منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ملف تفسير سور القران الكريم
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 9  ]
قديم 04-02-2012, 10:40 PM
مشرفه جعلان للشعر


المشاركات
4,713

+التقييم

تاريخ التسجيل
Jul 2007

الاقامة
مملكة القلب

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
4270

شاعرة بلا هوية is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151)
قال موسى لما تبين له عذر أخيه- وعلم أنه لم يُفَرِّط فيما كان عليه من أمر الله: ربِّ اغفر لي غضبي- واغفر لأخي ما سبق بينه وبين بني إسرائيل- وأدخلنا في رحمتك الواسعة- فإنك أرحم بنا من كل راحم.
إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152)
إن الذين اتخذوا العجل إلهًا سينالهم غضب شديد مِن ربهم وهوان في الحياة الدنيا- بسبب كفرهم بربهم- وكما فعلنا بهؤلاء نفعل بالمفترين المبتدعين في دين الله- فكل صاحب بدعة ذليل.
وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153)
والذين عملوا السيئات من الكفر والمعاصي- ثم رجعوا مِن بعد فعلها إلى الإيمان والعمل الصالح- إن ربك من بعد التوبة النصوح لغفور لأعمالهم غير فاضحهم بها- رحيم بهم وبكل مَن كان مثلهم من التائبين.
وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154)
ولما سكن عن موسى غضبه أخذ الألواح بعد أن ألقاها على الأرض- وفيها بيان للحق ورحمة للذين يخافون الله- ويخشون عقابه.
وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)
واختار موسى من قومه سبعين رجلا مِن خيارهم- وخرج بهم إلى طور "سيناء" للوقت والأجل الذي واعده الله أن يلقاه فيه بهم للتوبة مما كان من سفهاء بني إسرائيل من عبادة العجل- فلما أتوا ذلك المكان قالوا: لن نؤمن لك -يا موسى- حتى نرى الله جهرة فإنك قد كلَّمته فأرِنَاهُ- فأخذتهم الزلزلة الشديدة فماتوا- فقام موسى يتضرع إلى الله ويقول: رب ماذا أقول لبني إسرائيل إذا أتيتُهم- وقد أهلكتَ خيارهم؟ لو شئت أهلكتهم جميعًا من قبل هذا الحال وأنا معهم- فإن ذلك أخف عليَّ- أتهلكنا بما فعله سفهاء الأحلام منا؟ ما هذه الفعلة التي فعلها قومي من عبادتهم العجل إلا ابتلاءٌ واختبارٌ- تضلُّ بها مَن تشاء مِن خلقك- وتهدي بها من تشاء هدايته- أنت وليُّنا وناصرنا- فاغفر ذنوبنا- وارحمنا برحمتك- وأنت خير مَن صفح عن جُرْم- وستر عن ذنب.
وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)
واجعلنا ممن كتبتَ له الصالحات من الأعمال في الدنيا وفي الآخرة- إنا رجعنا تائبين إليك- قال الله تعالى لموسى: عذابي أصيب به مَن أشاء مِن خلقي- كما أصبتُ هؤلاء الذين أصبتهم من قومك- ورحمتي وسعت خلقي كلَّهم- فسأكتبها للذين يخافون الله- ويخشون عقابه- فيؤدون فرائضه- ويجتنبون معاصيه- والذين هم بدلائل التوحيد وبراهينه يصدقون.
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)
هذه الرحمة سأكتبها للذين يخافون الله ويجتنبون معاصيه- ويتبعون الرسول النبي الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب- وهو محمد صلى الله عليه وسلم- الذي يجدون صفته وأمره مكتوبَيْن عندهم في التوراة والإنجيل- يأمرهم بالتوحيد والطاعة وكل ما عرف حُسْنه- وينهاهم عن الشرك والمعصية وكل ما عرف قُبْحه- ويُحِلُّ لهم الطيبات من المطاعم والمشارب والمناكح- ويُحرِّم عليهم الخبائث منها كلحم الخنزير- وما كانوا يستحلُّونه من المطاعم والمشارب التي حرَّمها الله- ويذهب عنهم ما كُلِّفوه من الأمور الشاقة كقطع موضع النجاسة من الجلد والثوب- وإحراق الغنائم- والقصاص حتمًا من القاتل عمدًا كان القتل أم خطأ- فالذين صدَّقوا بالنبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم وأقروا بنبوته- ووقروه وعظَّموه ونصروه- واتبعوا القرآن المنزل عليه- وعملوا بسنته- أولئك هم الفائزون بما وعد الله به عباده المؤمنين.
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)
