حرب الخليج تصيب الجنود بضمور العضلات
أكدت دراستان أمريكيتان أن الجنود الذين شاركوا في حرب الخليج أكثر عرضة للإصابة بمرض ضمور العضلات. وأضافت الدراستان الأمريكيتان أن الجنود الذين شاركوا في حرب الخليج التي دارت رحاها في عام 1991 تعرضوا لمؤثر ما أدى إلى زيادة احتمال إصابتهم بضمور العضلات. وخلصت الدراستان التي نشرت في دورية "علم الأعصاب" أن العسكريين أكثر عرضة للإصابة بضمور العضلات بمقدار ثلاث أضعاف. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المرض يؤدي إلى ضعف شديد في العضلات يفضي إلى الموت. وكان بعض الجنود الأمريكيين والبريطانيين الذين شاركوا في حرب الخليج قد ظهرت عليهم بعض الأعراض التي أرجعوها إما لتعاطيهم بعض الأمصال قبل ذهابهم للحرب أو تعرضهم لعوامل بيئية أثناء تلك الحرب. وكانت النتيجة الأولية لإحدى هاتين الدراستين كفيلة لأن تدفع السلطات الأمريكية لتصنيف المرض كأحد "اصابات العمل" وقدمت تعويضات عن أي اصابات. لكن الدراسة اكتملت الآن بالإضافة إلى دراسة أخرى تعزز النتائج التي خلصت لها الدراسة الأولى.
وقام باحثون من مركز ساوثويسترن الطبي التابع لجامعة تكساس في مدينة دالاس بمراجعة معدلات الإصابة بأحد أنواع ضمور العضلات يعرف باسم "أنتيريور لاتيرال سكيلوروسيس" ويطلق عليه في الولايات المتحدة اسم داء "لو جهريج". واكتشف الباحثون أن معدلات الإصابة بالمرض بين الجنود الذين شاركوا في حرب الخليج عام 1991 تزيد ثلاثة أضعاف عن المعدلات الطبيعية للإصابة في هذه السن الصغيرة. وقال الدكتور روبرت هالي الذي ترأس فريق البحث "انتشر المرض في شريحة عمرية ليس من المفترض لها أن تصاب به حيث أصاب أناسا في العشرينات والثلاثينات بدلا من أن يصيبهم في الستينات والسبعينات من عمرهم...ويثير هذا الأمر تساؤلات عما إذا كان سبب الإصابة بذلك المرض قبل الآوان هو عوامل بيئية تعرض لها المصابون أثناء الحرب." أما الدراسة الثانية التي قام بها المعهد الوطني للأمراض العصبية والسكتة الدماغية، فقد رجح أن احتمال الإصابة بضمور العضلات يرتفع إلى الضعف عند العسكريين الذين شاركوا في حرب الخليج.
وتنبع أهمية هاتين الدراستين من أنه نادرا ما يصيب ضمور العضلات الأشخاص تحت سن الخامسة والأربعين، حتى وإن كانت حالات الإصابة محدودة فإن ذلك في حد ذاته يعد مصدرا للخطورة. ومن جهته، قال الدكتور مايكل روز من مستشفى جامعة كينج بمدينة لندن "بالرغم من ارتفاع احتمال الإصابة إلى الضعف يبدو أمرا مثيرا للاهتمام، يجب على المرء أن يدرك أن تلك النتيجة تم التوصل إليها على ضوء عدد محدود من حالات الإصابة...لذا فإن خطر الإصابة قد يقل أو يزيد إذا كان هناك أي خلل في الأسلوب الذي انتهجته الدراسة." وعلى جانب آخر، أكد شون روسلينج رئيس الجمعية الوطنية لمحاربي الخليج وعائلاتهم أنه تلقى تقارير تفيد بإصابة ستة من الجنود صغار السن بضمور العضلات. وقال روسلينج "إنه أمر غير طبيعي ومثير للقلق خاصة وأنني أبلغت أن ذلك المرض يصيب واحد من بين كل 25 ألف شخص...لكن وزارة الدفاع خدعتنا بشأن حقيقة هذا المرض."