منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للتربية والتعليم | ||
أبحاث((( أدبية ))) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
صور ينفعل لتخيلها وتصورها، أو تصور شيء آخر بها، انفعالاً من غير روية من الانبساط أو الانقباض( ). (ونذكر هنا أن حازماً يتبع مفهوم ابن سينا للتخييل) ويقول أيضاً في هذا الاتجاه: "وكان القصد في التخييل والإقناع حمل النفوس على فعل شيء أو طلبه أو اعتقاده أو التخلي عن واحد واحـد من الفعل والطلب والاعتقاد بأن يخيل لها أو يوقع في غالب ظنها أنه خير أو شر بطريق من الطرق التي يقال بها في الأشياء إنها خيرات أو شرورات"( ).
وهذا يؤدي بنا إلى نظرة حازم إلى تقسيم أغراض الشعر التي خالفت فيها من سبقه من البلاغيين. فهو قد رفض تقسيمات قدامة والرماني وابن رشيق ورأى فيها خللاً أو نقصاً( )،وقدم تقسيماً آخر هو: "أن مقصد الشعر هو استجلاب المنافع واستدفاع المضار ببسط النفوس إلى ما يراد من ذلك وقبضها عما يراد بما تخيل لها من خير أو شر"( ) ويصل حازم من خلال فهمه للتخييل إلى رفض كل معنى أو أسلوب أو كلام في الشعر إذا لم يحقق التخييل، فهو ينظر إلى الشعر العربي على أنه حقيقة فنية، وأن القيمة الجمالية للشعر العربي كامنة في التخييل، وهذا التخييل يكون معدوماً إذا كانت معاني الشعر مبهمة، وهكذا يربط حازم جمال الشعر بمدى استجابة المتلقي، وهذا أدى به إلى القول ليس كل كلام موزون ومقفى شعراً "إن الشعر كلام مخيل موزون مختص في لسان العرب بزيادة التقفية إلى ذلك، والتئامه من مقدمات مخيلة، صادقة كانت أو كاذبة لا يشترط فيها بما هي شعر غير التخييل"( ). ومن تعريفه للشعر يظهر أن الشعر يتحول إلى هيكل أجوف إذا فقد معانية العريقة وفقد القدرة التخييلية، ولا يعني هذا أن الوزن غير مهم، ولكن حصر مفهوم الشعر بالوزن والقافية هو ما يأباه حازم. خــــاتمة إن مفهوم التخييل قد بدأ عند الفلاسفة المسلمين بأصل، وإن كانوا استمدوا أو استفادوا من اليونانيين شيئاً، وإن ما استفادوه كان من خلال نظرة الفلاسفة اليونانيين للنفس، وليس للشعر، فالتخييل نظرية إسلامية أصيلة، قَنَّنَ لها في مظهرها الفلسفي ابن سينا،وتبناها من بعده الفلاسفة المسلمون والبلاغيون، وصاغها ووسعها حازم القرطاجني، حيث تمثّلت فكرة التخييل عند حازم تصوراً عاماً للصناعة الشعرية، وأنه البلاغي الوحيد الذي اعتنق هذه الفكرة بحيث تكاد تكون نظرية عامة يطبقها على طبيعة فن الشعر ووسائله التعبيرية( ). وقد حقق حازم تقدماً على عبد القاهر الجرجاني بمفهوم التخييل حيث جعله أعم وأشمل وذا فائدة إنسانية، ويخالف الجرجاني في الفصل في الشعر بين المعاني العقلية والمعاني التخييلية، ويرى حازم أن المعاني العقلية مثل المعاني التخييلية صالحة للشعر المخيَّل الذي يؤثر في نفوس السامعين. وأذكَّر بأنني لم أتطرق إلى نقد آراء مَن ذكرت من أرسطو وابن سينا وعبد القاهر والقرطاجني، ولم أبين آراء النقاد والدارسين، وأنني اكتفيت بعرض النظرية أو مفهوم التخييل، إذ إن المناقشات والاعتراضات تحتاج إلى روية وإمعان تفكير، وأرى أنها تستحق دراسة ماجستير للغوص في هذه النظرية. وحسبي أنني اجتهدت في تقريب هذا المفهوم (التخييل)، وذكرت أصله وتطوره، وأجريت دراسة موجزة حوله مع عدد من العلماء الفلاسفة والبلاغيين (أرسطو – ابن سينا – عبد القاهر الجرجاني – حازم القرطاجني). فإن أصبت شيئاً فذاك من توفيق الله، وإن ظهر نقص فهذا شأن الإنسان. وما من أحد يكتب شيئاً ويعيد النظر فيه إلى وقال لو قدّمْتُ أو أخرت أو حذفت أو زدت لكان أحسن كما روينا عن أساتذتنا. ولله الحمد في الأولى والأخرى،،، )المصادر والمراجع( 1- الجرجاني : عبد القاهر، أسرار البلاغة، دار المعرفة للطباعة والنشر دلائل الإعجاز مكتبة القاهرة 1961. 2- القرطاجني : حازم بن محمد، منهاج البلغاء وسراج الأدباء، تح: محمد الحبيب ابن الخوجة، تونس 1966م. 3- بدوي : د. أحمد أحمد، أسس النقد الأدبي عبد العرب، مكتبة نهضة مصر ط1، 1958م. 4- جيده : د. عبد الحميد، التخييل والمحاكاة في التراث الفلسفي والبلاغي دار الشمال طرابلس لبنان، ط1، 1984م. 5- مصلوح : د.سعد، حازم القرطاجني ونظرية المحاكاة والتخييل في الشعر، عالم الكتب القاهرة، ط1، 1400هـ-1980م. 6- نصر : عاطف جودة، الخيال مفهوماته ووظائفه، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1984م. المعاجم 7- الجرجاني : علي بن محمد، التعريفات، مكتبة لبنان بيروت، 1969م. 8- الزبيدي : محمد مرتضى، تاج العروس من جواهر القاموس، دراسة وتحقيق علي شيري دار الفكر بيروت لبنان، 1414هـ - 1994م [مادة خيل، مجلد"14"]. 9- ابن منظور : محمد بن مكرم، لسان العرب، دار صادر بيروت، 1375هـ 1956م. [مادة خيل، مجلد11]
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|