كان لعاد ابنان هما شداد وشديد فهلك عاد وبقى أبناه ,فملكا وتجبرا وقهرا الأرض عنوة ولم يبقى أحد في زمانهما
ألا دخلا في طاعتهما,لا في شرق ولا غرب.فمات شديد وبقى شداد... فملك وحده ولم ينازعه أحد وكانت له الدنيا كلها,وكان مولعا بقراءة الكتب القديمة وكان كلما مر فيها على ذكر الجنة دعته نفسه أن يجعل تلك الصفة لنفسه في الدنيا عتوا على الله وكفرا. فأمر بصنع تلك المدينة له التي هي" أرم ذات العماد", وأمر على صنعها مائة قهرمان مع كل قهرمان ألف من الأعوان... فقال:انطلقوا إلى أطيب بقعة في الأرض وأوسعها وأعملوا فيها مدينه من فضة وذهب وياقوت وزبرجد ولؤلؤ وتحت المدينة أعمدة من الزبرجد و الياقوت وعلى المدينة قصور وفوق القصور غرف واغرسوا تحت القصور غر ائس فبها أصناف الثمار.فقال له قها رمته:كيف لنا بالقدرة على ما وصفت لنا من الذهب والفضه والياقوت والزبرجد اللؤلؤ. فقال آلا تعلمون إن ملك الدنيا كلها بيدي . قالوا بلى.قال فانطلقوا إلى الى كل موضع به معدن من المعادن وأي بحر فيه من اللؤلؤ فوكلوا من كل قوم رجالا تخرج لكم ما في كل معدن من تلك الأرض. وخذوا كل ما تجدونه من المعادن من أيدي الناس .
فخرجوا من عنده ,وكتب إلى كل مللك في الدنيا كتابا يأمره آن يجمع كل ما يوجد في مملكته.فبقوا على تلك الحالة عشر سنين حتى جمعوا ما يحتاجونه.وكان عدد الملوك الذين تحت أمرت شداد مائتين وستين ملكا.
فبحثوا عن المكان المناسب لهذه المدينة فلم يجدوا إلا أرض"أبين" من بلاد عدن:فبنوا تلك المدينة على ما وصفها لهم شداد.فلما أخبروه بجهازهم للمدينة قال لهم:أذهبوا واجعلوا عليه حصنا وعلى كل حصن ألف قصر وعلى كل قصر ألف علم....: فرجعوا وعملوا تلك القصور والأعلام والحصون,ثم انهم أتوه فأخبروه بالفراغ منها .......
فأمر الملك من أراد من نسائه و وزرائه وخدمه آن يذهب معه ليتجهز. فأقاموا في جهازهم عشرين سنه...
ثم سار بمن أراد إلى المدينة ...فلما أستقل وسار أليها ليسكنها وبلغ منها موضعا وبقى بينه وبين دخولها
مسيرة يوم وليلة...بعث الله عليه ومن معه صيحة من السماء فأهلكهم جميعا ولم يبق أحد منهم ولم يدخل شداد ولا من معه أرم ذات العماد..........
وقد قيل :
أعتبر بي أيها المغرور بالعمر المديد
أنا شداد بن عاد صاحب الحصن العميد
وأخوا القوة والبأساء والملك الحشيد
دان أهل الأرض طرا لي من خوف وعيد
وملكت الشرق والغرب بسلطان شديد
وبفضل الملك والعدة فيه والعديد
جاءنا هود وكنا في ظلال قبل هود
فدعانا لو قبلنا كان الأمر الرشيد
فعصيناه ونادينا ألا هل من محيد
فأتتنا صيحة تهوى من الأفق البعيد
فتوافينا كزرع وسط بيداء حصيد

اشكرك اختي ريم غلى هذه القصه عن ارم ذات العماد وجزاك الله الخير

اشكرك اختي على موضوعك!!