منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للتربية والتعليم | ||
((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني ))) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ما قيل من الشعر في بدر
قال حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه : ألم تر أمراً كان من أعجب الدهر و للحين أسباب مبينة الأمر و ما ذاك إلا أن قوما أفادهم فحانوا تواص بالعقوق و بالكفر عشية راحوا نحو بدر جميعهم و كانوا رهوناً للركية من بدر و كنا طلبنا العير لم نبغ غيرها فساروا إلينا فالتقينا على قدر فلما التقينا لم تكن مثنوية لنا غير طعن بالمثقفة السمر و ضرب ببيض يختلي الهام حدها مشهرة الألوان بينة الأثر و نحن يركنا عتبة الغي ثاوياً و شيبة في قتلى تجرجم قي الجفر و عمرو ثوى فيمن ثوى من حما بهم فشقت جيوب النائحات على عمرو جيوب نساء من لؤي بن غالب كرام تفر عن الذوائب من فهر أولئك قوم قتلوا في ضلالهم و خلوا لواء غير محتضر النصر لواء ضلال قاد إبليس أهله فخاس بهم إن الخبيث إلى غدر و قال لهم إذ عاين الأمر واضحا برئت إليكم ما بي اليوم من صبر فإني أرى مالا ترون و إنني أخاف عقاب الله و الله ذو قسر فقدمهم للحين حتى تورطوا و كان بما لم يخبر القوم ذا خبر فكانوا غداة البئر ألفاً و جمعنا ثلاث مئين كالمسدمة الزهر و فينا جنود الله حين يمدنا بهم في مقام ثم مستوضح الذكر فشد بهم جبريل تحت لوائنا لدا مأزق فيه مناياهم تجري فاد الرجل : فيداً و فوداً : مات ، و أفاده الله . و الجفر : البئر غير المطوية . و المسدمة : من قولهم ، فحل سدم إذا كان هائجاً و المأزق : موضع الحرب و من الناس من ينكرها لحمزة . فأجابه الحارث بن هشام المخزومي ألا ياقوم للصبابة و الهجر و للحزن مني و الحزازة في الصدر و للدمع من عيني جود كأنه فريد هوى من سلك ناظمه يجري على البطل الحلو الشمائل إذ ثوى رهين مقام للركية من بدر فلا تبعدن يا عمرو من ذي قرابة و من ذي ندام كان ذا خلق غمر فإن يك قوم صادفوا منك دولة و لابد للأيام من دول الدهر فقد كنت في صرف الزمان الذي مضى تريهم هواناً منك ذا سبل وعر في أبيات . و مما يعزى لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه من الأبيات : ألم تر أن الله أبلى رسوله بلاء عزيز ذي اقتدار و ذي فضل بما أنزل الكفار دار مذلة فلاقوا هواناً من أسار و من قتل فأجابه الحارث بن هشام : عجبت لأقوام تغنى سفيههم بأمر سفاه ذي اعتراض و ذي بطل تغنى بقتلى يوم بدر تتابعوا كرام المساعي ، من غلام و من كهل مصاليت بيض ، من ذؤابة غالب مطاعين في الهيجا ، مطاعيم في المحل أصيبوا كراماًفلم يبيعوا عشيرة بقوم سواهم نازحي الدار و الأهل كما أصبحت فيكم بطانة لكم بدلاً منا فيا لك من فعل عقوقاً و إثماً بيناً و قطيعة يرى جوركم فيها ذوو الرأي و العقل فإن يك قوم قد مضوا لسبيلهم و خير المنايا ما يكون من القتل فلا تفرحوا أن تقتلوهم فقتلهم لكم كائن خبلاً مقيماً على خبل في أبيات ذكرها . و قال ضرار بن الخطاب الفهري : عجبت لفخر الأوس و الحين دائر عليهم غداً و الدهر فيه بصائر و فخر بني النجار إن كان معشر أصيبوا ببدر كلهم ثم صائر فإك يك قتلى غودرت من رجالنا فإنا رجالا بعدهم سنغادر و تردي بنا الجرد العناجيج وسطكم بني الأوس حتى يشفي النفس ثائر و وسط بني النجار سوف تكرها لنا بالقنا و الدارعين زوافر فنترك صرعى تعصب الطير حولهم و ليس لهم إلا الأماني