منتديات جعلان > جعلان للشعر والترفيه > جعلان للقصص والروايات | ||
بنات الرياض ... الرواية التي أثارت غضب المجتمعات الخليجية ! |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
نديم العمر |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى نديم العمر |
زيارة موقع نديم العمر المفضل |
البحث عن كل مشاركات نديم العمر |
جعلاني فعال
![]() غير متواجد
|
![]() سم الله الرحمن الرحيم
آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد بنات الرياض ... الرواية التي أثارت غضب المجتمعات الخليجية ! . . . . (3) من هي نوير ؟ "المرأة التي تعطي الغير حياتها ، امرأة لم تجد رجلاً تمنحه هذه الحياة" ... توفيق الحكيم لمن تركوا كل شيء ليسألوا عن ماركة أحمري الصارخ : الماركة جديدة وتدعى (دع اللقافة جانباً وتمتع بالقراءة). ** بعد حفل زفاف قمرة بأسبوعين ، تلقت خالة سديم الكبرى – الخالة بدرية – عدداً من الاتصالات من أمهات خاطبات يسألن عن ابنة الأخت الجميلة . استقصت الخالة عن المقدمين بطرقها الخاصة واستبعدت من هو غير مناسب منهم حسب رأيها وقررت أن تخبر أبو سديم عن أهم الخاطبين فقط ، وإن لم يتم النصيب فالباقون منتظرون ، ولكن لا داعي لإخبار أبو سديم وسديم عن الكل مرة واحدة حتى لا (يكبر راسهما) عليها وعلى ابنها وبناتها . وليد الشاري ، بكالوريوس هندسة اتصالات ، موظف في الدرجة السابعة ، والده عبد الله الشاري من كبار تجار العقار في المملكة ، خاله عبد الإله الشاري عقيد متقاعد وخالته منيرة مديرة إحدى كبريات مدارس البنات الأهلية بالرياض . هذا ما ذكرته سديم لأم نوير وميشيل ولميس عند اجتماعها بهن في منزل جارتها أم نوير . أم نوير سيدة كويتية تعمل مفتشة لمادة الرياضيات في الرئاسة العامة لتعليم البنات وتعيش في المنزل الملاصق لمنزل أبي سديم . انفصلت أم نوير عن زوجها السعودي ، الذي تزوج من أخرى بعد مرور خمس عشرة سنة من زواجهما الذي تم عندما كانت زميلة له في جامعة الكويت ، حيث أنه كان من المقيمين في الكويت آنذاك لعمل والده في السفارة السعودية هناك . ليس لأم نوير من الأبناء سوى ولد واحد اسمه نوري ، إلا أن لنوري هذا حكاية غريبة ، فمنذ أن بلغ الحادية عشرة أو الثانية عشرة وهو مفتون بثياب الفتيات وأحذية الفتيات ومساحيق التجميل والشعر الطويل . ذعرت والدته كثيراً مع تطور الأمر وانسياقه نحو الظهور بمظهر الولد الناعم ، حاولت ردعه وتوجيهه بشتى الوسائل . استخدمت معه اللين وانهالت عليه بالضرب مرات عديدة ، إلا أن أبوه كان أكثر صرامة معه . لم يكن نوري يظهر نعومته أمام والده الذي يهابه كثيراً ، إلا أن الأب سمع من الجيران كلاماً عن ابنه اشتاط له غضباً فدخل على ابنه في حجرته وانهال عليه بالضرب بيديه ورجليه حتى أصيب الولد بكسور في القفص الصدري والأنف وإحدى الذراعين . ترك الأب المنزل بعد هذه الحادثة ليعيش مع زوجته الثانية بشكل دائم مبتعداً عن هذا المنزل وهذا الولد ( الخـ.........) . بعد هذه الحادثة ، أوكلت أم نوري أمرها لله ، وقررت أن هذا ابتلاء من ربها لا بد لها من الصبر عليه . تحاشت هي ونوري إثارة الموضوع من جديد ، وهكذا ظل نوري على حاله ، وأصبح الجميع ينعتونها بأم نوير ، حتى بعد انتقالها للسكن في المنزل المجاور لمنزل سديم قبل أربع سنوات من تاريخ تقدم وليد لخطبة سديم ، بعد أن رفض نوري اقتراحها بالانتقال للعيش في الكويت . في بداية الأمر ، كان تأثر أم نوير شديداً بسبب نظرة المجتمع السطحية لمأساتها ، لكنها مع مرور الوقت اعتادت الوضع وتقبلت ظروفها الصعبة بصبر ورضى ، حتى أنها أصبحت تدعو نفسها أمام الناس بأم نوير عمداً وهي تحاول إثبات قوتها واستهتارها بنظرة المجتمع الظالمة لها . كانت أم نوري أو نوير آنذاك في التاسعة والثلاثين ، وكانت سديم كثيراً ما تذهب لزيارتها أو تجتمع بصديقاتها في منزلها ، فأم نوير عبارة عن منبع دائم للنكت والتعليقات اللاذعة ، وهي من أطيب النساء اللواتي عرفتهن سديم في حياتها . علاوة على ذلك فإن وفاة والدة سديم وهي لا زالت في الثالثة من العمر مع كونها الابنة الوحيدة ، كل ذلك جعلها تتقرب من أم نوير وتعتبرها أكثر من مجرد جارة وصديقة أكبر منها بسنوات . كانت سديم تعتبر أم نوير بمثابة أم لها . لطالما كانت أم نوير كاتمة أسرارهن . تشاركهن التفكير وتجود عليهن بالحلول إذا ما تعرضت إحداهن لمشكلة . كانت تتسلى كثيراً بوجودهن وكان منزلها دوماً المكان الأنسب لممارسة الحرية التي يعجزن عن ممارستها في منزل أي منهن . مثلاً ، في تلك الليلة هاتفت ميشيل صديقها فيصل وعرضت عليه أن يمر لاصطحابها لتناول القهوة أو الآيس كريم في أي مكان . كانت تلك هي المرة الأولى التي تلتقي فيها ميشيل فيصل بعد أن قام ب(ترقيمها) في السوق . لم