منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للتربية والتعليم | ||
((( زاد المعاد ))) الأجزاء 1.2.3.4.5 |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في أذكار العطاس
ثبت عنه صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب العطاس ، ويكره التثاؤب ، فإذا عطس أحدكم وحمد الله ، كان حقاً على كل مسلم سمعه أن يقول له : يرحمك الله، وأما التثاؤب ، فإنما هو من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم ، فليرده ما استطاع ، فإن أحدكم إذا تثاءب ، ضحك منه الشيطان " ذكره البخاري . وثبت عنه في صحيحه : "إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله ، وليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله ، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل : يهديكم الله ويصلح بالكم " . وفي الصحيحين عن أنس : أنه عطس عنده رجلان ، فشمت أحدهم ، ولم يشمت الآخر، فقال الذي لم يشمته : عطس فلان فشمته ، وعطست ، فلم تشمتني ، فقال : هذا حمد الله ، وأنت لم تحمد الله . وثبت عنه في صحيح مسلم : "إذا عطس أحدكم فحمد الله ، فشمتوه، فإن لم يحمد الله ، فلا تشمتوه ". وثبت عنه في صحيحه : من حديث أبي هريرة : "حق المسلم على المسلم ست : إذا لقيته ، فسلم عليه ، وإذا دعاك فأجبه ، واذا استنصحك ، فانصح له ، وإذا عطس وحمد الله ، فشمته ، وإذا مرض ، فعده ، وإذا مات فاتبعه ". وروى أبو داود عنه بإسناد صحيح : "إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله على كل حال ، وليقل أخوه أو صاحبه : يرحمك الله ، وليقل هو: يهديكم الله ويصلح بالكم ". وروى الترمذي ، أن رجلاً عطس عند ابن عمر، فقال : الحمد لله ، والسلام على رسول الله . فقال ابن عمر : وأنا أقول : الحمد لله والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن علمنا أن نقول الحمد لله على كل حال . وذكر مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر: كان إذا عطس فقيل له : يرحمك الله ، قال : يرحمنا الله وإياكم ، ويغفر لنا ولكم . فظاهر الحديث المبدوء به : أن التشميت فرض عين على كل من سمع العاطس يحمد الله ، ولا يجزىء تشميت الواحد عنهم ، وهذا قولي أحد قولي العلماء ، واختاره ابن أبي زيد ، وأبو بكر بن العربي المالكيان ، ولا دافع له . وقد روى أبو داود : أن رجلاً عطس عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : السلام عليكم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وعليك السلام وعلى أمك " ثم قال : "إذا عطس أحدكم ، فليحمد الله " قال : فذكر بعض المحامد ، وليقل له من عنده : يرحمك الله ، وليرد -يعني عليهم -يغفر الله لنا ولكم . وفي السلام على أم هذا المسلم نكتة لطيفة، وهي إشعاره بأن سلامه قد وقع في غير موقعه اللائق به ، كما وقع هذا السلام على أمه ، فكما أن سلامه هذا في غير موضعه كذلك سلامه هو. ونكتة أخرى ألطف منها ، وهي تذكيره بأمه ، ونسبه إليها ، فكأنه أمي محض منسوب إلى الأم ، باق على تربيتها لم تربه الرجال ، وهذا أحد الأقوال في الأمي، أنه الباقي على نسبته إلى الأم . وأما النبي الأمي : فهو الذي لا يحسن الكتابة ، ولا يقرأ الكتاب . وأما الأمي الذي لا تصح الصلاة خلفه ، فهو الذي لا يصحح الفاتحة ولو كان عالماً بعلوم كثيرة . ونظير ذكر الأم هاهنا ذكر هن الأب لمن تعزى بعزاء الجاهلية فيقال له : اعضض هن أبيك ، وكان ذكر هن الأب ها هنا أحسن تذكيراً لهذا المتكبر بدعوى الجاهلية بالعضو الذي خرج منه ، وهو هن أبيه ، فلا ينبغي له أن يتعدى طوره ، كما أن ذكر الأم هاهنا أحسن تذكيراً له ، بأنه باق على أميته . والله أعلم بمراد رسوله صلى الله عليه وسلم . ولما كان العاطس قد حصل له بالعطاس نعمة ومنفعة بخروج الأبخرة المحتقنة في دماغه التي لو بقيت فيه أحدثت له أدواء عسرة ، شرع له حمد الله على هذه النعمة مع بقاء أعضائه على التئامها وهيئتها بعد هذه الزلزلة التي هي للبدن كزلزلة الأرض لها، ولهذا يقال : سمته وشمته بالسين والشين فقيل . هما بمعنىً واحد، قاله أبو عبيدة وغيره . قال : وكل داع بخير، فهو مشمت ومسمت . وقيل: بالمهملة دعاء له بحسن السمت ، وبعوده إلى حالته من السكون والدعة، فإن العطاس يحدث في الأعضاء حركة وانزعاجاً . وبالمعجمة : دعاء له بأن يصرف الله عنه ما يسمت به أعداءه ، فشمته : إذا أزال عنه الشماتة، كقرد البعير: إذا أزال قراده عنه . وقيل : هو دعاء، له بثباته على قوائمه في طاعة الله ، مأخوذ من الشوامت ، وهي القوائم. وقيل : هو تشميت له بالشيطان ، لإغاظته بحمد الله على نعمة العطاس ، وما حصل له به من محاب الله ، فإن الله يحبه ، فإذا ذكر العبد الله وحمده ، ساء ذلك الشيطان من وجوه ، منها : نفس العطاس الذي يحبه الله ، وحمد الله عليه ، ودعاء المسلمين له بالرحمة ، ودعاؤه لهم بالهداية ، وإصلاح البال ، وذلك كله غائظ للشيطان ، محزن له ، فتشميت المؤمن بغيظ عدوه وحزنه وكآبته ، فسمي الدعاء له بالرحمة تشميتاً له ، لما في ضمنه من شماتته بعدوه ، وهذا معنى لطيف إذا تنبه له العاطس والمشمت ، انتفعا به ، وعظمت عندهما منفعة نعمة العطاس في البدن والقلب ، وتبين السر في محبة الله له ، فلله الحمد الذي هو أهله كما ينبغي لكريم وجهه وعز جلاله . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|