صاحبة القلب الكبير



صاحبة القلب الكبير

مريم وفريده يتسوقون في احد المراكز التجاريه الكبيره في ذروة الزحام بسبب قرب مناسبة عيد الاضحى ، مريم تلبس حذاء بكعب عالي ، اما فريده فتنتعل نعالا عاديا خفيفا ، المركز مزدحم عن بكرة أبيه ، وفجأة من دون سابق إنذار تقع فريده من طولها أمام الجميع وأحست بفشل وخجل كبير ، إنها لم تلاحظ التنبيه الموجود بأن الارضيه زلقه ، أما مريم كانت الساخرة العجيبه في الحدث الذى جرى لزميلتها المسكينه ، لقد دخلتها حالة هستيريه من الضحك ولم تقدر ان تتمالك نفسها ابدا ، كان المفروض أن تقلل من هول ما اصابت صديقتها ، بل حدث العكس ، إنها جعلت الانظار تلتفت إليهم من كل الاتجاهات ، قامت فريده والدموع في عينيها ليس من شدة الوقعه ، بل من سخرية أعز إنسانه لديها ورفيقة عمرها ، ولكنها كتمت الامر في نفسها ، فمشين بالكثير أربع الى ست خطوات وكأن عفريت من الجان أوقع بمريم على الارض ، مما جعل كعب رجليها يقبلن وجه السماء وارتفعت ملابسها قليلا عن جسمها، فأحمرت خجلا وتمنت ان تنشق الارض وتبتلعها ، اما فريده نزلت على ركبتيها واحضنت صديقتها تواسيها وتغطي جسمها بجسدها وتدعوا الله ان لا يكون اصابها ضررٍ من الوقوع ، فرفعتها بلطف والتفتت للمتفرجين وقالت بعصبيه أظن إن الذي جرى ليس بحاجة للشماته او الفرجه والكل معرض لمثل هذه الحوادث ، فتفرق الجمع بهدوء ، ولكنها سمعت صوتا لم تعرف مصدره وهو يقول ، كان المفروض أن تضحكي عليها مثلما سخرت منكي .......... ولكنها لم تعر للصوت اهتمام بل حضنت صديقتها وخرجن من المركز .......
( الشهامه والعفو صفتان لا تجدهما في حاقدٍ أو حاسدٍ )

عبدالعزيز بن علي البلوشي

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
الانتقال إلى العرض العادي الانتقال إلى العرض المتطور العرض الشجري

حسابٌ واحد لجميع خدماتنا !