منتديات جعلان > جعلان العامة > جعلان للمواضيع الاسلامية | ||
((( يسر الاسلام وسماحته ))) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
((( يسر الاسلام وسماحته )))
إعداد الطالبة : لطيفة الكندري . إشراف الدكتور : طارق الطواري . المقرر : حديث موضوعي .
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
العام الدراسي :
1416هـ - 2005م . بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة الحمد لله رب العالمين ، الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، المتفرد بالجلال والكمال . والصلاة والسلام على من بعثه ربه بالحق بشيرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك . وبعد ،،، فلما كانت الشريعة الإسلامية هي خاتمة الرسالات ، حباها الله عز وجل بخصال وخلال تؤهلها لأن تكون صالحة لكل زمان ومكان وأناس . ومن أبرز تلك الخصائص : السماحة واليسر ، فالسماحة في الدين ليست قضية تتعلق بجزئية معينة ، إنما هي شاملة لجميع الدين ، فهي منهج متكامل يقوم عليه ديننا الحنيف ، وخلق رفيع ينبغي أن يتحلى به أبناء هذا الدين ، استجابة لوصية الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه حين قال : ( يسروا ولا تعسروا ) * . وقد كلفت من قبل الدكتور الفاضل : طارق الطواري بكتابة بحث حول موضوع " يسر الإسلام وسماحته " لما تقتضيه طبيعة المقرر من تناول الموضوع والكتابة فيه في ضوء السنة النبوية . وآمل أن أكون قد وفقت في إخراج البحث بصورة نافعة .
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
وقد كان عملي في البحث ما يلي :
1- قمت بجمع الآيات والأحاديث الواردة في اليسر بحسب ما تيسر لي . 2- حاولت وضع خطة للموضوع بناء على ما حصلته من الآيات والأحاديث، لكن عسر علي ذلك لتشعب الموضوع وكثرة صور اليسر والسماحة فلم * سيأتي تخريج الحديث : (ص/14) . أهتد إلى خطة كاملة تلم بكل جوانب اليسر والسماحة . 3- قمت بالاطلاع على ما كتب في الموضوع فلم أجد – حسب بحثي – سوى القليل ، وغالب ما وجدته عبارة عن كتب تحمل الطابع الأصولي الفقهي. 4- استعنت بـ " الموسوعة الفقهية لوزارة الأوقاف الكويتية " في تقسيم أنواع اليسر في الشريعة بالإضافة إلى كتاب " رفع الحرج في الشريعة الإسلامية للشيخ : صالح بن حميد " . 5- حاولت الدمج بين عناصر الكتابين مع إضافة صور أخرى منثورة في الكتب حتى يكون الموضوع أكثر شمولا . وقد قسمت البحث إلى مقدمة ، وأربعة فصول ، وخاتمة : المقدمة : تعريف يسر الإسلام وسماحته ، وفيه مبحثان : المبحث الأول : تعريف اليسر . المبحث الثاني : تعريف السماحة . الفصل الأول : ما ورد في التيسر في الشريعة ، وفيه ثلاثة مباحث : المبحث الأول : الآيات الواردة في اليسر المبحث الثاني : الأحاديث الواردة في اليسر . المبحث الثالث : الآثار وأقوال العلماء الواردة في اليسر . الفصل الثاني : مجالات التيسير العلمي في الشريعة الإسلامية ، وفيه أربعة مباحث : المبحث الأول : تيسير العلم بالشريعة .
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
المبحث الثاني : تيسير القرآن الكريم .
المبحث الثالث : التيسير في علم الأحكام الاعتقادية . المبحث الرابع : التيسير في علم الأحكام العملية . الفصل الثالث : مجالات التيسير في الأحكام الشرعية العملية ، وفيه مبحثان : المبحث الأول : اليسر الأصلي ، وفيه مطلبان : المطلب الأول : الأحكام المخففة ابتداءً ، وفيه مسألتان : المسألة الأولى : التيسير في العبادات المسألة الثانية : التيسير في غير العبادات المطلب الثاني : ما خفف عن هذه الأمة ، وفيه مسألتان : المسألة الأولى : ما خفف عن هذه الأمة مما كلفت به الأمم السابقة . المسألة الثانية : ما خفف عن هذه الأمة مما كان عليه الناس في الجاهلية . المبحث الثاني : اليسر التخفيفي ، وفيه مطلبان : المطلب الأول : أسباب التخفيف . المطلب الثاني : أنواع التخفيف وصوره . الفصل الرابع : شبهات وردود . ثم الخاتمة والمراجع والفهرس . وسأبدأ بذكر التعريفات المتعلقة بالموضوع ، وهي كالتالي : أولا : تعريف اليسر : - لغة : الياء والسين والراء : أصلان يدل أحدهما على انفتاح الشيء ، وخفته ، والآخر على عضو من الأعضاء. فالأول: اليسر ضد العسر (1) . - اصطلاحا : عمل فيه لين وسهولة وانقياد ، أو هو رفع المشقة والحرج عن المكلف بأمر من الأمور لا يجهد النفس ولا يثقل الجسم (2) . ثانيا : تعريف السماحة : - لغة : السين والميم والحاء أصل يدل على سلاسة وسهولة (3) .
