أصابنى ما أصابهن



size=4]

كانت دائما واثقة من نفسها معتزة بها

وكانت محل أسرار كل صديقاتها.... فهي المستشارة العاطفية والإجتماعية لهن

وعلى الرغم من عدم التزامها بالزي الشرعي ومظهرها الذي يدل على أنها فتاة قد تكون طائشة إلا أنها

لم تكن تكلم الشباب قط وكانت غاضة لبصرها ولا تلتفت للشباب ...إلى أن تحداها بعض من حولها أنه سيأتي اليوم الذي سيكون لها فيه "شلة من الشباب " وذلك عند التحاقها بالجامعة

ومع ذلك لاحترامها لنفسها ولرغبتها بأن تكون دائما محل ثقة والديها
ظلت كما هي

وكانت عندما تحكي لها صديقة من صديقاتها على مشكلة عاطفية لها مع أحد الشباب كانت تنصحها برفق تارة وبعنف أخرى حتى تردها عما هي فيه

وكانت تسمع منهن كلمات مثل " لأنك لم تجربي ما نحن فيه " فكانت ترد بثقة مفرطة """"
" لم ولن أجرب ما أنتن فيه فأنا لا أضع نفسي بيدي في ذلك المستنقع ".....

مرت أعوام والتزمت دينيا ظاهرا وباطنا فكانت بشهادة جميع من حولها دين وخلق و أصبحت شيخة صديقاتها لثقة الكل بها ولشهادة من حولها ومن يتعامل معها برجاحة عقلها

إلا أنها بعد فترة لم تصبح كعادتها وأصبح فيها انكسار غريب على عكس المعتاد

أتدرون ما سبب ذلك ؟

[/size كانت اجابتها بالنسبة لي – وقد تكون لكم أيضا – بمثابة الصاعقة

أخبرتني أنها كانت تراسل طالب علم لتسأله في بعض الأمور ...

و كانت تكابر وتقول لنفسها أنها لن تزل أبدا

ولكن وكما قال الله عز وجل " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "

بالفعل تطور الأمر إلى كلام في أمور شخصية ثم مكالمات هاتفية إلى منتصف الليل ثم ....و.....و...

وكانت في تلك الفترة تشعر بأن ما تقوم به " إثم " ..فهي تحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ".... الإثم ما حاك في نفسك ، وكرهت أن يطلع عليه الناس" ......ولكنها لم ترتدع ولم تتوقف إلى أن علمت أن ذلك الشخص يكلم غيرها بنفس الأسلوب وغيرها وغيرها ...

هنا كانت صدمتها وسبب توبتها ...وكأن الله عز وجل بعلمه ما فيها من خير أراد أن يوقظها مما هي فيه وأن ينقذها من الوقوع في وحل كبيرة من الكبائر

ولله الحمد تابت وقطعت كل اتصال لها بذلك الشاب

- وأحسب والله حسيبها أن توبتها توبة نصوحة-

استئذنت صديقتي تلك أن أقص عليكم ماحدث لها لعلها تكون عظة وعبرة لكم كما كانت لي

وإذا حدثتكم أنفسكم كما حدثتني نفسي أن " كيف ؟ " وما شابه من علامات التعجب وكلمات العتاب

فقط سأذكركم بأنها كانت تنصح من حولها وكأنها بمنأى عن ذلك وكأن ما بها من عندها ولتربيتها فقط وليس فضلا وكرما وتثبيتا من الله عز وجل

ولنعلم أن القلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء سبحانه

ولنتذكرأن من يستشرف الفتن تستشرفه

ولا ننسى في النهاية أننا بشر ولا نغتر بأن من أمامنا شيخا أو شيخة أوطالب علم أو ..أو....فلسنا معصومين إلا من عصمه الله عز وجل

لذا لا تنسوها من دعائكم بالثبات

اللهم تب علينا لنتوب

اللهم ارزقنا الحياء منك حق الحياء

اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك

اللهم لا تجعل في قلوبنا حبا إلا لك ولا تعلقا إلا بك

منقول

حسابٌ واحد لجميع خدماتنا !