| منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للجامعات والكليات > جعلان للبحوثات العلمية | ||
| البحث العلمي | ||
| الملاحظات |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
عضو الشرف
غير متواجد
|
وأول كتاب في خلق الإنسان هو كتاب ابى مالك بن عمرو . ابن كركرة ثم تناوله النضر بن شميل 204 هـ وأبو عمرو الشيبانى 206 هـ ثم عرض الموضوع قطرب وهولقب محمد بن المستنير 206 هـ والمفضل بن سلمة 208 هـ وأبو عبيدة وهو معمر بن المثنى 210 هـ والأصمعى216هـ وأبو زيد الأنصارى 215 هـ وأبو زيد الكلابى 215 هـ وابو عثمان سعدان بن المبارك الضرير تلميذ أبى عبيدة . ونصر بن يوسف صاحب الكسائى . وأبن الاعرابى وأبو مسلم الشيبانى 245 هـ ومحمد بن حبيب 245 هـ وأبو حاتم السجستانى 255 هـ وأبو محمد ثابت بن أبى ثابت وراق أبى عبيدة وابن قتيبة 276 هـ والحسن بن عبد الله الكده
واستمر اللغويون في التأليف بهذا الموضوع طوال القرن الرابع والقرن الخامس الهجريين والقرون المتأخرة . فقد كتب فيه أبو محمد القاسم بن الانبارى 304 هـ وأبو موسى الحامض 305 هـ وأبو إسحاق الزجاج 311 هـ وداوود بن الهيثم المتوفي306 هـ ومحمد بن أحمد الؤشاء 325 هـ ومحمد بن القاسم لانبارى 328 هـ وأبو على القالى 356 هـ وأحمد بن فارس 395 هـ والصغانى 650 هـ وآخرون كثيرون وربما كان آخر من كتب في هذا الموضوع السيوطى الذي استوعب الكثير مما صنفه الأوائل ورتبه وسماه " غاية الاحسان في خلق الإنسان " (30) . وللأسف فقد ضاع معظم هذه الصفات ولم يصل إلينا منها إلا القليل . ومن أول ما وصل إلينا منها كتاب الأصمعى " خلق الإنسان " الذي ينقسم إلى ثلاثة أقسام . مقدمة عرض فيها مسائل عامة كالولادة والحمل والسن ، ثم تناول الوصف العام للإنسان ، ثم فصل أجزاءه مبتدئا بالرأس حتى أخمس القدم ، مشيرا الى صفات الاعضاء ، ثم ختم موضوعه بخاتمة عرض فيها للاوصاف الخلقية و الخلقية العامة ، و اكثر فيه من الشواهد الشعرية و الأمثال . (31) وخصص ابن قتيبة فصلين من كتابه "أدب الكاتب " لعيوب الانسان و أمراضه ، و الفروق بين الالفاظ التي يظنها الناس من باب المترادف مما يتعلق بخلق الانسان و لقد شغل موضوع "خلق الإنسان" السفر الأول و جزء مهم من السفر الثانى من " مخصص " ابن سيده و الذي سار فيه على نهج الأصمعى سأذكر في هذا المقام بعض النماذج التي ذكرها ابو اسحاق الزجاج : في كتابه " خلق الإنسان " يبدو ان الزجاج قد أفاد من " الأصمعى " كما أفاد من غيره ، الا أنه لم يعن " كالأصمعى " بالشواهد الشعرية الكثيرة ، و قصر كتابه على موضوع خلق الأنسان فذكر الأبواب التي أغفلها الأصمعى وهي باب الأذن و صفاتها ، و باب الأست و باب الفرج كما جاء بفوائد أخرى لم تكن في كتاب ، حيث ذكر الزجاج في كتابه هذا مفردات تشريحية مما يدل على دراية العلماء العرب بهذا العلم و شيوعه بين عامتهم ، و ليس بين خاصتهم فقط فنجد الزجاج مثلا : يصف الرأس بقوله : أعلى الرأس كله يقال له القلة ، العلاوة و الذؤابة و اليافوخ ، و هو من الرأس الموضع الذي لا يلتئم من الصبى الا بعد سنين ، او لا يشتبك بعضه ببعض ، و هو حيث التقى عظم مقدم الرأس و مؤخرته و يسمى ذلك من الصبى الرماغة ، و يسميها بعض العرب النمعة ( الذمعة ) ، و عظم الرأس الذي فيه الدماغ يقا له: الجمجمة ، و في الجمجمة القبائل و هي أربع قطع مشعوب بعضها ببعض و يقال لها : الشؤون و الواحد شأن ، و يقال : ان الدمع يجرى منها ، و هذه تسمى الغاذية ( الغدة ) و في الرأس الفراش و هي العظام الرقاق يركب بعضها بعضا في أعالى الأنف، و في الرأس القمحدوة و هي الحرف الناشز فوق القفا ، خرف القمحدوة يقال له الفأس (34) و قالوا في بطن الإنسان " و في البطن