منتديات جعلان > جعلان العامة > جعلان للمواضيع الاسلامية | ||
فضل قيمة الوقت |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
عضو الشرف
![]() غير متواجد
|
![]()
كل مفقود عساه أن يرجع إلا الزمن فإن مامضى منه لايعود ، ولا يبقى سوى الإله المعبود والانسان في هذه الحياة بين مخافتين بين أجل قد مضى لايدري ما الله صانع فيه وبين اجل قد بقي لايدري ماالله قاض فيه ، فإذا عقل الإنسان هذا المعنى فمن الواجب عليه أن يغتنم حياته قبل موته ، ويقبل على ربه بالطاعة والعبادة لينال ثوابه في آخرته.
فإن الدنيا عمرها قصير ، وكل مافيها حقير ، إذا اقبلت لايؤمن شرها ووبالها ولو ملك الانسان فيها جميع ماطلعت عليه الشمس فسوف يصير حصيدا كأن لم يغن بالأمس تمني أصحابها السرور فيركنون إليها ويبنون فيها القصور ، وفجأة تتحول القصور قبورا ويصبح سعيهم هباء منثورا قال الله تعالى ( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا ). فالمغرور هو الذي يأمن دار الغرور ويقضي عمره في لهو ولعب يرتكب المنكرات ويغضب رب الأرض والسماوات فإذا انقضى عام وجاء عام تراه لايعتبر بمرور الأيام بل يتمادى في المعاصي والطغيان فإذا حذره إنسان ودعاه إلى التوبة لينال من ربه الغفران سخر منه وأستهزأ به وتوعده بالانتقام. الأ يعلم هذا المغرور إنه مهما عمر فإلى الفناء يصير كل ماقدم في دنياه يسأل عنه أمام أحكم الحاكمين وعندئذ يصاب بحسرة تقطع الأكباد فيندم ويقول ( ياليتني قدمت لحياتي ) 0 والتقي من عباد الله هو الذي يعرف قيمة الوقت فلا يتركه يمر سدى وإنما يغتنم الزمن ولا يضيع منه لحظة تراه دائما إما في عبادة وإما في سعي على معاشه ورزقه اعرض عن الدنيا وأخرجها من قلبه فأتت إليه وهي راغمة ومع ذلك كان منها على حذر فعاش عزيزا كريما وفاز في الآخرة فوزا عظيما قال الله تعالى ( كل نفس ذآئقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )0 إن الحياة على هذه الأرض موقوتة محدودة بأجل ثم تأتي نهايتها حتما يموت المتقون ويموت الفاجرون الكل يموت لافرق بين نفس ونفس في تذوق هذه الجرعة من هذا الكأس الدائرة على الجميع إنما الفارق في شيء آخر في المصير الأخير هذا المصير الذي تيقنه الصالحون فعملوا له ألف حساب وغفل عنه الجاحدون فعاشوا في ظلال وأوهام فمن أراد أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فالطريق أمامه ميسورا لاعوج فيه ولا التواء. قال تعالى ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) فإذا كان من أتباع محمد بن عبدالله حقا فلنقتد به ولنتبع هديه وتعاليمه ، فقد أدى حياته في جهاد مقدس ضد أعداء العقيدة تارة وضد عوامل النفس النزاعة إلى الهوى وحب الشهوات تارة أخرى 0 إن الاسلام ينشد السعادة للمسلم في الدارين لذلك فهو يرسم الطريق الموصل إلى تلك السعادة ، حيث أمر المسلم بالسعي والعمل حتى لايكون الإنسان عبئا على غيره ، وليعيش مرفوع الرأس عالي اليد إلا أنه حذر من التكالب على الدنيا حتى لايطغى الإنسان ويصاب بالخيبة والخسران ، فمهما جمع الانسان من متاع الدنيا فلن يصل إلى ماوصل إليه ملك سليمان بن داود عليهما السلام فقد روي أنه عليه السلام مر في موكبه والطير تظله والجن والإنس عن يمينه ويساره فرآه عابد من بني أسرائيل فقال أي عابد والله ياابن داود لقد آتاك ملكا عظيما فسمع سليمان هذه الكلمة فقال : لتسبيحة في صحيفة مؤمن خير مما أعطي ابن داود فإن ما أعطاه ابن داود يفنى والتسبيحة تبقى 0 وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أشرب حب الدنيا إلتاط منها بثلاث : شقاء لاينفد عناه ، وحرص لايبلغ غناه ، وأمل لايبلغ منتهاه ، فالدنيا طالبة ومطلوبة فمن طلب الدنيا طلبته الآخرة حتى يدركه الموت فيأخذه ومن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتي يستوفي منها رزقه. ويقول بعض الحكماء الذين عرفوا حقيقة الدنيا : ياابن آدم إنك لن تصبح في شيء من الدنيا إلا وقد كان له أهل قبلك وسيكون له أهل بعدك وليس لك من الدنيا إلا عشاء ليلة أو غداء يوم فلا تهلك في أكلة وصم عن الدنيا وأفطر على الآخرة فإن رأس مال الدنيا الهوى... وربحها النار. وكلما ودعنا عاما واستقبلنا عاما آخر جديدا نكون قد فقدنا عاما من آجالنا متمما لأعوام سابقة ، والمطلوب من كل واحد منا أن يجلس إلى نفسه لحظة من الزمن يحاسبها على مافات ليتدارك الخطأ فيما هو آت فمن كان يتكاسلون عن الصلوات فليحاول أن يجاهد نفسه ويسارع بالعودة إلى الله ويعود نفسه الصلاة مع الجماعة وفي بيوت الله يهرع إليها سيرا على قدميه طواعية واختيارا قبل أن يدخلها كرها وإجبارا محمولا على الاعناق لا ليصلى ولكن ليصلى عليه ، ومن أساء معاملة أخوانه فيما مضى فليسارع إلى إرضائهم قبل يوم القصاص ولات حين مناص. ومن كان من أولئك الذين يبددون الأموال في الحرام ويبخلون بها في الحلال فليتق الله ويساعد بها المحتاجين ويطعم الفقير والمسكين ، ومن كان يقطعون ما أمر الله به أن يوصل فليربأ بنفسه عن هذا الطريق المعوج وليكرم ضيفه ويحسن إلى جاره ويصل رحمه وليتعاون على البر والتقوى ولا يتعاون على الإثم والعدوان وليكن في سيره كعلانيته وليكن ظاهره كباطنه وليحب للناس ما يحب لنفسه ويكره لهم مايكرهه لنفسه. المصدر : زاد الصالحين تأليف الشيخ إبراهيم محمد مصطفى
|
ابوهاجر الجعفري |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى ابوهاجر الجعفري |
البحث عن كل مشاركات ابوهاجر الجعفري |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|