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
- اصطلاحا : بذل ما لا يجب تفضلا (4) .
فيتضح مما سبق التوافق بين المعنيين ، وتوافقهما أيضا مع معانيهما اللغوية ، فاليسر والسماحة تدلان على السهولة واللين . (1) معجم مقاييس اللغة لابن فارس : (ص/1070) . (2) موسوعة نضرة النعيم : (4/1400) . (3) معجم مقاييس اللغة لابن فارس : (ص/469) . (4) التعريفات للجرجاني : (ص/160) . الفصل الأول ما ورد في التيسر في الشريعة المبحث الأول : الآيات الواردة في معنى اليسر: إن الآيات الواردة في يسر الدين كثيرة جدا ، وبألفاظ مختلفة إلا أنها تدور حول معنى واحد وهو اليسر والسهولة . وقد قسمت الآيات بحسب الكلمات الواردة فيها ، والكلمات هي : ( اليسر ، رفع الحرج ، التخفيف ، الوسع ، نفي الجناح ، وضع الإصر ) * . أولا : من الآيات التي جاء فيها لفظ ( اليسر ) : - شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة : 185] . - قال ابن كثير : " معناه ومن كان به مرض في بدنه يشق عليه الصيام معه ، أو يؤذيه ، أو كان في حال السفر فله أن يفطر ، فإذا أفطر فعليه عدة ما أفطره في السفر من الأيام ، ولهذا قال : يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر أي إنما رخص لكم في الفطر في حال المرض ، والسفر مع تحتمه في حق المقيم الصحيح تيسيرا عليكم ورحمة بكم " (1) . - وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ [البقرة :196]
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
قال ابن كثير : " هذه الآية نزلت في سنة ست أي عام الحديبية حين حال المشركون بين رسول الله وبين الوصول إلى البيت وأنزل الله في ذلك سورة الفتح بكمالها وأنزل لهم رخصة أن يذبحوا ما معهم من الهدى وكان سبعين بدنة وأن يحلقوا رؤوسهم وأن يتحللوا من إحرامهم ... " (2) .
* استعنت بكتاب اليسر في القرآن الكريم : رأفت السيوري . في هذه التقسيمة . (1) تفسير ابن كثير : (1/222) بتصرف يسير . (2) المصدر السابق : (1/238) . - وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة : 280 ] . - قال ابن كثير : " يأمر تعالى بالصبر على المعسر الذي لا يجد وفاء لا كما كان أهل الجاهلية يقول أحدهم لمدينه إذا حل عليه الدين إما أن تقضي وإما أن تربى ، ثم يندب إلى الوضع عنه ويعد على ذلك الخير والثواب الجزيل " (1) . - فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [ الشرح : 5-6 ] . - قال ابن كثير : " أخبر تعالى أن مع العسر يوجد اليسر ثم أكد هذا الخبر . وعن الحسن قال خرج النبي يوما مسرورا فرحا وهو يضحك وهو يقول : ( لن يغلب عسر يسرين لن يغلب عسر يسرين ) " (2) . ثانيا : من الآيات التي جاء فيها لفظ ( رفع الحرج ) : - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ [ المائدة : 6] . - قال ابن كثير : " فلهذا سهل عليكم ويسر ولم يعسر بل أباح التيمم عند المرض وعند فقد الماء توسعة عليكم ورحمة بكم وجعله في حق من شرع له يقوم مقام الماء إلا من بعض الوجوه " (3) . - لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ .[ التوبة : 91 ] .
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
- قال ابن كثير : " بين تعالى الأعذار التي لا حرج على من قعد معها عن القتال فذكر منها ما هو لازم للشخص لا ينفك عنه وهو الضعف في التركيب الذي لا يستطيع معه الجلاد في الجهاد ومنه العمي والعرج ونحوهما ولهذا بدأ به ومنها ما هو عارض بسبب مرض عنّ له في بدنه شغله عن الخروج في سبيل الله أو بسبب فقره لا يقدر على التجهيز للحرب فليس على هؤلاء حرج إذا قعدوا ونصحوا في حال قعودهم ولم يرجفوا بالناس ولم يثبطوهم وهم محسنون في حالهم هذا " (1) .
- وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [ الحج : 78 ] . - قال ابن كثير : " أي ما كلفكم ما لا تطيقون وما ألزمكم بشيء يشق عليكم إلا جعل الله لكم فرجا ومخرجا " (2) . - لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا [الفتح : 17] . - فخفف الله تعالى عن أهل الأعذار في ترك الجهاد ، وهذا من يسر الدين وسماحته . ثالثا : من الآيات التي جاء فيها لفظ ( التخفيف ) : - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أليم [ البقرة : 178] . - قال ابن كثير : " يقول تعالى إنما شرع لكم أخذ الدية في العمد تخفيفا من الله عليكم ورحمة بكم مما كان محتوما على الأمم قبلكم من القتل أو العفو " (3) . (1) تفسير ابن كثير : (2/395) . (2) المصدر السابق : (3/246) . (3) المصدر السابق : (1/216) . - يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا [ النساء : 28 ] .
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
- قال ابن كثير : " أي في شرائعه وأوامره ونواهيه وما يقدره لكم ومن هذا إباحة الإماء بشروط " (1) .
- الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ [ الأنفال : 66 ] . - قال ابن كثير : " خفف الله عنهم من العدة ونقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم . وعن ابن عباس في هذه الآية قال : كتب عليهم أن لا يفر عشرون من مائتين ثم خفف الله عنهم فقال ( الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا ) فلا ينبغي لمائة أن يفروا من مائتين . وروي البخاري عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية ثقلت على المسلمين وأعظموا أن يقاتل عشرون مائتين ومائة ألفا فخفف الله عنهم فنسخها بالآية الأخرى فقال ( الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا ) الآية " (2) . رابعا : من الآيات التي جاء فيها لفظ ( الوسع ) : - وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ ... [ البقرة : 233 ] . - قال ابن كثير: " وعلى والد الطفل نفقة الوالدات وكسوتهن بالمعروف أي بما جرت به عادة أمثالهن في بلدهن من غير إسراف ولا إقتار بحسب قدرته في يساره وتوسطه وإقتاره" (3) . - وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [الأنعام : 152] . (1) تفسير ابن كثير : (1/490) بتصرف يسير . (2) المصدر السابق : (2/337) بتصرف . (3) المصدر السابق : (1/291) . - قال ابن كثير : " أي من اجتهد في أداء الحق وأخذه فإن أخطأ بعد استفراغ وسعه وبذل جهده فلا حرج عليه " (1) . خامسا : من الآيات التي جاء فيها لفظ ( نفي الجناح ) :
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ [البقرة : 198].
- قال ابن كثير : " قال البخاري : عن ابن عباس : كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فتأثموا أن يتجروا في الموسم فنزلت ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج " (2) . - وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا [النساء : 101] . - يسر الله تعالى على المسافر أداء صلاته بأن شرع له القصر فيها وأدائها مخففة . - لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [ المائدة : 93 ] . - " لما نزل تحريم الخمر ، قال بعض القوم : قتل قوم وهي في بطونهم . فأنزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا " (3) . ففيه تخفيف وتيسر على من ماتوا ممن كانوا يشربون الخمر قبل تحريمها ، ورفع الإثم عنهم . سادسا : من الآيات التي جاء فيها لفظ ( رفع الإصر ) : - لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ (1) تفسير ابن كثير : (2/197) . (2) المصدر السابق : (1/247) . (3) انظر : صحيح البخاري – كتاب تفسير القرآن – باب ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا - (ص/843) – حديث رقم (4620) . عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [البقرة : 286]. - قال ابن كثير : " أي لا تكلفنا من الأعمال الشاقة وإن أطقناها كما شرعته للأمم الماضية قبلنا من الأغلال والآصار التي كانت عليهم التي بعثت نبيك محمدا نبي الرحمة بوضعه في
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
شرعه الذي أرسلته به من الدين الحنيفي السهل السمح ، وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله قال : ( قال الله نعم ) وعن ابن عباس عن رسول الله قال : ( قال الله قد فعلت ) " (1) .
- الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف : 157] . - قال ابن كثير : " أي أنه جاء بالتيسير والسماحة . قال صاحبه أبو برزة الأسلمي : إني صحبت رسول الله وشهدت تيسيره ، وقد كانت الأمم التي قبلنا في شرائعهم ضيق عليهم فوسع الله على هذه الأمة أمورها وسهلها لهم " (2) . (1) تفسير ابن كثير : (1/351) . (2) المصدر السابق : (2/265) بتصرف . المبحث الثاني : الأحاديث الواردة في اليسر: إن الأحاديث الواردة في يسر الإسلام كثيرة ومتشعبة بتشعب جوانب اليسر فيه ، فلذا اقتصرت في هذا المبحث على إيراد الأحاديث العامة في السماحة واليسر . وقد قسمت الأحاديث إلى ثلاثة أقسام : أولا : الأحاديث الواردة في بيان أن الدين الإسلامي - الذي بعث الله به محمداً ، والذي يدين به العباد ربهم ويتعبدون له به - يسر (1) : 1- عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : كانت امرأة عثمان بن مظعون امرأة جميلة عطرة تحب اللباس والهيأة لزوجها ، فزارتها عائشة وهي تفلة * . قالت : ما حالك هذه ؟ قالت : إن نفرا من أصحاب رسول الله منهم علي بن أبي طالب ، وعبد الله بن رواحة ، وعثمان بن مظعون قد تخلوا للعبادة ، وامتنعوا من النساء وأكل اللحم ، وصاموا النهار ، وقاموا الليل ، فكرهت أن أريه من حالي ما يدعوه إلى ما عندي لما يخلي له . فلما دخل النبي أخبرته عائشة ، فأخذ رسول الله نعله فحملها بالسبابة من إصبعه اليسرى ، ثم انطلق سريعا حتى دخل عليهم فسألهم عن حالهم . قالوا : أردنا الخير . فقال رسول الله : ( إنما بعثت بالحنيفية السمحة ولم أبعث بالرهبانية البدعة ، ألا وإن أقواما ابتدعوا الرهبانية فكتبت عليهم فما رعوها حق رعايتها ، ألا فكلوا اللحم ، وائتوا النساء ، وصوموا وأفطروا ، وصلوا وناموا ، فإني بذلك أمرت ) (2) . 2- عن ابن عباس قال : خطب رسول الله فقال : ( إن الله عز وجل أعطى كل ذي حق حقه ، ألا إن الله فرض فرائض ، وسن سننا ، وحد حدودا ، أحل حلالا ، وحرم حراما ، وشرع الدين فجعلـه سهلا سمحا (1) انظر : شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين : (1/561) . * رثة الثياب . (2) أخرجه أحمد في مسنده– حديث أبي أمامة الباهلي– (16/261)–حديث رقم (22192) . قال (حمزة الزين) : " إسناده حسن ". واسعا ولم يجعله ضيقا ) (1) . 3- عن أبي هريرة عن النبي قال : ( إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة ) (2) . 4- عن جابر بن عبد الله قال : دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله فوجد الناس جلوسا ببابه لم يؤذن لأحد منهم . قال فأذن لأبي بكر فدخل . ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له . فوجد النبي جالسا حوله نساؤه واجما ساكتا . قال : فقال : لأقولن شيئا أضحك النبي فقال : يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت * عنقها ، فضحك رسول الله وقال : ( هن حولي كما ترى يسألنني النفقة ) فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها . فقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها . كلاهما يقول : تسألن رسول الله ما ليس عنده ؟ فقلن : والله لا نسأل رسول الله شيئا أبدا ليس عنده . ثم اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين ، ثم نزلت عليه هذه الآية يا أيها النبي قل لأزواجك ( حتى بلغ ) للمحسنات منكن أجرا عظيما قال : فبدأ بعائشة فقال : ( يا عائشة ، إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك ) قالت : وما هو يا رسول الله ؟ فتلا عليها الآية . قالت: أفيك يا رسول الله أستشير أبوي ! بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة ، وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت . قال : ( لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ، ولكن بعثني معلما ميسرا ) (3) . 5- عن أبي عروة قال : كنا ننتظر النبي ، فخرج رجلا يقطر رأسه من وضـوء أو غسل فصلى ، فلمـا قضى الصلاة جعل الناس يسألـونه : يا (1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير – حديث عكرمة عن ابن عباس – (11/170) – حديث رقم (11532) . (2) أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الإيمان – باب الدين يسر – (ص/14-15) – حديث رقم (39) . * وجأ : دفعه بيده في الصدر أو العنق . انظر : المعجم الوجيز : (ص/660) .
|
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|