ترد ميشيل أن تخبره بخطتها مسبقاً حتى لا يتمكن من الاستعداد للموعد وحتى تتمكن من رؤيته على طبيعته. عندما خرجت لتركب معه في سيارته صدمت بأنه أوسم بكثير بالبنطال الجينز والتي شيرت واللحية غير المهذبة مما بدا عليه في السوق وهو يرتدي الثوب الأنيق والشماغ الفالنتيونو . لاحظت أن لباسه هذا يبرز عضلات صدره وساعديه بشكل جذاب جداً . اشترى فيصل كوبين من القهوة المثلجة له ولها وجال بها في سيارته الفخمة في شوارع الرياض . أخذها إلى مكتبه في شركة أبيه وراح يشرح لها بعض ما يكلف به من أعمال ، ثم ذهب بها إلى جامعته التي يتلقى فيها دروسه في الأدب الإنجليزي ودار بها في مواقف السيارات لبضع دقائق قبل أن يقوم شرطي بمنعه من التجول بسيارته فوق أرض الجامعة في مثل هذه الساعة من الليل . بعد ساعتين أو أكثر بقليل أعاد فيصل ميشيل إلى منزل أم نوير بعد أن أدار لها رأسها أكثر مما توقعت بكثير . |
نديم العمر |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى نديم العمر |
زيارة موقع نديم العمر المفضل |
البحث عن كل مشاركات نديم العمر |
جعلاني فعال
![]() غير متواجد
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد بنات الرياض ... الرواية التي أثارت غضب المجتمعات الخليجية ! . . . . (4) ماذا فعل التنبل بقمرة في تلك الليلة ؟ "ثقافتنا فقاقيع من الصابون والوحل فما زالت بداخلنا رواسب من أبي جهل وما زلنا نعيش بمنطق المفتاح والقفل نلف نساءنا بالقطن ندفنهن في الرمل وملكهن كالسجاد كالأبقار في الحقل ونرجع آخر الليل نمارس حقنا الزوجي كالثيران والخيل نمارسه خلال دقائق خمسة بلا شوق ، ولا ذوق ولا ميل نمارسه كالآت تؤدي الفعل للفعل ونرقد بعدها موتى ونرتكهن وسط النار وسط الطين والوحل قتيلات بلا قتل بنصف الدرب نتركهن يا لفظاظة الخيل !" ... نزار قباني أكاد أسمع سباب الرجال من القراء ولعنهم إياي بعد هذه القصيدة . أرجو أن تفهموها كما أريدكم أن تفهموها ، وكما أظن نزاراً قد أراد لكم أن تفهموها . ** بعد انقضاء شهر العسل ، توجهت قمرة مع عريسها إلى شيكاغو ، التي اختارها ليبدأ فيها تحضيره للدكتوراة في التجارة الإلكترونية ، بعد أن حصل على درجة البكالوريوس في لوس آنجلس ، والماجستير في إنديانابوليس. تبدأ قمرة حياتها الجديدة بكثير من الخوف والتوجس . كانت تموت رعباً كلما ركبت المصعد لتصل إلى الشقة التي يسكنانها في الطابق الأربعين من البريزيدينشال تاورز . تشعر بالضغط يمزق رأسها ويسد أذنيها كلما ارتفع المصعد طابقاً من طوابق ناطحة السحاب الشاهقة ، وكانت تصاب بدوار في كل مرة تحاول أن تطل فيها من إحدى نوافذ شقتها . كل شيء يبدو ضئيلاً في الأسفل البعيد جداً . كانت تنظر إلى شوارع المدينة فتبدو لها كشوارع ألعاب الليغو التي كانت تلعب بها أيام طفولتها ، بسياراتها الصغيرة التي لا يتجاوز حجمها حجم علبة الكبريت ، بل أن صفوق السيارات من ذلك العلو تبدو كصفوف النمل في صغرها وتراصها . كانت تخاف من المتسولين السكارى الذين يملؤون الشوارع ويهزون علبهم المعدنية في وجهها طلباً للنقود ، وتخشى قصص السرقة والقتل التي تسمع عنها في تلك الولاية الخطرة ، وتخاف من حارس العمارة الأسود الضخم الذي يتجاهلها كلما حاولت لفت انتباهه بانجليزيتها الركيكة لحاجتها إلى سيارة أجرة . كان راشد منشغلاً منذ وصوله بالجامعة والبحث . كان يخرج من الشقة في السابعة صباحاً ليعود في الثامنة أو التاسعة وأحياناً في العاشرة مساء ، وفي عطل نهاية الأسبوع كان يحاول إشغال نفسه عنها بأي شيء ، كالجلوس لساعات على الإنترنت أو مشاهدة التلفاز كان كثيراً ما ينام على الأريكة أثناء متابعته لمباراة بيسبول مملة أو لأخبار السي إن إن ، وأما إذا ذهب للنوم في سريرهما ، فإنه يذهب بسرواله الداخلي الأبيض الطويل وفنيلته القطنية الذي لا يرتدي سواهما أثناء تواجده معها في الشقة ، ليلقي بنفسه على السرير كعجوز خائر القوى لا كعريس جديد . كانت قمرة تحلم بالكثير ، كثير من الملاطفة وكثير من الحب وكثير من الحنان والعواطف كالتي تدغدغ قلبها عند قراءة الروايات العاطفية أن مشاهدة الأفلام الرومانسية وها هي تجد نفسها أمام زوج لا يشعر بانجذاب نحوها ، بل أنه لم يلمسها منذ تلك الليلة المشؤومة في روما . بعد أن تناولا العشاء في مطعم الفندق الراقي ، قررت قمرة بحزم أن تلك الليلة ستكون ليلة دخلتها التي طال انتظارها . ما دام زوجها خجولاً فلا بأس من أن تساعده وتمهد له الطريق كما نصحتها أمها . صعدا إلى غرفتهما وبدأت تلاطفه على استحياء ، بعد دقائق من المداعبة البريئة صار هو المتحكم بزمام الأمور ، استلمت هي رغم ارتباكها وتوترها الشديدين وأغمضت عينيها بانتظار ما تتوقع حدوثه ، وإذا به يفاجئها بفعل لم يخطر لها على بال ! كانت ردة فعلها المفاجئة له ولها في حينها أن صفعته بقوة ! التقت العيون في لحظة رهيبة ! كانت عيناها مليئتين بالخوف والذهول ، وكانت عيناه مليئتين بغضب لم تر مثله من قبل . ابتعد عنها بسرعة وارتدى ثيابه على عجل وغادر الغرفة وسط دموعها واعتذاراتها ، ولم تره إلا في مساء اليوم التالي عندما قدم على مضض لاصطحابها للمطار ليستقلا الطائرة المتوجهة لواشنطن ، ثم أخرى باتجاه شيكاغو . ينبع إن شاء الله >>> |
