يقف الأولمبي العماني غدا أمام التاريخ في مباراة الحلم الكبير أمام نظيره السنغالي لتحديد المتأهل الأخير إلى الألعاب الأولمبية 2012 بلندن، ويدرك المنتخب العماني أن التاريخ في انتظاره في فرصة لن تتكرر وهو يقف على بعد خطوة من تحقيق الحلم والانجاز الأبرز في تاريخ الكرة العمانية.

لم يسبق للمنتخب العماني أن تأهل إلى الألعاب الأولمبية حتى في الألعاب الفردية لم تكن هناك مشاركات جيدة حيث لم تسجل الرياضة العمانية اسمها في شرف الميداليات الأولمبية إلا أن وصول منتخب كرة القدم للمرة الأولى في تاريخه سيعتبر حلما تاريخيا يراود العمانيين وبمجرد التأهل إلى الألعاب الأولمبية الصيفية ستدخل الكرة العمانية التاريخ وسيعتبر الانجاز الأبرز في تاريخ الكرة العمانية إن نجح في تخطي المنتخب السنغالي.

وتأهل المنتخب العماني إلى هذه المرحلة بعدما حل ثانيا في مجموعته من القارة الآسيوية خلف الكوري الجنوبي الذي خطف بطاقة التأهل المباشر ثم خاض الأحمر الملحق الآسيوي ضد سوريا وأوزبكستان تعادل فيه أمام سوريا وكسب أوزبكستان بهدفين نظيفين ليخطف بطاقة كوفنتري وملاقاة المنتخب السنغالي الأفريقي والذي كان ينتظر المتأهل من القارة الآسيوية.

ويعتبر المنتخب العماني الوحيد من عرب آسيا الذي ينافس على التأهل لبطولتين عالميتين هما الألعاب الأولمبية وكأس العالم وان نجح في التأهل فأن الكرة العمانية ستبهر القارة الآسيوية بتقدمها الكروي المبهر وهو الحلم الذي يراود العمانيين.

وسيخوض المنتخبان اللقاء بملعب ريكو أرينا في مدينة كوفنتري الانجليزية والفائز سيخطف البطاقة الأخيرة إلى الألعاب الأولمبية، ووصل المنتخب العماني إلى لندن في وقت مبكر وأجرى تحضيرات مكثفة تحت قيادة الفرنسي بول لوجوين مدرب المنتخب العماني الأول أيضا، وجاء التعاقد مع لوجوين بعد الاستغناء عن المدرب السابق العماني حمد العزاني الذي فشل في خطف بطاقة التأهل المباشر بخسارة قاسية أمام كوريا بثلاثية نظيفة بمسقط، وبعد موجة من الغضب في الشارع العماني فضل الاتحاد العماني إسناد المهمة إلى مدرب المنتخب الأول بول لوجوين الذي يعرف جيدا لاعبي المنتخب الأولمبي بسبب وجود ثمانية من اللاعبين يلعبون في المنتخب الأول أيضا لكن مهمة لوجوين ستنتهي بعد نهاية مباراة الغد أمام السنغال وسيعود بعدها لقيادة المنتخب الأول الذي تأهل إلى التصفيات الحاسمة لكأس العالم من القارة الآسيوية.

واستدعى لوجوين 19 لاعبا لهذه المواجهة وهم: عمر العبري ومهند الزعابي ومحمد المسلمي وعلي الجابري ومحمد الشيبة وقاسم سعيد ومنصور النعيمي وعلي سالم وعبد العزيز المقبالي وحسين الحضري ونذير المسكري وبدر نصيب وعزان البلوشي ومحمد المعشري ورائد ابراهيم وحمود السعدي ووليد السعدي ومحمد المخيني.

وخاض الأولمبي العمانية تجربة ودية أمام رديف آرسنال الانجليزي خسرها بهدف نظيف في مباراة شارك فيها النجم المغربي مروان الشماخ في صفوف الفريق الانجليزي، واعتبر لوجوين مباراة آرسنال خير إعداد للسنغال حيث توصل إلى التشكيلة المناسبة لمواجهة الأفارقة وتلقى خبرا سعيدا بتأكيد مشاركة مدافعه محمد الشيبة بعد الشكوك حول إصابته التي تعرض لها في ودية آرسنال، ويعول لوجوين كثيرا على قوة الشيبة الجسمانية في مواجهة لاعبي السنغال أصحاب البنية الجسمانية القوية وفي نفس الوقت يملك الأحمر مهارة وسرعة في الأداء تتمثل في القناص عبد العزيز المقبالي وصانع الألعاب حسين الحضري المطلوب من الأندية الخليجية حاليا.

