منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للتربية والتعليم | ||
((( زاد المعاد ))) الأجزاء 1.2.3.4.5 |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
فصل في النهي عن التسمية ببعض الأسماء
فصل وأما النهي عن تسمية الغلام بـ : يسار وأفلح ونجيح ورباح ، فهذا لمعنى آخر قد أشار إليه في الحديث ، وهو قوله : فإنك تقول: أثمت هو؟ فيقال : لا - والله أعلم - هل هذه الزيادة من تمام الحديث المرفوع ، أو مدرجة من قول الصحابي ، وبكل حال فإن هذه الأسماء لما كانت قد توجب تطيراً تكرهه النفوس ، ويصدها عما هي بصدده ، كما إذا قلت لرجل : أعندك يسار ، أو رباح ، أو أفلح ؟ قال : لا، تطيرت أنت وهو من ذلك ، وقد تقطع الطيرة لا سيما على المتطيرين ، فقل من تطير إلا ووقعت به طيرته ، وأصابه طائره ، كما قيل : تعلم أنه لا طير إلا على متطير فهو الثبور اقتضت حكمة الشارع ، الرؤوف بأمته ، الرحيم بها ، أن يمنعهم من أسباب توجب لهم سماع المكروه أو وقوعه ، وأن يعدل عنها إلى أسماء تحصل المقصود من غير مفسدة ، هذا أولى ، مع ما ينضاف إلى ذلك من تعليق ضد الإسم عليه ، بأن يسمى يساراً من هو من أعسر الناس ، ونجيحاً من لا نجاح عنده ، ورباحاً من هو من الخاسرين ، فيكون قد وقع في الكذب عليه وعلى الله ، وأمر آخر أيضاً وهو أن يطالب المسمى بمقتضى اسمه ، فلا يوجد عنده ، فيجعل ذلك سبباً لذمه وسبه ، كما قيل : سموك من جهلهم سديداً والله ما فيك من سداد أنت الذي كونه فساداً في عالم الكون والفساد فتوصل الشاعر بهذا الاسم إلى ذم المسمى به . ولي من أبيات : وسميته صالحاً فاغتدى بضد اسمه في الورى سائراً وظـن بأن اسمه سـاتـر لأوصـــافه فغــدا شـــــاهراً وهذا كما أن من المدح ما يكون ذماً وموجباً لسقوط مرتبة الممدوح عند الناس ، فإنه يمدح بما ليس فيه ، فتطالبه النفوس بما مدح به ، وتظنه عنده ، فلا تجده كذلك ، فتنقلب ذماً ، ولو ترك بغير مدح ، لم تحصل له هذه المفسدة ، ويشبه حاله حال من ولي ولاية سيئة ، ثم عزل عنها ، فإنه تنقص مرتبته عما كان عليه قبل الولاية ، وينقص في نفوس الناس عما كان عليه قبلها ، وفي هذا قال القائل : إذا ما وصفت امرءاً لامرىء فلا تغل في وصفه واقصد فإنك إن تغل تغل الـــظنـو ن فيه إلى الأمد الأبـــــعـد فينقص من حيث عظمـته لفضل المغيب عن المشهـــد وأمر آخر : وهو الظن المسمى واعتقاده في نفسه أنه كذلك ، فيقع في تزكية نفسه وتعظيمها وترفعها على غيره ، وهذا هو المعنى الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم لأجله أن تسمى برة وقال : "لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم " . وعلى هذا فتكره التسمية بـ : التقي ، والمتقي ، والمطيع ، والطائع ، والراضي ، والمحسن ، والمخلص ، والمنيب ، والرشيد ، والسديد . وأما تسمية الكفار بذلك ، فلا يجوز التمكين منه ، ولا دعاؤهم بشيء من هذه الأسماء ، ولا الإخبار عنهم بها، والله عز وجل يغضب من تسميتهم بذلك . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|