نديم العمر |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى نديم العمر |
زيارة موقع نديم العمر المفضل |
البحث عن كل مشاركات نديم العمر |
الزيــــــزفــون |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى الزيــــــزفــون |
البحث عن كل مشاركات الزيــــــزفــون |
جعلاني فعال
![]() غير متواجد
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ألأخت الزيزفون ... قد تكونَ الرواية لم تروق لكِ او انكِ لم تستوعبيها فهذا أمرٌ طبيعي ويحدثَ باستمرار ففي النهاية وكما نقول "ألناس أذواق" ولكلُ منا ميولهُ في القراءة هذا بالنسبة لمن لديهم اهتمام بالقراءة على الرغمِ منَ استغرابي كيفَ انكِ لم تنتبهي إلى أنها تافهة إلا عقبَ أن انتهيتي من قرائتها ! ولكن بطبيعة الحال من غيرِ الصائب ان نصفَ رواية كهذهِ على أنها تافهة بينما عشرات النقاد قالوا عنها عكسَ ذلك فلقد تمَ نشر هذهِ الرواية في العام 2007م عن دار الساقي للنشر في لبنان وقد أحدثت ضجة غير مسبقة حتى أنها قد منعت داخل المملكة العربية السعودية مما حققَ لها انتشاراً كبيراً وسريعاً للغاية لا على المستوى الخليجي أو العربي فقط بل أنها قد انتشرت عالمياً حتى أدخلت صاحبتها الحاصلة على بكالوريوس طب أسنان إلى التاريخ هذا وقد ترجمت هذهِ الرواية إلى اللغة الألمانية وقد حصلت على المركز الثامن في أكثر الكتب مبيعاً وكذلك قد ترجمت أيضاً إلى اللغة الإنجليزية عن طريق إحدى دور النشر الأميركية وقد يأتي أحدنا وهوا لا يحب الموسيقى الكلاسيكية "التقليدية" فلا تعجبهً سيمفونيات "بيتهو فين" أو "أماديوس موزار" ولكن لا يمكن أن نقول أن أحدهما ليسَ فناناً لمجرد أننا لم نحب فنهما بل الصواب ان نقول أنَ "بيتهو فين" على سبيلِ المثال فنان كبير ولكن موسيقاه لا تعجبني فهناكَ دائماً ثوابت في هذهِ الحياة لا تتغير أما من يأتي برأيٍ عكسَ الجميع فالمشكلة تكمن فيهِ هوا لا فيمن ينتقده في النهاية اشكر لكِ المرور تقبلي تحياتي |
نديم العمر |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى نديم العمر |
زيارة موقع نديم العمر المفضل |
البحث عن كل مشاركات نديم العمر |
جعلاني فعال
![]() غير متواجد
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بنات الرياض ... الرواية التي أثارت غضب المجتمعات الخليجية ! . . . . (8) الذي لا يعجبه العجب "عندما تصاب المرأة بحالة يأس فإن قلبها يصبح كأكرة الباب ، أي إنسان يديرها يميناً وشمالاً ." ... أنيس منصور أولاً أقدم لكم اعتذاري عن تأخري غير المقصود عن إرسال هذا الأيميل ، فقد تعرضت لظروف صحية منعتني من الكتابة بالأمس يوم الجمعة ، ولذلك يأتيكم إيميلي اليوم السبت ، فسامحني يا عزيزي إياد لأني أعدت لك عصر الجمعة الكئيب بعد أن تعودت على إيميلاتي التي صارت تخفف عنك تعاسة هذا اليوم ، واعذريني يا غادة و (أشكرك) بالمناسبة لأنك أول فتاة تعبّرني بإيميل منذ بداية هذه السلسلة الفضائحية ، لأنني لم أوفر لك مادة للتعليق أنت وزميلاتك في البنك هذا السبت ، وسامحني يا رائد أبو دم خفيف لأنني لخبطت عليك جدولك الأسبوعي وشككتك باليوم والتاريخ حتى ظننت أن البارحة هو يوم الخميس وكدت تتغيب عن العمل اليوم السبت وتأكل بهدلة بسبب إيميلي المتأخر ! وضعت أحمري الصارخ ، وصحن (طرشي) كبير إلى جانبي . أنا بحاجة لطعم لاذع هذه المرة ليذكرني بطعم ما سأكتب في هذا الإيميل . ** عودت قمرة نفسها على حياتها الجديدة ، بعد أن اتضح لنا أن ما يقوم به راشد ليس مجرد حياء من الزوجة التي اقتحمت حياته فجأة ، وإنما أكثر من ذلك . لم تكن قمرة قادرة على تسمية تصرفاته باسمها الذي يرد في ذهنها وإن ظلت الكلمات تتسرب من عقلها إلى قلبها الوجل : ( زوجي اللي أحبه يكرهني . يبغي يطفشني ...) . تعودت بعد أسابيع قليلة من وصولهما إلى شيكاغو وبعد أن زاد تذمر راشد من كسلها وعدم مغادرتها الشقة أن تذهب للتبضع وشراء مستلزمات المنزل في نهاية كل أسبوع . لم يكن راشد على استعداد لتعليمها قيادة السيارة بنفسه ، ولم يكن يثق بقدرتها على التفاهم مع معلم أو معلمة أجنبية بإنجليزيتها الركيكة ، فاستعان بزوجة أحد أصدقائه العرب التي عرضت تلعيمها القيادة لقاء مبلغ مالي . رسبت قمرة في الامتحان العملي ثلاث مرات متتالية فقطع راشد عليها دروس القيادة وأمرها بأن تعتاد على استخدام سيارات الأجرة في قضاء حوائجها . كانت ترتدي عند خروجها معطفاً طويلاً فوق ثيابها مع حجاب أسود أو رمادي . حتى لباسها هذا أصبح بعد فترة مصدر إزعاج لراشد . ليس ما تلبسين ملابس عادية مثل باقي الحريم ؟ كإنك تتعمدين تحرجيني قدام أصدقائي بهذه الملابس المبهذلة ! وتسأليني ليش ما أطلع معك ! لم تتمكن قمرة ولا والدتها من استيعاب مصدر الإزعاج ولاتوبر المستمر لدى راشد، إلا أنه على الرغم من ضيقها وحزنها الشديدين فقط كانت مستعدة لعمل المستحيل لإنجاح هذا الزواج ، أو على الأقل مجرد الاستمرار فيه . ألحت عليه في أحد الأيام أن يصطحبها إلى السينما . بعد أن وصلا واتخذا مقعده في القاعة وهي إلى جانبه ، فاجأته بنزع معطفها وحجابها ، وهي تبتسم بخجل وتحاول قراءة أفكاره في تلك اللحظة . بعد أن تأملها بطرف عينه لبضع ثوان قال لها بجلافة : - الحجاب أرحم ... البسيه بس البسيه ، قبل الزواج كانت فرحتها بالخطوبة والعريس (الكشخة) والتجهيز من لبنان بالمهر الذي لم يُدفع لأي من بنات العائلة أكثر منه ، أكبر من أن تشوبها شائبة ، لكن تساؤلات وشكوك كثيرة وجدت طريقها لنفسها مع مرور الأيام . (وشو له تزوجني إذا ما كان يبيني؟) سألت قمرة نفسها مراراً وتكراراً ، وسألت والدتها أيضاً عما إذا كانت قد سمعت من أهل راشد أنه كان مرغماً على زواجه منها ، ولكن أيعقل أن يُجبر رجل – طول بعرض – على الزواج من امرأة لا يريدها أياً كانت الأسباب ؟ لم تره قبل العرس إلا يوم الرؤية الشرعية ، وبما أن تقاليد عائلتها لا تسمح للمتقدم للخطبة برؤية العروس بعد ذلك إلا بعد أن يتم عقد القران ، ولأنه لم يكن بين العقد والعرس سوى أسبوعين ، فقد تم الاتفاق بين والدة قمرة وأم راشد على أن لا يرى راشد عروسه في تلك الفترة حتى تتمكن من الاستعداد لحفل العرس . كل ذلك كان منطقياً في نظر قمرة ، إلا أنها استغربت عدم طلب راشد من والدها أن يسمح له بمهاتفتها للتعرف عليها قبل أن يتم الزفاف ، كما فعل وليد مع سديم فيما بعد . كانت تسمع أن غالبية الشبان هذه الأيام يصرون على التعرف على خطيباتهن من خلال المكالمات الهاتفية قبل أن يتم عقد القران ، مع أن عادات أسرتها لا تسمح بالمكالمات إلا بعد العقد . كان الزواج عندهم كالبطيخ على السكين كما يقولون ، وقد كانت بطيخة أختها الكبرى نفلة سكر زيادة بينما كانت بطيختها وبطيخة حصة قرعة . كل هذه الدقائق وملاحظاتها على شخثية راشد الصعبة و(كلاكيعه) النفسية بدأت تكبر وتكبر ككرة متدحرجة من الثلج تنحدر من قمة الجبل وهي آخذة في التضخم . ظلت قمرة تبحث بين تلك الدقائق عن السبب الحقيقي لنفوره منها ، السبب الحقيقي وراء استخفافه بها ، السبب الذي يدفعه لإجبارها على تناول حبوب منع الحمل طوال هذه الأشهر ، على الرغم من تحرقها لإنجاب طفلة منه . بدأ الشك يتسرب إلى نفس قمرة بعد مرور بضعة أشهر على زواجهما . لم تكن معاملة راشد لها تختلف كثيراً عن معاملة أبيها لأمها ، إلا أنها كانت تختلف عن معاملة محمد لأختها نفلة وحتى عن معاملة خالد لحصة في بداية زواجهما ، وكانت تختلف كل الاختلاف عن معاملة جارهما الكويتي لزوجته التي تزوجها قبل زواج راشد من قمرة بستة أشهر . أحبت قمرة زوجها رغم ما قابلها به من قسوة وغلظة ، وتعلقت به على الرغم من كل شيء ، فهو أول رجل تختلط به من خارج وسط محارمها ، وهو أول رجل يتقدم لطلب يدها ليشعرها بأن هناك من يحس بوجودها في هذا العالم . لم تدر قمرة هل أحبت راشد لأنه جدير بأن يحب أم لأنها تشعر بأن من واجبها أن تحبه بصفته زوجها ، لكن الشك الذي بدأ يغزو قلبها من ناحيته أقلق منامها وأيقض مضجعها وجعل أيامها سوداء بسواد أفكارها . أثناء تسوقها في بقالة الخيّام العربية في شارع كيدزي ، كان صاحب البقالة يغني مع أم كلثوم بطرب واضح . أصغت قمرة إلى اللحن الحزين والكلمات التي لامست جرحاً غائراً بداخلها : كأني طاف بي ركب الليالي يحدث عنك في الدنيا وعني على أني أغالط فيك سمعي وتبصر فيك غير الشك عيني وما أنا بالمصدق فيك قولاً ولكني شقيتُ بحسنِ ظني تعذب في لهيب الشك روحي وتشقى بالظنون وبالتمني أجبني إذا سألتك ! هل صحيح ... حديث الناس ؟ خن ؟؟ أم لم تخني ؟ أكاد أشك في نفسي لأني أكاد أشك فيك وأنت مني .. (( معقولة راشد يحب واحدة غيري )) ؟ . اغرورقت عينا قمرة بالدموع وهي تصل بتفكيرها عند هذا الحد . ** عندما زارت قمرة الرياض في عطلة رأس السنة لم يكن راشد معها . قضت بين أهلها ما يقارب الشهرين آملة أن يطلب منها راشد العودة بعد أن يمل الوحدة ، إلا أنه لم يسألها يوماً أن تعود ، بل إن إحساسها كان يقول لها أنه يتمنى أن تبقى في الرياض ولا تعود ! كم كان يقتلها مئات المرات كل يوم ببرودة ! حاولت المستحيل حتى تستميله ولكن بلا جدوى ، فقد كان راشد مثالاً لرجل الأسد بعناده الفطري وطبيعته المراوغة . كانت لميس المستشارة الفلكية للشلة تأتي بكتب خيرية حديب وماغي فرح عن الأبراج من بيروت ، وتقرأ لكل منهن مواصفات برجها ، ونسب التوافق بين ذلك البرج مع غيره من الأبراج . كانت استشارة الفتيات للميس أساسية قبل أية علاقة ، فقمرة اتصلت بها لتسألها عن مدى توافق برجها – الجوزاء – مع برج راشد – الأسد – في فترة الخطوبة ، وسديم التجأت إليها أيضاً عندما تقدم وليد – الحمل – لخطبتها ، حتى ميشيل التي لم تتحمس يوماً لهذه الأمور اتصلت بلميس بعد أن اكتشفت أن فيصلاً من مواليد برج السرطان طالبة منها المشورة حول نسب نجاح علاقتها – امرأة الأسد – به . أهدت لميس قمرة قبل زواجها نسخة مصورة من أحد كتبها الثمينة . كانت قمرة تعيد قراءته باستمرار وتخطط على ما يناسبها منه : أنثى الجوزاء جذابة مغرية تدير بجمالها رؤوس الناس . كثيرة النشاط والحركة وصبرها القليل يتحكم حتى في مواقف الحب . إنها أصدق نموذج للمرأة الهوائية التي لا تستقر على شيء أو شخص . عاطفية بل متأججة العاطفة إذا ما لقيت الرجل الملائم الذي يرضى قلبها وعقلها وجسدها معاً . إنها إنسانة معقدة على الرغم منها . أعصابها متوترة ومخاوفها كثيرة ، إلا أنها مثيرة ومسلية ومن يعرفها يجهل معنى الضجر . الرجل الأسد إنسان واقعي ، ذكي مقتصد لا يحب أن يضيع وقته في اللعب غير المثمر ، عصبي سريع الانفعال ، أناني وعنيد ويزأر حيث يغضب . إذا أحب فإنه يمتلك حبيبته ويغار عليها . متسلط في حبه لكنه مندفع في الحب كبركان يطلق حمم الغرام . على المرأة الحبيبة أن تغمض عينيها ولا تبالي عندما يتدخل في شؤونها وأن لا تعظم الأمور. لا يتردد في إظهار العنف إذا راوده الشك في طاعتها وإخلاصها له ... كان أسوأ ما قرأته قبل زواجها هو نسبة التوافق بين المرأة الجوزاء والرجل الأسد التي لا تتجاوز الـ 15% ! يصعب الاتفاق والانسجام بين أنثى الجوزاء ورجل الأسد . يتعاونان لمدة معينة من أجل تحقيق النجاح العملي ، أما العلاقة العاطفية فتبقى فاترة نافرة وميالة إلى الفشل الأكيد. كانت تقرأ هذه السطور قبل زواجها وهي تتمتم : كذب المنجمون ولو صدقوا ، لكنها تقرأها الآن بإيمان أكبر ، وهي تتذكر مليكة طباختهم المغربية في الرياض ، التي كانت تقرأ لها الفنجان والكف أثناء فترة الخطوبة مؤكدة لها أن زواجها من راشد سوف يكون من أنجح الزيجات في العائلة ، وأنها سوف ترزق بكثير من الأطفال ، حتى أنها كانت تصفهم لها وكأنها ترى ملامحهم في بقايا البن المتخثرة في قاع الفنجان أو بين طيات كفيها . حتى الويجي بورد التي شاركت صديقاتها الثلاث اللعب بها في المرحلة المتوسطة عندما جلبتها لهن ميشيل بعد إحدى رحلاتها إلى أمريكا . أخبرتها لوحة الويجي أنها ستتزوج من شاب يبدأ اسمه بحرف الراء وأنها ستسافر معه إلى الخارج . ستنجب له ثلاث أبناء ذكور واثنتين من الإناث . تحركت القطعة الزجاجية الصغيرة التي تلمسنها بأصابعهن بخفة فوق لوحة الأحرف وسط ظلام الغرفة في تلك الليلة لتدل على أسماء أبنائها واحداً واحدة ! تحاول قمرة التخلص من أفكارها الخبيثة التي تتسرطن في دماغها . تتصل بأمها في الرياض لتسألها عن كيفية إعداد الجريش وتمضي الوقت في سماع آخر أخبار أقاربهم في القصيم وجيرانهم في حي الربوة وحكايا أبناء نفلة الأشقياء وصبر حصة على زوجها خالد بانتظار أن تنضج الطبخة . يتبع إن شاء الله >>> |
نديم العمر |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى نديم العمر |
زيارة موقع نديم العمر المفضل |
البحث عن كل مشاركات نديم العمر |
جعلاني برونزي
![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
اخي الكريم ارى بين سطورك سخرية واستهزاء ولكني لن اعطي هذا الأمر اهميه ![]() انا غير ملزمه انا احب ما احب غيري ولم ولن تعجبني الاشياء لمجرد انها نالت اعجاب الكثيرين !!! والا لما منحنا الله تعالى عقلاً نزن به الامور !! ربما أحبها البعض ﻷنه يحب قراءة الروايات الطويله وربما البعض الأخر رأى فيها تصوير لواقع في حياته وربما احبها البعض حبا يشبه حبهم للمسلسلات التركيه !! ناهيك هن الطريقه التي نشرت فيها هذه القصه حيث كانت الكاتبه ترسل جزء منها على الايميل يوم الجمعه من كل اسبوع ورما كان هذا تشويقا وسببا اخر في وصول القصه الى الكثيرين !!! بالنسبة لي قرأتها وانا اتأمل ان تكون هناك نهاية مرضيه او تحليل منطقي للحوادث المذكوره لكني وجدت انها "مجرد فضائح" !! اما عن نعتك لي باني اعاني من مشكلة فلا اظن ان اختلاف الاذواق مشكله وهذا ماذكرته انته ايضا في مشاركتك في النهاية اردتك ان تفهم ان انتقادي للرواية لا يعني انتقادي لك كونك من تنقلها الى منتدى جعلان فانت ومن يقرؤها لكم الحرية ولست مسؤوله عن احد ولكن ارجو ان تنظر للموضوع بدون تحيز فكما احترم رأيك احترم رأيي فلا داعي لانتقاص شأن احد لمجرد اختلافه معك في الرأي ![]()