قل -أيها الرسول- للناس كلهم: إني رسول الله إليكم جميعًا لا إلى بعضكم دون بعض- الذي له ملك السموات والأرض وما فيهما- لا ينبغي أن تكون الألوهية والعبادة إلا له جل ثناؤه- القادر على إيجاد الخلق وإفنائه وبعثه- فصدَّقوا بالله وأقرُّوا بوحدانيته- وصدَّقوا برسوله محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأميِّ الذي يؤمن بالله وما أنزل إليه من ربه وما أنزل على النبيين من قبله- واتبعوا هذا الرسول- والتزموا العمل بما أمركم به من طاعة الله- رجاء أن توفقوا إلى الطريق المستقيم.
وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159)
ومِن بني إسرائيل من قوم موسى جماعة يستقيمون على الحق- يهدون الناس به- ويعدلون به في الحكم في قضاياهم.
وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160)
وفرَّقنا قوم موسى مِن بني إسرائيل اثنتي عشرة قبيلة بعدد الأسباط -وهم أبناء يعقوب- كل قبيلة معروفة من جهة نقيبها. وأوحينا إلى موسى إذ طلب منه قومه السقيا حين عطشوا في التِّيْه: أن اضرب بعصاك الحجر- فضربه، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا من الماء- قد علمت كل قبيلة من القبائل الاثنتي عشرة مشربهم- لا تدخل قبيلة على غيرها في شربها- وظلَّلنا عليهم السحاب- وأنزلنا عليهم المنَّ -وهو شيء يشبه الصَّمغ- طعمه كالعسل - والسلوى- وهو طائر يشبه السُّمَانَى- وقلنا لهم: كلوا من طيبات ما رزقناكم- فكرهوا ذلك وملُّوه من طول المداومة عليه- وقالوا: لن نصبر على طعام واحد- وطلبوا استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير. وما ظلمونا حين لم يشكروا لله- ولم يقوموا بما أوجب الله عليهم- ولكن كانوا أنفسهم يظلمون- إذ فوَّتوا عليها كل خير- وعرَّضوها للشر والنقمة.
وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161)
واذكر -أيها الرسول- عصيان بني إسرائيل لربهم سبحانه وتعالى ولنبيهم موسى عليه السلام- وتبديلهم القول الذي أمروا أن يقولوه حين قال الله لهم: اسكنوا قرية "بيت المقدس"- وكلوا من ثمارها وحبوبها ونباتها أين شئتم ومتى شئتم- وقولوا: حُطَّ عنا ذنوبنا- وادخلوا الباب خاضعين لله- نغفر لكم خطاياكم- فلا نؤاخذكم عليها- وسنزيد المحسنين مِن خَيْرَيِ الدنيا والآخرة.
فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162)
فغيَّر الذين كفروا بالله منهم ما أمرهم الله به من القول- ودخلوا الباب يزحفون على أستاههم- وقالوا: حبة في شعرة- فأرسلنا عليهم عذابًا من السماء- أهلكناهم به- بسبب ظلمهم وعصيانهم.
وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163)
واسأل -أيها الرسول- هؤلاء اليهود عن خبر أهل القرية التي كانت بقرب البحر- إذ يعتدي أهلها في يوم السبت على حرمات الله- حيث أمرهم أن يعظموا يوم السبت ولا يصيدوا فيه سمكًا- فابتلاهم الله وامتحنهم- فكانت حيتانهم تأتيهم يوم السبت كثيرة طافية على وجه البحر- وإذا ذهب يوم السبت تذهب الحيتان في البحر- ولا يرون منها شيئًا- فكانوا يحتالون على حبسها في يوم السبت في حفائر- ويصطادونها بعده. وكما وصفنا لكم من الاختبار والابتلاء- لإظهار السمك على ظهر الماء في اليوم المحرم عليهم صيده فيه- وإخفائه عليهم في اليوم المحلل لهم فيه صيده- كذلك نختبرهم بسبب فسقهم عن طاعة الله وخروجهم عنها.
وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164)
واذكر -أيها الرسول- إذ قالت جماعة منهم لجماعة أخرى كانت تعظ المعتدين في يوم السبت- وتنهاهم عن معصية الله فيه: لِمَ تعظون قومًا الله مهلكهم في الدنيا بمعصيتهم إياه أو معذبهم عذابا شديدًا في الآخرة؟ قال الذين كانوا ينهَوْنهم عن معصية الله: نَعِظهم وننهاهم لِنُعْذَر فيهم- ونؤدي فرض الله علينا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- ورجاء أن يتقوا الله- فيخافوه- ويتوبوا من معصيتهم ربهم وتعذِّيهم على ما حرَّم عليهم.
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165)
