| منتديات جعلان > جعلان للأسرة > جعلان للمرأة | ||
| ((( مشاكل وحلول متجدد كل يوووم ))) | ||
| الملاحظات |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
العلاقة بالأب.. ليست مجرد طاعة
المشكلة أنا فتاة والحمد لله متدينة، لكني أكره أبي.. أكرهه لعدة صفات فيه تبعده عن كونه الأب في نظري لا أريد أن أدخل في تفاصيل صفاته إلا أنني أريد أن أعرف هل أكون بذلك عاقة؟ هو عندما يطلب مني طلبا أقوم به لكن ليس بحب أو تودد.. أكرهه ولا أحبه، ولا أستطيع أن أتودد إليه كما الفتيات اللاتي يتوددن لآبائهن، علاقتي به لا تتجاوز المصروف والمادة. هل من الشرط لبر الوالدين أن نحبهم؟ أنا أحب امي بشغف وأخدمها بحب لكن أبي لا أستطيع أن أحبه.. هل أنا عاقة والله لن يقبل مني بري بأمي ما دمت لا أحب أبي ولا أتودد إليه؟ مع العلم أنه أيضا لا يتودد لنا بالمرة وهو في الخارج ومع أقاربه مختلف تماما عما هو معنا، ففي الخارج يضحك ويظهر أنه المتفهم والأب المثالي وهو في الحقيقة ليس كذلك!! الحل أختي العزيزة.. إن من نعم الله علينا -والتي لا نشعر بها إلا بعد فقدها- حياة أبوينا ووجودهما بيننا. سؤالك يمكن الرد عليه بكلمتين: ليس هناك علاقة بين برك لوالدك وطاعتك له، وبين حبك له، فنحن مأمورون بالطاعة لا بالحب. وليس هناك علاقة أيضا بين عدم حبك له وبين تقبل طاعتك لأمك. ولكني شعرت أن المشكلة أكبر من مجرد سؤال حول العقوق أو البر، فرسالتك لم تحتوِ على أي محاولة أو إشارة إلى رغبتك في إنشاء علاقة مع أبيك! ليس الأمر مقصورا على الطاعة وحسن المعاملة، فنحن مأمورون بالمصاحبة بالمعروف للأب الذي يدعونا للكفر، على ألا نطيعه في ذلك فقط! لقد قرن الله عبادته ببر الوالدين حين قال: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا"، إعلاء لشأنهما، ولم يقرن عبادته بطاعتهما.. فنجده يأمرنا بــ"لا تقل لهما أف"، "ولا تنهرهما"، "وقل لهما قولا كريما"، "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة"، "وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" حبيبتي.. إن أبوينا مدفوعان لحبنا بالفطرة، ونحن كالنحلة نمتص رحيق وعافية وجهد واهتمام أبوينا في صغرنا لنرحل عنهم ونتركهم حين نكبر قليلا لنلتفت إلى زهور أخرى أكثر نضجا وبريقا (زوج أو أصدقاء أو عمل أو...) ونجدهما مع ذلك سعيدين! ولهذا أوصينا نحن بهما أكثر مما أوصوا هم بنا.. ولهذا ندعو لهما بالرحمة فالله يظل أرحم بهما منا في كبرهما وأقدر على جزائهما منا على ما بذلاه لنا. وانظري لقوله تعالى: "ربكم أعلم بما في نفوسكم" "إن تكونوا صالحين" أي بارين بأبويكم "فإنه كان للأوابين غفورا" أي لمن يخطئ في حق أبويه ويسيء لهما ثم يرجع إلى الله تائبا، فسيجده تعالى غفورا رحيما. إن حب الآباء لأبنائهم فطرة لا خلاف عليها، فما من أب لا يحب أولاده لكن كل ما هناك أن منهم من يجيد التعبير ومنهم من لا يملك هذا الفن. لم ترغبي في الخوض في تفاصيل صفات والدك، ولا أنا أيضا.. فلا أريد أن أخوض فيما ذكرت من أشياء تصدر عنه، فليس هنا المجال لمحاسبته على تقصيره –إن كان قد قصر- في حقكم، فلا نعلم كم بقي في أعمارنا ولا في أعمار آبائنا حتى نتحاسب ونلوم.. وكل ما يمكن أن أقوله لك أن تعيدي أنت النظر وتبدئي بالمبادرة، لن أفرض حب والدك ولكن انظري ما أسباب قسوته معك وحاولي تلافيها، وارفقي به، ورحبي به، وبشي في وجهه، وتبسمي له، وأعينيه، إن مناولته كوب ماء مع ابتسامة ترضيه عنك –وإن لم يقل ذلك- بالدنيا وما فيها.. لكن بادري واحتسبي واصبري، وراجعي ما نشر على صفحتنا من استشارات حول علاقة الأبناء بائهم.. فقد تجدي فيها ما يفيد.. وأهلا بك دوما.
|
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