|
الزيــــــزفــون |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى الزيــــــزفــون |
البحث عن كل مشاركات الزيــــــزفــون |
جعلاني فعال
![]() غير متواجد
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بنات الرياض ... الرواية التي أثارت غضب المجتمعات الخليجية ! . . . . (11) تصنيف أم نوير للفصائل البشرية "لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم . لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم . يا حيّ يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك نستغيث ." ... دعاء لكشف الهم والكرب والحزن قرأت كلاماً عني خلال الأسبوعين المنصرمين في أشهر المنتديات الإنترنتية ، الإقلاع والساحات وغيرها . بعض الكلام كان بنعومة حبيبات غسولي اليومي للوجه ، وبعضها بخشونة حجري الأسود الذي أعالج به مشكلة ركبي السود . شعرت وأنا أتابع النقاشات الدائرة حولي بأنني أشاهد مصارعة للثيران ! هل تصدقون أن أحدهم طالب بإباحة دمي؟ وكله كوم ومن تقول أنها أختي كوم آخر ! تقول أنها قد لاحظت انزواء أختها كل يوم جمعة منذ الصباح الباكر في غرفتها أمام شاشة الكمبيوتر وعندما حاولت أثناء غيابها أن تبحث ضمن ملفات جهازها عن أدلة تؤكد شكوكها عثرت على جميع الرسائل وعددها ثلاثون ، وهي على استعداد لبيعها لمن يدفع أكثر ! رزق الهبل ع المجانين . ** بعد أن قرأت له (مدخل إلى التحليل النفسي) و ( مختصر التحليل النفسي) و (ثلاثة مباحث في نظرية الجنس) و(الحياة الجنسية) و ( الطوطم والحرام ) ، اكتشفت سديم أن فرويد ولبيدواته وطواطمه وخياره وفقوسه لن يساعدوها في حل مشكلتها ولن يشرحوا لها سبب تخلي وليد عنها . كانت قد عثرت على مؤلفين من المؤلفات المترجمة لفرويد في مكتبة جرير في الرياض ، أما البقية فكانت قد أوصت إحدى زميلاتها في الجامعة بأن تأتيها بها من لبنان قبل أن تسافر سديم إلى لندن . لم تقنعها فلسفة سيجموند فرويد – في تفسير تصرفات وليد – كما أقنعها تصنيف أم نوير للفصائل البشرية . صنفت أم نوير لسديم – في ساعة صفاء الرجال والنساء في الخليج بناءً على عوامل عدة كقوة الشخصية والثقة بالنفس والجمال وغيرها إلى أنواع وفئات ، وهذه الأنواع تنطبق عادة على الرجل والمرأة سواء ، فمثلاً بالنسبة لقوة الشخصية فإن لكل منهما نوعين : النوع الأول قوي ومستقل والنوع الآخر ضعيف وتابع للآخرين ، وتندرج تحت النوع الأول فئتان : أولاهما المنطقي الذي يحترم آراء جميع من حوله رغم اختلافه معهم طالما كانوا يحترمون وجهة نظره هو الآخر ، والفئة الثانية ممثلة بمن لا يمكن لأحد السيطرة عليها أو عليه ومن لا بد من أن (يمشي) كلامه ولا يهمه رأي أحد . أما بالنسبة لقسم الضعفاء والتابعين ، أو من يقال عنه أن كلمة تجيبه وكلمة توديه ، فهم نوعان : هناك النوع الذي يتم التأثير عليه من قبل الأهل وأفراد العائلة المقربين وهذا النوع لا يمكنه الاستقلال عن أهله لأنه (بدون أهله ما يسوي قرش) ، وهناك النوع الذي يتم التأثير عليه من قبل الأصدقاء وهو النوع الأسوأ ، ذلك لأنه يعتبر أن أهله ضده ولا يثق سوى بأصدقائه الذين يكونون في كثير من الأحيان أسوأ حالاً منه ، ومن ناحية العصامية فإن النوع القوي والمستقل عادة ما يعمل على تطوير نفسه بنفسه وتحسين ظروفه قدر المستطاع ، متأثراً ومستفيداً من جميع الأمثلة التي يلاحظ نجاحها من حلوه ، أما النوع السلبي أو المنقاد فإنه تنقصه المبادرة ولا يرتقي شأنه إلا بارتقاء عائلته أو محيطه ككل . ولأم نوير تصنيف آخر يعتمد على مستوى الثقة بالنفس ، فهناك الفئة المطمئنة أو السيكيور وهذه لها نوعان : نوع معقول ويكون المنتمي لهذا النوع متصالحاً مع نفسه ، وعلى قدر واضح من الثقة بالنفس تجعل كل من حوله يحترمونه ويرهبونه ، لكنه يظل محبوباً لتواضعه وقربه من الآخرين من ناحية ، ولأنه (يستاهل يشوف نفسه شوي) من ناحية أخرى . النوع الثاني هو (الواثق بزيادة) أو (الأوفر كونفدنت) وهو نوع يشتمل على أشخاص (ما عندهم ما عند جدتي) أي (ما عندهم سالفة) يحملون ثقة مفرطة بالنفس على الرغم من افتقارهم لجميع مؤهلاتهم ، فلا إنجازات ضخمة ولا شخصيات مميزة ولا حتى شكل يفتح النفس ، وهذا النوع مكروه وأكثر انتشاراً للأسف من النوع الأول ، والنوعين أقل انتشاراً من الفئة الثانية وهي فئة (الإنسيكيور) أو الفئة غير المطمئنة . هذه بدورها لها قسمان : أولهما أولئك الذين يدعون ويتصنعون الثقة بالنفس أمام الآخرين دون إيمان داخلي بذلك ، والمنتمين لهذا القسم يأخذون كل كلمة تقال لهم بحساسية مفرطة ويردون عليها بعشر ويعملون من الحبة قبة كما يُقال . مستفزون ، تعلو