمصلحة التي ظنوا حصولها!! لكن العلماء المحقّقين، المتقدّمين منهم والمتأخرين، أفتوا بحرمة الاحتفال بالمولد، عملاً بالأدلة الشرعية التي تحذّر من البدع في الدين، والأعياد والاحتفالات من أمور الشريعة، ووقفوا أمام فتح باب شر متيقّن لخيرٍ موهوم؟ ثم ما وعاء هذا الخير المزعوم، عملٌ لم يفعله الرسول ولا صحابته ولا التابعون لهم بإحسان قروناً طويلة!! علمًا بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، لم يفرّق بين بدعة حسنة وأخرى سيئة، بل قال: (كل بدعة ضلالة)! قال الإمام مالك: (من ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنة، فقد زعم أنّ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - خان الرسالة!! لأن الله يقول: " اليوم أكملت لكم دينكم "، فما لم يكن يومئذٍ دينًا فلا يكون اليوم دينًا) الاعتصام للشاطبي. بعض العلماء الذين أفتوا ببدعية الاحتفال بالمولد النبوي: • الإمام الشاطبي قال ببدعية المولد النبوي؟ فقد ذكر بعض أنواع البدع في أول كتابه الاعتصام (1/34)، وعدّ منها اتخاذ يوم ولادة النبي - صلى الله عليه وسلم - عيداً، وذمّ ذلك. • الإمام الفاكهاني قال ببدعية المولد النبوي، في رسالته المفردة / 8-9. • والعلامة ابن الحاج المالكي في المدخل قال ببدعية المولد النبوي (2/11-12). • وعلامة الهند أبو الطيب شمس الحق العظيم آبادي قال ببدعية المولد النبوي، وكذلك شيخه العلامة بشير الدين قنوجي الذي ألف كتاباً سماه " غاية الكلام في إبطال عمل المولد والقيام " (انظر تعليقه على حديث: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " في سنن الدارقطني). • الشيخ العلامة / أبي عبد الله محمد الحفار المالكي ـ من علماء المغرب العربي ـ: (ليلة المولد لم يكن السلف الصالح ـ وهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتابعون لهم ـ يجتمعون فيها للعبادة، ولا يفعلون فيها زيادة على سائر ليالي السنة، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم -، لا يعظّم إلا بالوجه الذي شرع تعظيمه، وتعظيمه من أعظم القرب إلى الله، لكن يتقرّب إلى الله جل جلاله بما شرع.. ) المعيار المعرب 7 / 99. • الشيخ العلامة / محمد صالح العثيمين: (يقيمونها لأنهم كما يقولون يحبون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويريدون إحياء ذكرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونحن نقول لهم: مرحباً بكم إذا أحببتم النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومرحباً بكم إذا أردتم إحياء ذكرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن!! هناك ميزان وضعه أحكم الحاكمين وإله العالمين، هناك ميزان للمحبة ألا وهو قول الله - تعالى -: " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ". فإذا كان الإنسان صادقاً في دعوى محبة الله ورسوله، فليكن متبعاً لشريعة الله متبعاً لما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن لم يكن متبعاً له فإنه كاذب في دعواه، لأن هذا الميزان ميزان صدق وعدل، إذن فلننظر هل إحداث احتفال بليلة مولد الرسول - صلى الله عليه وسلم - هل هو من شريعة الله؟ هل فعله النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ هل فعله الخلفاء الراشدون؟ هل فعله الصحابة هل فعله التابعون لهم بإحسان هل فعله أتباع التابعين؟ إن الجواب على كل هذه التساؤلات بالنفي المحض القاطع، ومن ادعى خلاف ذلك فليأت به: " هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ") موقع الشيخ. • الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي: (... وقالوا إن الذي ابتدع هذه الموالد وهذه الأشياء الفاطميون في مصر، ومن مصر انتقل إلى بلاد أخرى، وربما كان وراء ذلك أهداف سياسية معينة! أنهم يريدون أن يشغلوا الجماهير والشعوب بهذه الموالد وهذه الاحتفالات! حتى لا يبحث الناس في أمور السياسة ولا في أمور القضايا العامة إلى آخره! ولذلك إذا نظرنا إلى الأمر باعتباره عبادة نقول: أنه لم ترد هذه العبادة ولم تصح)!! قناة الجزيرة. • الشيخ محمد الغزالي أفتى ببدعية المولد النبوي، في كتابه ليس من الإسلام / 252: (والتقرب إلى الله بإقامة هذه الموالد عبادة لا أصل لها... ومن ثمّ فنحن نميل إلى تعميم الحكم على هذه الموالد جميعاً ووصفها بأنها مبتدعات تُرفض ولا يُعتذر لها... إن إلغاء الموالد ضرورةٌ دينيةٌ ودنيويةٌ... وهكذا انتظم الاحتفال بليلة المولد النبوي، وليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شبعان، وليلة القدر، ورأس السنة الهجرية. وقد حددت لهذه الاحتفالات تواريخ كيفما اتفق، وجُعل البذل فيها من مظاهر التديّن!! وأحياها العوام والخواص بمزيد من الكلام والطعام، وهكذا تكون نصرة الإسلام!! ). وفي الختام وختامًا أسأل الله أن يأذنَ لهذه الورقات بالقبول عنده، وأن يُنْتفع بها، فإن المُنية الانتفاعُ بها، وليس وراء القبول مُبْتغى، ولا سواه مُرْتَجى، فاللهم إن مفزعَنَا إليك لا إلى غيرك، فثبت أقدامنا على الحق، وبصَّرنا بأنفسنا، ولا تجعل من عملنا لأحدٍ سواك شيئاً، والله الهادي إلى سواء السبيل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. |
جعلاني متميز
![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
اللهم إن مفزعَنَا إليك لا إلى غيرك، فثبت أقدامنا على الحق، وبصَّرنا بأنفسنا، ولا تجعل من عملنا لأحدٍ سواك شيئاً...
شكرااااااااااااا خيتووووووو وقفاااااااااااات راااااائعه منك جعلهاااااا الله في ميزززززززززززان حسنااااااااااتك
|
جعلاني فعال
![]() غير متواجد
|
![]()
الاحتفال بذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلّم أمر لم يعهد عند السلف ، لم يعهد في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم نفسه ، ولم يعهد في عهد الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ، ولم يعهد في عهد التابعين وإنما حدث بعد قرون ، بعد مضي ثلاثة قرون ، وأول ما حدث عند الفاطميين ، والناس يقدحون في معتقدات الفاطميين ، ويرون أنهم يريدون أن يطووا حقيقة معتقداتهم وأن يظهروا خلاف ما يضمرون فلذلك أظهروا الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلّم ستراً على معتقداتهم لأن معتقداتهم غير إيمانية ، هذا هو قول الذين حجروا على الناس أن يحتفلوا بهذه المناسبة الكريمة ، ومنهم من قال بأن هذه وإن كانت بدعة إلا أنها بدعة حسنة ، فالبدعة الحسنة ما كان لها أصل في شرع ، والبدعة السيئة ما لم يكن لها أصل في شرع الله وإنما كانت مخالفة لشرع الله ، والله سبحانه وتعالى شرع لعباده ما يأتون وما يذرون ، وبيّن النبي صلى الله عليه وسلّم ذلك ، فالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام بيّن كثيراً مما سكت عنه القرآن الكريم وبيّن مجملات القرآن الكريم ، ولكن مع ذلك قد تكون بياناته صلى الله عليه وسلّم مجملات ، وعندما يكون عمل الإنسان يوافق شيئاً من هذه المجملات التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلّم أو عمل بمقتضاها فإن هذه البدعة تكون بدعة حسنة عندئذ ، ونحن عندما ننظر إلى الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلّم نجده أنه يجسد حب الإنسان المسلم للنبي صلى الله عليه وسلّم ، وإن كان هذا الحب يجب أن لا ينحصر في هذا الجانب وحده ، فإن محبته صلى الله عليه وسلّم ليست محبة عاطفية فحسب حتى تكون كمحبة غيره لا تكاد تثور حتى تغور ، وإنما محبته محبة عقيدة ، وهي يجب أن تكون متجسدة في الاقتداء به عليه أفضل الصلاة والسلام وترسم خطواته ، ومن شأن الإنسان أن يحب الاقتداء بالعظماء ، وأي عظيم أعظم من النبي صلى الله عليه وسلّم ، ومن شأن الإنسان أن يسارع في هوى من يحبه ، وأي أحد أولى