الكبد ، و في البد الزائدة و هي قطيعة معلقة فيها الكبد ، و في البد عمودها ، و هو المشرف في وسطها ، و في البد القصب و هي التي تتفرق فيها ، و في البطن الطحال ، و هي لاصقة بالأضلاع مما يلى الجانب الأيسر ، و في البطن المعدة ، و هي من الإنسان بمنزلة الكرش من الشاة، و هي أم الطعام ، و أول ما يقع الطعام فيها ، ثم تؤديه الى الأمعاء ، و في البطن الحشى و هي جميع مواضع الطعام ، و فيه الأعفاج و الأفتاب و اليها يصير الطعام بعد المعدة و هي أسفل الأمعاء يسمى القصب و في البطن الرئة و تسمى السحر، و في البطن الحوايا، و هي اسم الجمع ما تحوى الأمعاء، أى استدارة و في البطن ، الكليتان ، و الواحد كلية و في الكليتين عرقان يقال لهما الحالبان . و في البطن السرة و السرة هو ما تقطعه القابلة " ( 35) مع أن هذه النصوص تدخل في فقه اللغة، و المسميات التي وردت في كتب اللغة لأجزاءالأنسان انما هي مسميات عربية خالية من العجمةإلا أن ورودها في كتب اللغة بهذه الدقة و التفصيل الشديد دليل على معرفة العلماء بهذه الأجزاء، اذ لولا معرفتهم بها لما وجدت في كتب اللغة . مما يشهد على تلك المعرفة السابقة عند العرب الكثير من المسميات فهم عندما نقلوا عن غيرهم ، لم ينقلوا سوى الأسماء و المصطلحات التي لم يكونوا يعرفونها. فنقلوها باسمائها الأعجمية مثل الجغرافيا و الاسطرلاب ........الخ ، وهذا نظير ما حدث معنا في العصر الحديث فقد نقلنا اسماء المخترعات عن غيرنا باسمائها الأجنبية، مثل تلفون و كمبيوتر و ماكرافون ،ان هذه المصطلحات قد عربت فيما بعد و بدأت تأخذ مكانها في الاستخدام .هذا ما كان عليه العلماء المسلمون الذين نقلوا العلوم المختلفة من غيرهم من الأمم ، فقد ترجموا كل ما استطاعوا ترجمته ، و ما عجزوا عنه أبقوه بلغته الأصلية . من هنا دخل الكثير من المصطلحات و الأسماء الأجنبية الى اللسان العربى . وكما نلاحظ ان معظم المعاجم التي تناولت كلمتى شرح و تشريح ركزت على مصطلحات التبين و الكشف و مشتقاتها ،أما ما يخص علم التشريح فقد ركزت على ما فيه من الفوائد الجمة لمن مارسه ، كان في ذكر تلك الفوائد اعلانا عن مشروعية التشريح ، لأن علما له هذه المزايا يكون مباحا و ليس واجبا الأدب: من أمثلة ما ورد في كتب الأدب من مفردات تشريحية ما جاء في حكايات " ألف ليلة و ليلة " في قصة الجارية " تودد " التي عرضت على الخليفة "هارون الرشيد " بثمن باهظ ، لأنها تتصف بدرجة كبيرة من الذكاء الى جانب الجمال ، فأراد الرشيد امتحانها فكلف بذلك بعض العلماء ، و كان من بين الأسئلة التي عرضت عليها أسئلة طبية تشريحية، فأجابت عن كيفية خلق الله الإنسان ، و كم في جسده من عروق ، و كم عظمة في فقراته و أين أول العروق ؟ خلق الله للإنسان سبعة أبواب في رأسه ،وهي العينان حاسة البصر و الأذنان وهي حاسة السمع و المنخران و هي حاسة الشم و الفم حاسة الذوق و جعل اللسان ينطق بما في ضمير الأنسان، و خلق في الأنسان ثلاثمائة و ستين عرقا و مائتين و أربعين عظما .......و خلق له قلبا و طحالاو رئة و أمعاء........ و جعل الرئة مروحة للقلب ، و جعل الكبد في الجانب الأيمن محاذية للقلب ، و خلق ما دون ذلك من الحجاب و الأمعاء و ركب ترائب الصدر و شبكها بالاضلاع .... و جعل في الرأس ثلاثة بطون و هي تشتمل على خمس قوى تسمى الحواس الباطنية ، و هي الحس المشترك و الخيال و المتصرفة و الواهمية و الحافظة (37) و مما كتب في العلوم الطبية و بينها علم التشريح في كتب الأدب ، مسرحية نثرية اسماها " القلقشندى " المفاخر بين العلوم ، قدمها قاضى القضاة شيخ الإسلام " جلال الدين البلقينى " ذكر فيها نيفا و سبعين علما ـشخص فيها هذه العلوم في يوم المفاخرة بين العلوم المختلفة . و