أصواتهم أثناء أي نقاس حتى يداروا خيباتهم . القسم الثاني لا يمثل ولا يدعي ويتضح منذ الوهلة الأولى أنهم مساكين ويقطعون القلب . يعاني أفراد هذا الصنف عادة من مشكلة ما تضعف من ثقتهم بأنفسهم أو من (السلف استيم) وتكون هذه المشكلة إما ظاهرة كعيب في الشكل الخارجي من سمنة أو قصر أو حتى أنف كبير بعض الشيء ، أو معاناة معنوية ظاهرة مثل الفقر أو حتى الغباء، أو عيب خفي لا يدركه سواهم ، مثل جرح حبيب لم يندمل . التصنيف الديني قبل وبعد الزواج كان المفضل لدى سديم ، وهو التصنيف الوحيد الذي منع فيه الاختلاط بين الجنسين فجاء على شقين ، شق بصف الرجل المتدين وأخر يصف المرأة المتدينة ، ولكل منهما تفرعات أساسية مشتركة هي : النوع الملتزم أو (المطوع) والنوع المعتدل أو (النص ونص) والنوع (الصايع أو المفتلت) ! لكن الاختلافات تأتي في التفاصيل الموضحة لكل نوع . بالنسبة للرجل ، تتلخص فئة المطاوعة في نوعين : الأول (صايع وتطوع) ، والثاني (خاف أن يصيع فتطوع) ، وكلا النوعين يخشى أن يصيع بعد الزواج ، ولذلك فإنهم عادة ما يتزوجون أكثر من زوجة واحدة ويفضلون أن تكون زوجاتهم على الدرجة نفسها من الالتزام الديني أو أكثر . أما فئة المعتدلين فلها نوعان : نوع ملتزم دينياً لكنه يختلف عن النوع الأول في لينه مع المرأة وعدم تدخله في شؤونها ، وفقد يتزوج هذا النوع من امرأة متحررة نسبياً ولا يجد غضاضة في ذلك إذا كان واثقاً من حبها ومتأكداً من أخلاقها ، أو أن يكون من النوع الثاني ، العلماني كما يسمونه . الرجل من هذا النوع يؤمن بأن الإسلام بني على خمس ، ولا أكثر من ذلك فيما يتعلق بالعبادات ، ولذلك فهو مواظب فقد على الصلاة المفروضة والصيام في شهر الصوم وبعد أن يحج يتملكه الشعور بأنه قد كفى ووفى . هذا النوع لا يرتبط سوى بفتاة تشبهه من ناحية التحرر الديني أو تفوقه تحرراً ، لا يرضى هذا النوع مثلاً بالاقتران بفتاة محجبة ويشترط في شريكة حياته أن تكون جميلة و (أوبن ما يندد) و(ستايل) حتى يفاخر بها أمام الآخرين ممن لهم نفس أفكاره . الرجل الصايع أو المفتلت يأتي على نوعين : إما أن يكون قد نشأ في بيئة متشددة دينياً وأخذبال(فلتان) دينياً وأخلاقياً (أفضل هذا التعبير على تعبير الانحلال الذي أراه تعبيراً فظاً) تدريجياً مع كل فرصة سانحة بعيداً عن سلطة هذه البيئة ، وهذا النوع قد يتصنع الانتماء للنوع الأول في حياته الظاهرة منعاً للإحراج الاجتماعي . رجل النوع الآخر يكون قد تربى منذ صغره في بيئة انفلات ديني لدرجة الإلحاد ، أو أخلاقي لدرجة تغييب شتى الروادع ، ومن شب على شيء شاب عليه . مشكلة هذا النوع من الرجال هي الشك المرضي ، فللأسف ونظراً لتجاربهم السابقة مع فئة البنات الصايعات – التي سيتم التطرق لها لاحقاً – فإنهم يؤمنون بأن كل فتاة صايعة حتى تثبت براءتها ، وهذا النوع بفتئتيه يحرص على الزواج من فتاة ليست لها أية تجارب سابقة لأنه يقيس الأمور على ضوء تجاربه السابقة ، أو يتزوج من فتاة لعوب تعرف كيف تلعب اللعبة بدهاء ، و (تلبسه السلطانية) . زوجات الرجال من هذا النوع مظلومات لأنهن يعرفن جيداً طبيعة أزواجهن الشكاكة ، وعليهن مراعاة ذلك والتصنع في كثير من الأحيان حتى لا تفسر تصرفاتهم على غير ما يعنين بها ، وهذا ما حدث مع سديم التي لم تكتشف حقيقة وليد إلا متأخرة وبعد أن ظن بها ظن السوء وأعرض عن الارتباط بها. تأتي الآن للتصنيف المقابل لما سبق لدى النساء ، فالمرأة (المطوعة) نوعان : نوع تربي بتلك الطريقة منذ الصغر ولم تتعرض لأي مؤثرات خارجية مضادة ، والمرأة من هذا النوع قد تكون محظوظة بالزواج ممن هو مثلها تماماً فيعيشان حياة هادئة ومستقرة طالما ظل كل منهما راضياً يما قسمه الله له ، أو أن تكون تعيسة الحظ فتتزوج من شخص أكثر تحرراً منها (مدردح) فتعجز عن إرضائه لفشلها في فهم احتياجاته التي لا تتماشى مع ما تربت عليه . النوع الثاني من المطوعات من عشن في بيئة من ذلك النوع لكن حلم الانطلاق والتحرر كان يراودهن دوماً . هذا النوع قريب من النوع الأول فالنساء من الصنف الأول هنّ المحصنات الغافلات أي اللاتي يستعففن لغفلتهن عن ما يدور(آوت ذير) ! أما النوع الثاني فهن يستعففن بإرادتهم أو بالأحرى تحت إرادة أهاليهن ورقابتهم . الفئة الثانية هي فئة النص ونص ، وهذه نوعان : نوع يأتي بحسب العرض والطلب مثل صديقتها قمرة على سبيل المثال والتي تغير حجابها مع تغير فصول السنة ، فإذا كانت الموضة في تلك الفترة حضور الحلقات الدينية مع ارتداء الحجاب خارج حدود المملكة فهن مع الموضة أو (مع الخيل يا شقرا) ، وإذا كانت الموضة في تلك الفترة تحرراً من الحجاب في الخارج وانتشاراً في الأسواق في الداخل بالعباءات المخصرة التي تحدد معالم الجسم فهن مع ذلك أيضاً . ينبغي التنويه هنا أن الموضة