من ناحيته فأن المنتخب السنغالي يطمح إلى تحقيق حلم الأولمبياد أيضا حيث لم يسبق للمنتخب السنغالي الوصول إلى الألعاب الأولمبية ولذلك فأن أهدافه مشابهة تماما لأهداف الأحمر العماني حيث يطمح إلى تحقيق الانجاز للكرة السنغالية، وكان المنتخب السنغالي مرشحا للتأهل المباشر من القارة الأفريقية عندما تصدر مجموعته بانتصارين على نيجيريا والمغرب وخسارة وحيدة أمام الجزائر بهدف نظيف وتأهل إلى الدور قبل النهائي وخسر بصعوبة بهدف نظيف ليواجه المنتخب المصري في مباراة تحديد المركز الثالث ليخسر أمام الفراعنة بهدف والذي خطف بطاقة التأهل المباشر.

واختار مدرب المنتخب السنغالي تشكيلة قوية من لاعبين محترفين في القارة الأوروبية واستدعى أبرز النجوم لخطف البطاقة الأخيرة وهزيمة المنتخب العماني وهم:عثمان ماني والحجي سادي غاييه وسليمان سيسيه (ديامبارس) وعيسى ندياي (الجمارك) وعبدواللاي با (كويمبرا البرتغالي) وساليو سيسيه وسيريني مودو كار (ترومسو النروجي) وباب ندياي سواريه (ليل الفرنسي) وفيكتور ديمبا بينديا (سانديفيورد النروجي) وزارغو توريه (بولوني سور-مير الفرنسي)وابراهيما سيك (ايبينال الفرنسي) وستيفان بادجي (سوغندال النروجي) وباب مالي ديامانكا (رايو فايكانو الاسباني) وعبدواللاي سانيه (رين الفرنسي) وموسى كوناتي (ماكابي تل ابيب الاسرائيلي) وابراهيما بالديه (اوساسونا الاسباني) وكاليدو ييرو (جيل فيسنتي البرتغالي) وساديو مانيه (متز الفرنسي).

وأجرى الأولمبي السنغالي معسكرا في ستوك سيتي الانجليزية تحضيرا للقاء عمان وأبدى اللاعبون ثقتهم الكبيرة في تخطي عقبة العماني من خلال تصريحاتهم الصحفية حيث المدافع الحاج سادي: "إنها مباراة مشابهة لنهائي كأس العالم، المباراة لا تحدث كل يوم في مهنة اللاعب"، وقال صانع ألعابه: "نحن نعلم جيدا أن هناك فرصة كبيرة لندخل من الباب الأمامي في تاريخ كرة القدم السنغالية مثل ما دخلت عام 2002".

سيقود اللقاء الحكم الشهير الانجليزي هاوارد ويب والذي قاد قبل أيام قليلة مباراة ذهاب قبل نهائي دوري أبطال أوروبا في بايرن ميونيخ الألماني وريال مدريد الأسباني وسيساعده الانجليزيان ستيفن تشايلد ومايك مولاركي كحكمي الراية والانجليزي الآخر مارتن اتكينسون كحكم رابع.


* نبذة عن ملعب ريكو آرينا والذي سيستضيف اللقاء
ملعب ريكو آرينا ، و هو معقل نادي كوفنتري سيتي الإنجليزي ، و هو موجود بالحي الأخضر ، بمدينة كوفنتري ، إنجلترا ، و هو بسعة 32.000 متفرج ، وبه العديد من المرافق الكبيرة الموجود بالملاعب العالمية مثل قاعة معارض ب 6000 مقعد و فندق و ناد للترفيه ، و هو مسمى على الشركة اليابانية التي ترعى النادي و الملعب و هي شركة ريكو ، و هو أكبر ملعب كرة القدم بمدينة كوفتري الإنجليزية . و أفتتح الملعب رسميا من قبل السيدة كيلي هولمز وزيرة الرياضة ريتشارد كابورن في 24 فبراير 2007 .