ناصر و تبكيهم من أرض يثرب نسوة لهن بها ليل عن النوم ساهر و ذلك أنا لا تزال سيوفنا بهن دم ممن يحاربن مائر فإن تظفروا في يوم بدر فإنما بأحمد أمسى جدكم و هو ظاهر و بالنفر الأخيار هم أولياؤه يحامون في اللأواء و الموت حاضر يعد أبو بكر و حمزة فيهم و يدعي علي وسط من أنت ذاكر أولئك لا من نتجت من ديارها بنو الأوس و النجار حين تفاخر و لكن أبوهم من لؤي بن غالب إذا عدت الأنساب كعب و عامر هم الطاعنون الخيل في كل معرك غداة الهياج الأطيبون الأكابر العناجيج : جياد الخيل ، واحدها عنجوج . و مائر : متردد. و مما قاله حسان بن ثابت الأنصاري : تبلت فؤادك في المنام خريدة تشفي الضجيع ببارد بسام كالمسك تخلطه بماء سحابة أو عاتق كدم الذبيح مدام أما النهار فلا أفتر ذكرها و الليل توزعني بها أحلامي أقسمت أنساها و أترك ذكرها حتى تغيب في الضريح عظامي بل من لعاذلة تلوم سفاهة و لقد عصيت على الهوى لوامي إن كنت كاذبة الذي حدثتني فنجوت منجي الحارث بن هشام ترك الأحبة أن يقاتل دونهم و نجا برأس طمرة و لجام في أبيات : يعير الحارث بن هشام بالفرار ، و كان الحارث يقول : الله يعلم ما تركت قتالهم حتى رموا فرسي بأشقر مزبد و علمت أني إن أقاتل واحداً أقتل و لا ينكي عدوي مشهدي فصددت عنهم و الأحبة فيهم طمعاً لهم بعقاب يوم مفسد و كان الأصمعي يقول : هذا أحسن ما قيل في الاعتذار عن الفرار ، و كان خلف الأحمر يقول : أحسن ما قيل في ذلك أبيات هبيرة بن أبي وهب المخزومي : لعمرك ما وليت ظهري محمداً و أصحابه جنباً ، و لا خيفة القتل و لكنني قلبت أمري ، فلم أجد لسيفي مساغاً إن ضربت ، و لا نبلي و قفت ، فلما خفت ضيعة موقفي رجعت لعود كالهزبر أبي الشبل و إن تقاربا لفظاً و معنى ، فليس ببعيد من لأن يكون الثاني أجود من الأول ، لأنه أكثر انتفاء من الجبن ، من خوف القتل ، و إنما علل فراره بعدم إفادة و قوفه فقط ، و ذلك في الأول جزء علة ، و الجزء الآخر قوله : أقتل . قوله : رموا فرسي بأشقر مزيد ، يعني الدم ، و يحتمل أن يكون ذلك مقيداً بكون مشهده لا يضر عدوه ، و مع ذلك فالثاني أسلم من ذلك معنى و أصرح لفظاً . و مما قاله حسان رضي الله عنه : لقد علمت قريش يوم بدر غداة الأسر و القتل الشديد بأنا حين تشتجر العوالي حماة الحرب يوم أبي الوليد قتلنا ابني ربيعة يوم سارا إلينا في مضاعفة الحديد و فر بها حكيم يوم جالت بنو النجار تخطر كالأسود و ذلت عند ذاك جموع فهر و أسلمها الحويرث من بعيد و قالت قتيلة بنت الحارث أخت النضر بن الحارث : يا راكباً إن الأثيل مظنة من صبح خامسة و أنت موفق أبلغ بها ميتاً بأن تحية ما إن تزال بها النجائب تخفق مني إليك و عبرة مسفوحة جادت بواكفها و أخرى تخنق هل يسمعن النضر إن ناديته أم كيف يسمع ميت لا ينطق أمحمد يا خير ضنو كريمة في قومها و الفحل فحل معرق ما كان ضرك لو مننت و ربما من الفتى و هو المغيظ المحنق أو كنت قابل فدية فلننفقن بأعز ما يغلوا به ما ينفق فالنضر أقرب من أست قرابة و أحقهم إن كان عتق يعتق ظلت سيوف بني أبيه تنوشه لله أرحام هناك تشقق صبراً يقاد إلى المنية متعباً رسف المقيد و هو عان موثق فيقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " لو بلغني هذا الشعر قبل قتله لمننت عليه " . و كان فراغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من بدر في عقب رمضان أوائل شوال . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|