بعد أقل من شهر تستقبل الجماهير الرياضية في جميع دول العالم أكبر تجمع لأفضل اللاعبين والمنتخبات في كرة القدم.. ويلتقون على أرض (ألمانيا) التي تستضيف هذه البطولة وهي 'كأس العالم' وتعتبر ألمانيا من الدول التي تجعلك تشاهد المباريات وكأنها دورة رياضية بمعنى الكلمة، حيث ان الدولة كلها رئيسا وحكومة وشعبا وفي شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية يندمجون معا لانجاح هذه البطولة.. وألمانيا دولة تدرك ان الاهتمام هو مطلب حضاري ويبرز للعالم كيفية تقدم وازدهار هذه الدولة عن طريق هذا المونديال.. ولا تستضيف فقط مباريات كأس العالم، بل تستغل كل قدراتها العلمية والتكنولوجية لتوظيفها لصالح البطولة والاستفادة منها سواء كانت من الجانب الإعلامي أو الجانب المادي وتترك للمشاهدين عبر شاشات التلفزة والقنوات الفضائية.. أو الذين سيحضرون هذه البطولة في الملاعب الألمانية للتحدث عنها لسنوات عدة.. من المؤكد ان الكثير من الرياضيين سوف تبهرهم هذه الملاعب المتحضرة والوسائل التي تساعد على اسعاد الجماهير التي ستشد الراحل الى المانيا من كل بقاع الكرة الارضية للاستمتاع بمشاهدة أغلى اللاعبين في عالم الكرة، وافضل المنتخبات العالمية وأقواها والصراعات التي ستدور على ارضية الملاعب الخضراء الجميلة، ولعلنا سنشاهد احدث التكنولوجيا في عمليات الاخراج التلفزيوني في نقل المباريات وكيفية الإعداد ومتابعة كل صغيرة وكبيرة وابراز اخطاء الحكام، وذكاء اللاعبين وتصرفاتهم بعيدا عن اعين الحكام، وآخر صيحات الجماهير، وطرق التشجيع، والاسلوب الذي يتبعه كل محبي المنتخبات، وكل ما هو جديد لصالح هذه اللعبة ويجعلها اللعبة الشعبية المفضلة لدى أكثر شعوب العالم لما فيها من ابداع وروعة في الاستمتاع بفنونها وألعابها وجمالية تسجيل الاهداف، ولعلنا ايضا نستعد وننتظر ما سيقدمه مدربو هذه المنتخبات من افكارجديدة وخطط للعب واساليب تميز منتخبا عن اخر، وما هو الجديد من ابتكارات لاستغلال الركلات الثابتة، وهل سنرى طريقة جديدة يظهر بها منتخب كما شاهدنا في بطولة أمم أوروبا الاخيرة، المنتخب اليوناني الذي حقق الفوز باللقب بعد ان كان بعيدا عن الترشيحات قبل بدءها.. كل ذلك ننتظره وينتظره عشاق هذه اللعبة ومحبوها والمولعون بنجوم عالم كرة القدم.. وخاصة (الساحر البرازيلي رونالدينو) وماذا سيقدم لمنتخب بلاده التي تضع آملا كبيرا عليه للفوز بهذه البطولة، واظهر قدرات وامكانات قلما نراها في بطولات كأس العالم.. وما المفاجآت التي ستحدث والنتائج غير المتوقعة من إقالة مدربين، وخسارة منتخبات كبيرة وخروجها من الدور الاول وغيرها من الاحزان والافراح التي تعتري الجماهير بعد نتائج المباريات.
وعموما نحن نتعلم دائما من المونديال الكثير ولابد ان نستفيد من كل ما يحدث ويدور خلاله وعلى اللاعبين والمدربين الا يجلسوا فقط للمشاهدة والحديث عن ما يجري ويحصل في المباريات .. بل عليهم ان يدركوا ويعملوا لكي يتجنبوا كل ما هو ليس مفيدا ولا يرتقي بفرقهم ويستغلوا كل جديد، وعلى اللاعبين وخاصة الشباب ان يتعلموا كيف يرتقون بمستواهم للوصول او الاقتراب من مستوى هؤلاء اللاعبين والنجوم الكبار.. وليس ذلك ببعيد عندما نخطط ونلتزم ببرامج طويلة ونكون جادين في التعامل مع تطبيقنا لهذه البرامج الى جانب اهتمام الدولة بالرياضة.. فهل نرى منتخباتنا في السنوات المقبلة في المونديال؟