بالحب من النبي صلى الله عليه وسلّم ، فلذلك كان حرياً بهذا الذي يحب النبي صلى الله عليه وسلّم أن يحرص على تجسيد هذا الحب في إحياء سنته وفي اتباع أوامره وفي الازدجار عن نواهيه ، على أن اتباعه صلى الله عليه وسلّم ليس تجسيداً لحبه وحده وإنما هو تجسيد لحب الله تعالى أيضا ، فإن الله تعالى يقول ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ )(آل عمران: من الآية31) ، ولكن مع هذا ، هذا الإنسان ليس خالياً من العاطفة ، ولما كان ليس خالياً من العاطفة فقد يريد أن يُظهر هذا الحب في مظهر ، إلا أن هذا ينبغي أن يؤطر في الإطار الشرعي وذلك بأن تكون هذه المناسبة يحتفي بها المسلم احتفاءً بعيداً عن البدعة ، فلا يكون في ذلك اختلاط بين النساء والرجال ، ولا يكون في ذلك أيضا شيء من مظاهر الإسراف والبذخ ذلك لأن الإسلام يحرم هذه الأمور ، ومع هذا أيضا لا بد من أن يكون هذا الاحتفاء بنّاء بحيث يترجم إلى عمل واقعي ، أي عمل دعوي يحرص المسلمون على استغلال هذه المناسبة من أجله بحيث يستثيرون في إخوانهم المسلمين هذه العاطفة لأجل اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلّم وإحياء ما اندرس منها ، وإبلاغ دعوته إلى الناس ، وهذا لا يتم إلا عندما تكون هذه الاحتفالات متجددة ، ومعنى كونها متجددة أن لا يقتصر الإنسان على تلاوة قصة مولد النبي صلى الله عليه وسلّم ، قصة قد تكون كتبت قبل مئات السنين أكل عليها الدهر وشرب حتى أصبحت تمل من كثرة ما تردد على الأسماع ، على أنه لا يمكن أن يردد حديث على الأسماع باستمرار إلا ويمل ماعدا قول الله تعالى .
ومع هذا علينا أن نفرق بين كلام الله وكلام غيره ، فكلام الله تلاوتنا له تلاوة تعبدية ، فإن الأعجمي الذي لا يعرف من العربية شيئا يتلو القرآن الكريم فيكتب الله تعالى له أجراً على تلاوته القرآن بخلاف ما يُتلى من كلام الناس ، فإن الذي يُتلى من كلام الناس إنما يتلى من أجل الاستفادة من فائدته ، حتى كلام النبي صلى الله عليه وسلّم لا يُتلى من أجل التعبد به ، نحن لا نقراً حديث الرسول صلى الله عليه وسلّم من أننا نتقرب إلى الله بقراءته كما نتقرب إلى الله بقراءة القرآن الكريم ، وإنما نتلوه ونتقرب إلى الله بتلاوته من أجل تفهمنا معناه ومن أجل محاولتنا لتطبيق مضمونه . ولئن كان هذا في كلام النبي صلى الله عليه وسلّم فكيف بكلام غيره من الناس ، ولئن كان الأمر كذلك فإنه من المفروض أن تربط هذه المناسبة بالواقع ، وذلك بأن يُكشف للناس كيف كان عظم هذا الحدث التاريخي ، وماذا ترتب عليه من خير عظيم للإنسانية ، وماذا يجب على الأمة المسلمة أن تصنع الآن وهي قد بعدت كثيراً عن هذا المصدر بحيث أصبحت الآن تقلد الآخرين بدلاً من أن تتبع خطوات النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ، وأصبحت تعتز بحذوها حذو غيره من الناس ولربما كان أولئك كفرة ، أكثر مما تعتز بارتباطها بالتأسي بالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام ، مع معالجة قضايا العصر على ضوء هذه المناسبة ، ففي هذه الحالة تكون هذه المناسبة مناسبة بناءة ، ويكون الاحتفاء بذكراها سبباً لإزالة كثير من غبش التصور عن كثير من الناس ، ويكون ذلك سبباً لارتباط كثير من الناس بعقيدتهم ، وارتباطهم بأخلاقهم ، وارتباطهم بأوامر ربهم ، وارتباطهم بسنة نبيهم عليه أفضل الصلاة والسلام . |
جعلاني متميز
![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
مشكوووووووووور أخوي السيد العربي
وانا الصراحه اشوف كلامك صحيح ميه بالميه واللــــــه أعلـــــــــم تـــــــحــــــــيــــــــاتــــــــي
|
Ooالمتـ^،^ـرفoO |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى Ooالمتـ^،^ـرفoO |
زيارة موقع Ooالمتـ^،^ـرفoO المفضل |
البحث عن كل مشاركات Ooالمتـ^،^ـرفoO |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|