منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للتربية والتعليم | ||
((( زاد المعاد ))) الأجزاء 1.2.3.4.5 |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
السابقون إلى الاسلام من الصبيان
فصل وبادر إلى الإسلام على بن أبي طالب رضي الله عنه وكان ابن ثمان سنين ، وقيل : أكثر من ذلك ، وكان في كفالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أخذه من عمه أبي طالب إعانة له في سنة محل . وبادر زيد بن حارثة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان غلاماً لخديجة ، فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوجها ، وقدم أبوه وعمه في فدائه ، فسألا عن النبي صلى الله عليه وسلم فقيل : هو في المسجد ، فدخلا عليه ، فقالا : يا ابن عبد المطلب ، يا ابن هاشم ، يا ابن سيد قومه ، أنتم أهل حرم الله وجيرانه ، تفكون العاني وتطعمون الأسير ، جئناك في ابننا عندك ، فامنن علينا ، وأحسن إلينا في فدائه ، قال : " ومن هو ؟" قالوا : زيد بن حارثة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فهلا غيرذلك " قالوا : ما هو ؟ قال : " أدعوه فأخيره ، فإن اختاركم ، فهو لكم ، وإن اختارني ، فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحداً " قالا : قد رددتنا على النصف ، وأحسنت ، فدعاه فقال : "هل تعرف هؤلاء ؟ " قال : نعم ، قال : " من هذا ؟ " قال : هذا أبي ، وهذا عمي ، قال : " فأنا من قد علمت ورأيت ، وعرفت صحبتي لك ، فاخترني أو اخترهما " قال : ما أنا بالذي أختار عليك أحداً أبداً ، أنت مني مكان الأب والعم ، فقالا : ويحك يا زيد ، أتختار العبودية على الحرية ، وعلى أبيك وعمك ، وعلى أهل بيتك ؟! قال : نعم ، قد رأيت من هذا الرجل شيئاً ما أنا بالذي أختار عليه أحداً أبداً ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ، أخرجه إلى الحجر ، فقال :" أشهدكم أن زيداً ابني ، يرثنى وأرثه " فلما رأى ذلك أبوه وعمه ، طابت نفوسهما ، فانصرفا ، ودعي زيد بن محمد ، حتى جاء الله بالإسلام : فنزلت : " ادعوهم لآبائهم " ( الأحزاب : 5) فدعي من يومئذ : زيد بن حارثة . قال معمر في جامعه عن الزهري : ما علمنا أحداً أسلم قبل زيد بن حارثة وهو الذي أخبر الله عنه في كتابه أنه أنعم عليه ، وأنعم عليه رسوله ، وسماه باسمه . وأسلم القس ورقة بن نوفل ، وتمنى أن يكون جذعاً إذ يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه ، وفي جامع الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه في المنام في هيئة حسنة ، وفي حديث آخر : أنه رأه في ثياب بياض . ودخل الناس في الدين واحداً بعد واحد ، وقريش لا تنكر ذلك ، حتى بادأهم بعيب دينهم ، وسب آلهتهم ، وأنها لا تضر ولا تنفع ، فحينئذ شمروا له ولأصحابه عن ساق العداوة ، فحمى الله رسوله بعمه أبي طالب ، لأنه كان شريفاً معظماً في قريش، مطاعاً في أهله ، وأهل مكة لا يتجاسرون على مكاشفته بشئ من الأذى . وكان من حكمة أحكم الحاكمين بقاؤه على دين قومه ، لما في ذلك من المصالح التي تبدو لمن تأملها . وأما أصحابه ، فمن كان له عشيرة تحميه ، امتنع بعشيرته ، وسائرهم تصدوا له بالأذى والعذاب ، منهم عمار بن ياسر ، وأمه سمية ، وأهل بيته ، عذبوا فى الله ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر بهم وهم يعذبون يقول : " صبراً يا آل ياسر ، فإن موعدكم الجنة " . ومنهم بلال بن رباح ، فإنه عذب في الله أشد العذاب ، فهان على قومه ، وهانت عليه نفسه في الله ، وكان كلما اشتد عليه العذاب يقول : أحد أحد ، فيمر به ورقة بن نوفل . فيقول : إي والله يا بلال أحد أحد ، أما والله لئن قتلتموه لأتخذنه حناناً . |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|