علم الطب أحد هذه العلوم .. فقد انبرى للقول بعد علم الموسيقا ، فهاجمه و بين بعض مثالبه ، ثم قال : و أنى تنبسط بك الروح مع وجود السقم ، أو يستريح اليك القلب مع شدة مقاساة الالم ، بل أنا قوام الأبدان و غاية ملاك الإنسان بى تحفظ الأجسام و تتمكن النفس من استكمال قوتها النظرية و العملية بواسطة زوال الأسقام ، و انتقاء الألأم، مع ما يتضح من التشريح الذي هو أحد أنواعى من سر قوله تعالى : "و في أنفسكم أفلا تبصرون " و ما يظهر من حالة الصحة و المرض و سر الموت . و من الكتب الأدبية الفلسفية أيضا التي تناولت هذا الموضوع رسالة " حى بنى يقظان " التي شهدت لمؤلفها (39) ببراعة في تشريح الأجسام الميتة و الحية للحيوانات لمعرفة موطن الحياة . فقام بتشريح ظبية ميتة ، حيث أخذ يقلب جسمها حتى وصل الكبد الذي عرفه بانه العضو الذي يكون فيه الغذاء ، ثم وصل الى الرئتين ، فأخذ يقلبهما حتى وصل الى موطن القلب ــ فرأى القلب ساكنا لا حركة فيه فشرحه فوجد فيه تجو يفين أثنين : أحدهما من الجهة اليمنى و الآخر من الجهة اليسرى ، و الذي من الجهة اليمنى مملوء بعلق منعقد ، و الذي من الجهة اليسرى قال : لا شئ فيه فقال : ربما يكون مطلبى ، فربما يكون مسكن الروح و لمعرفة ذلك قام بتشريح ظبية حية ، قام بتشريحها - كما نشرح اليوم الضفدعة في المحتبرات المدرسية لنشاهد حركة قلبها – و كرر هذه العملية عدة مرات على الحيوانات التي كان يصطادها ، فوصل الى آلية عملية ، بها تسكن الروح ، بعد ان لاحظ خروج بحار أبيض من القلب ، فأصبح لديه يقين بان هذا البخار هو الروح (40 ) و هذه القصة و ان كانت أدبية فلسفية الا اننا نجد مؤلفها مارس التشريح في عام (581 ه / 1185 م ) لمعرفة بعض الأشياء التي يجب أن يتعرف عليها و من الكتب العلمية الأدبية التي تناولت علم التشريح كتاب " عجائب المخلوقات و غرائب الموجودات " للقزوينى حيث ورد فيه تشريح لجسم الأنسان عضوا عضوا ، فقد ذكر المؤلف فيه بالتفصيل و ظيفة العين و العصب البصرى و كيفية الإبصار و العضلات المحركة للعين و الجفون و الأهداب ، كما وصف وصفا تشريحيا للأنف و الأذن و الشفتين و الفم ، و تحدث عن الشعر و اللحية ، كما تحدث عن تشريح العنق و المرئ و القصبة الهوائية ، و تناول وظيفة القفص لصدرى و الاضلاع و اليدين و العمود الفقرى و الساقين . كما ذكر تشريح الأجزاء الداخلية في جسم الأنسان ، ووصف الدماغ و القلب و الكبد و القناة الصفراوية و المرارة و المعدة و الكلية (41) أما اللحم فهو جسم حار رطب في كسو العظام ، فيستقيم الإنسان . و الشرايين جداول مضاعفة الجدران تنتشر في كل الثرأب و هو الشحم الرقيق من حرارة المعدة و يسهل انبساطها عند امتلائها بالطعام . أما الجلد فهو جسم مركب من الأعصاب و الاربطة و الشعر و العروق . و الغضروف جسم يقع بين اللحم و العظم و يساعد في الحركة و الاحتكاك .و هناك الأربطة التي تربط بين العظام ، و هي تشبه الأعصاب في شكلها . أما الشحم : فهو جسم حار لطيف في أطراف العضلات و الأعصاب ، و الأوردة التي تشبه الشرايين و الغشاء الذي هو نسيج ليفي يحيط بكل الأعضاء الداخلية . و المخ فهو جسم مناسب يتواجد في تجويف العظام ، و هو الذي تطلق عليه اليوم علميا نقى العظام (42 ) هذه النصوص الأدبية الفلسفية و الأدبية العلمية ، تدل على معرفة الأدباء و العلماء المسلمين على اختلاف تخصصاتهم بعلم التشريح و ممارسته عند الحاجة اليه ، كما أن هذا الأمر يوضح لنا انه لم يكن من اختصاص الأطباء فقط ، بل أنه معروف لدى الخاص و العام من العلماء المسلمين . و أخيرا لا ننسى قول الفيلسوف المعرى : عجبى للطبيب يجحد بالخالق من بعد دراسة التشريح
|
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
