طب الصقور ينتعش في الامارات
فقنص الصقور من الرياضات الشعبية في دولة الامارات حيث يصل سعر بعضها إلى 40 ألف دولار للصقر الواحد، ولذلك فان أصحابها حريصون على أن تكون في أفضل حال. وفي هذا الاطار تجرى لهذه الصقور العديد من الفحوصات بالاشعة والتحاليل للتيقن من أنها على ما يرام. ويقول توم بيلي، وهو طبيب بيطري في مستشفى الصقور في دبي لبي بي سي :"إن الفحوصات تتم بشكل روتيني، والعملاء يتوقعون منا أن نكون على أعلى مستوى، ويريدون أن ينتهي الفحص في أسرع وقت ممكن لأنهم يريدون البدء في التدريبات على الفور".
مستشفى الصقور :
ويعتبر الصقر أكثر الطيور رواجا في دولة الامارات، وكثيرا ما يرى محلقا في سماء الصحراء، وصورته مطبوعة على النقود في هذا البلد. وفي عام 1983، تم تأسيس مستشفى الصقور في دبي برعاية الشيخ حمدان بن راشد المكتوم نائب حاكم دبي ووزير الصحة. و تعني العلاقة بين المستشفى ووزارة الصحة في دبي أن عددا من العقاقير الحديثة المخصصة للبشر ذهبت مباشرة الى علاج الطيور. وقد حدث ذلك مع مرض "أسبيرجيلوزيس" الذي يصيب بعض الصقور ويؤدي الى تكاثر الفطريات في رئتي الصقر المريض. ولان "الاسبيرجيلوزيس" يصيب البشر أيضا ببعض أمراض المناعة مثل فيروس اتش اي في، فقد اختبر الباحثون في مستشفى الصقور عقار "بوروكونوزول" الذي يستخدمه البشر على الطيور، وجاءت النتيجة واعدة.
اهتمام متزايد :
وقال أنتونيو دي سوما، مدير مستشفى الصقور لبي بي سي :"لدينا مؤشر جيد على نجاح هذا العقار مع االصقور". والدكتور دي سوما هو أول شخص في العالم يجرب "البوروكونوزول" على فصائل أخرى غير البشر.
ويقول الدكتور دي سوما :"لقد تم تجريب أنواع عديدة من العقاقير على الدجاج، ونحن نستخدم العقاقير التي تم تطويرها على الدجاج، ولكننا نتعامل مع نوع مختلف من الطيور". وأضاف قائلا إن النظام المرن للطب العقاري في الامارات هو الذي يساعد على تجريب وتطوير تلك العقاقير مشيرا أنه لو كان الامر في اوروبا أو أمريكا حيث الامور محكومة بشكل أكبر لما أمكن ذلك. وأوضح قائلا إنه لو كنت عميلا وأخذت صقرك المريض الى الطبيب البيطري للعلاج، فان الطبيب ملتزم بالادوية المسجلة فقط حتى لو كان يعلم بوجود غيرها، وهو ملزم بأن يخبرك باي آثار جانبية للعقار، وكل ذلك غير موجود في الامارات فالطبيب يختار العقار الذي يرى أنه مناسب وكفى. ولكنه يقول إنه من المؤكد أن هذا الوضع سوف يتغير في المستقبل ليصبح الامر أكثر تنظيما.