تخضع لطلبات الأزواج أو الباحثين عن زوجات أو لطلبات الأمهات اللواتي ينقبن عن عرائس لأبنائهن في تلك الفترة. النوع الثاني من فئة المعتدلات تمثله المرأة المتدينة دون الحد الذي يسمح لها بالانضمام لفئة المطوعات وأعلى من الحد المسموح به في فئة المتحررات. النساء من تلك النوعية تردعن الأخلاق عن ارتكاب الأخطاء أكثر مما يفعله تدينهن تتميز المرأة من هذا النوع بشخصية قوية وصلبة وقد يتم إدراجها خطأً ضمن الفئة الثالثة لأنها لا تلتزم بجميع قوانين الفئة الأولى . المتحررة أو (المجربة) تمثل الفئة الثالثة من النساء ، وهي إما صايعة قبل الزواج أو بعده أو الاثنان معاً ، فالصايعة قبل الزواج عادة ما تصلح من حالها بعده وقد تتحول إلى امرأة ملتزمة جداً أو معتدلة الالتزام ، لكن ذلك متوقف على زوجها ، فهي إن تزوجت من شخص لا يناسبها فإنا تبقى ضمن فئة الصايعات حتى بعد زواجها ...أما الصايعة بعد الزواج فهي عادة ما تكون من إحدى الفئتين الأولى أو الثانية لكنها تصيع بعد زواجها بسبب عدم تأقلمها مع متطلبات زوجها المتحرر أو بسبب خيانة زوجها لها . تصنيفات معقدة كتبتها سديم نقلاً عن أم نوير وما زالت بعد كتابتها بأشهر تحاول استيعابها ، تتضح صحتها أكثر فأكثر مع مرور كل يوم تعيشه سديم في مدرسة الحياة التي استقت منها أم نوير معلوماتها . أم نوير التي مرت بعدد بسيط من التجارب (البريئة) في الكويت قبل زواجها ، وتجربة واحدة(غير بريئة) في السعودية بعد طلاقها ، لكن ذلك ليس موضوعاً الآن . ذكرتها سواليف أم نوير الخاثرة بسهراتها مع صديقاتها الثلاث في بيتها . ذكرتها بحلاوة الزلابية ونعومة الدرابيل التي كانت تقدمها لهن مع الشاي . طارت بها الذكريات إلى منزلها في الرياض . إلى الباب الحديدي وقضبانه المذهبة الأطراف الذي طالما وقفت خلفه بعد صلاة العشاء بانتظار قدوم وليد ، الأرجوحة القريبة من حمام السباحة والتي طالما سهرت عليها بين أحضانه ، غرفة الضيوف التي رأته فيها لأول مرة ، التلفاز الذي يتوسط الصالة التي تابعت معه فيها عدداً من الأفلام ، والغرفة التي شهدت ميلاد الحب ووفاته . هل مات فعلاً حبها لوليد ؟ قامت لتشغل المسجل . التقطت شريطاً من بين الأشرطة المتناثرة فوق أرضية الغرفة . وضعته في جهاز التسجيل قبل أن تعود إلى فراشها وتتكور فيه كجنين في بطن أمه ، وتستمع بحزن لعبد الحليم وهو يغني : من دمعة من حرقة ألم من صرخة جرح من قلب انظلم باعتب على اللي خان واعتب عليك يا زمان قربتني للجنة وخدتني للحب ولما جيت أتهنى ، جرحتني في القلب دمعت عيناها وهي تغمغم بكلمات الأغنية بصوت تخنقه العبرة . جاءت الأغنية التي تليها مؤلمة في كلماتها ولحنها وغناء العندليب الرقيق ، استمعت إليها بانكسار وهي تدغدغ الزغب الخفيف حول شفتيها بلحافها الناعم : عرفته قد ما عرفته ولا عرفتوش وشفته قد ما شفته ولا فهمتوش كان بيقول لي باحبك أيوه كان بيقول وأنا من لهفة قلبي صدقته على طول وما كنتش أعرف قبل النهارده إن العيون دي تعرف تخون بالشكل ده ولا كنت أصدق قبل النهارده إن الحنان يقدر يكون بالشكل ده لم تشعر سديم بانتهاء ذلك الوجه من الشريط إلا بعد إصدار المسجل لذلك الصوت المزعج الذي يدل على تغيير وجه الشريط . راحت تمسح دموعها التي أغرقت الوسادة ، وتسغي إلى صوت ميادة وهي تناجي حبيبها الظالم ، وليد القاسي . قول لي يا للي كنت أغلى الناس عليّا جبت قلب منين يطاوعك ع القسيّة ريحني قول لي حكايتك إيه جرحت قلب حبيبك ليه قسيت علينا ليه ليه غدرت بيا ليه ليه قسيت علينا .. غدرت بيا قول لي يا للي كنت أغلى الناس عليا جبت قلب منين ! مني منين جبت قلب منين يطاوعك ع القسية يا باكي ع اللي خان إبكي النهارده كمان وخلص الأحزان بدال ما تبكي سنين يا باكي ع اللي خان إبكي النهارده كمان بس إوعي دمعة تبان تفرّح الخاينين بكت سديم ، وبكت ، وبكت ، وحيدة في شقتها اللندية ، علها تخلص الأحزان ، بدال ما تبكي سنين ، وتفرّ الخاينين . يتبع إن شاء الله >>>
|
نديم العمر |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى نديم العمر |
زيارة موقع نديم العمر المفضل |
البحث عن كل مشاركات نديم العمر |
Never Give Up |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى Never Give Up |
البحث عن كل مشاركات Never Give Up |
جعلاني فعال
![]() غير متواجد
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكراً جزيلاً لكَ أخي Never Give Up على تشريفكَ للموضوع والآن سوفَ أقوم بإدراج جزء جديد إن شاء الله تقبل تحياتي |
نديم العمر |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى نديم العمر |
زيارة موقع نديم العمر المفضل |
البحث عن كل مشاركات نديم العمر |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|