فلما تركت الطائفة التي اعتدت في يوم السبت ما ذُكِّرت به- واستمرت على غيِّها واعتدائها فيه- ولم تستجب لما وَعَظَتْها به الطائفة الواعظة- أنجى الله الذين ينهون عن معصيته- وأخذ الذين اعتدَوْا في يوم السبت بعذاب أليم شديد- بسبب مخالفتهم أمر الله وخروجهم عن طاعته.
فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)
فلما تمردت تلك الطائفة- وتجاوزت ما نهاها الله عنه من عدم الصيد في يوم السبت- قال لهم الله: كونوا قردة خاسئين مبعدين من كل خير- فكانوا كذلك.
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167)
واذكر -أيها الرسول- إذ علم ذلك إعلامًا صريحًا ليبعثن على اليهود مَن يذيقهم سوء العذاب والإذلال إلى يوم القيامة. إن ربك -أيها الرسول- لسريع العقاب لِمَن استحقه بسبب كفره ومعصيته- وإنه لغفور عن ذنوب التائبين- رحيم بهم.
وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168)
وفرَّقنا بني إسرائيل في الأرض جماعات- منهم القائمون بحقوق الله وحقوق عباده- ومنهم المقصِّرون الظالمون لأنفسهم- واختبرنا هؤلاء بالرخاء في العيش والسَّعَة في الرزق- واختبرناهم أيضًا بالشدة في العيش والمصائب والرزايا- رجاء أن يرجعوا إلى طاعة ربهم ويتوبوا من معاصيه.
فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (169)
فجاء من بعد هؤلاء الذين وصفناهم بَدَلُ سوء أخذوا الكتاب من أسلافهم- فقرءوه وعلموه- وخالفوا حكمه- يأخذون ما يعرض لهم من متاع الدنيا من دنيء المكاسب كالرشوة وغيرها- وذلك لشدة حرصهم ونَهَمهم- ويقولون مع ذلك: إن الله سيغفر لنا ذنوبنا تمنيًا على الله الأباطيل- وإن يأت هؤلاء اليهودَ متاعٌ زائلٌ من أنواع الحرام يأخذوه ويستحلوه- مصرِّين على ذنوبهم وتناولهم الحرام- ألَمْ يؤخذ على هؤلاء العهود بإقامة التوراة والعمل بما فيها- وألا يقولوا على الله إلا الحق وألا يكذبوا عليه- وعلموا ما في الكتاب فضيعوه- وتركوا العمل به- وخالفوا عهد الله إليهم في ذلك؟ والدار الآخرة خير للذين يتقون الله- فيمتثلون أوامره- ويجتنبون نواهيه- أفلا يعقل هؤلاء الذين يأخذون دنيء المكاسب أن ما عند الله خير وأبقى للمتقين؟
وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170)
والذين يتمسَّكون بالكتاب- ويعملون بما فيه من العقائد والأحكام- ويحافظون على الصلاة بحدودها- ولا يضيعون أوقاتها- فإن الله يثيبهم على أعمالهم الصالحة- ولا يضيعها.
وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)
واذكر -أيها الرسول- إذ رفعنا الجبل فوق بني إسرائيل كأنه سحابة تظلهم- وأيقنوا أنه واقع بهم إن لم يقبلوا أحكام التوراة- وقلنا لهم: خذوا ما آتيناكم بقوة- أي اعملوا بما أعطيناكم باجتهاد منكم- واذكروا ما في كتابنا من العهود والمواثيق التي أخذناها عليكم بالعمل بما فيه- كي تتقوا ربكم فتنجوا من عقابه.
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172)
واذكر -أيها النبي- إذ استخرج ربك أولاد آدم مِن أصلاب آبائهم- وقررهم بتوحيده بما أودعه في فطرهم من أنه ربهم وخالقهم ومليكهم- فأقروا له بذلك- خشية أن ينكروا يوم القيامة- فلا يقروا بشيء فيه- ويزعموا أن حجة الله ما قامت عليهم- ولا عندهم علم بها- بل كانوا عنها غافلين.
أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)
أو لئلا تقولوا: إنما أشرك آباؤنا من قبلنا ونقضوا العهد- فاقتدينا بهم من بعدهم- أفتعذبنا بما فعل الذين أبطلوا أعمالهم بجعلهم مع الله شريكا في العبادة؟
وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)
وكما فَصَّلْنا الآيات- وبيَّنَّا فيها ما فعلناه بالأمم السابقة- كذلك نفصِّل الآيات ونبيِّنها لقومك أيها الرسول- رجاء أن يرجعوا عن شركهم- وينيبوا إلى ربهم.
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)
واقصص -أيها الرسول- على أمتك خبر رجل من بني إسرائيل أعطيناه حججنا وأدلتنا- فتعلَّمها- ثم كفر بها- ونبذها وراء ظهره- فاستحوذ عليه الشيطان- فصار من الضالين الهالكين- بسبب مخالفته أمر ربه وطاعته الشيطان.




توقيع شاعرة بلا هوية






اللهم لك الحمد .. كما ينبغي لجلالروجهك وعظيم سلطانك


سبحان الله وبحمدة ... سبحان الله العظيم