منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - •رواية~ حب سامي• \\ من أجمل ما قرأت
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 09-20-2011, 05:07 PM
جعلاني متميز


المشاركات
645

+التقييم

تاريخ التسجيل
Jan 2011

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
13904

Nostalgia is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي

~٨~

وفجأة ..
إذ بجسم هائل أمامهم وكأنه كرتون تتقاذفه الرياح، وكالبرق لاح بناظر سامي، حاول أن يتلافاه ولكن لم ينتبه له إلا بعد فوات الأوان..
- يا الله..
وآخر ما لامس أسماعه صوت ارتطامٍ شديد، فارق بعده الوعي!
كانت سيارة مسرعة على الطريق المعاكس واصطدمت بأخرى فانحرف مسارها مع شدة الضربة وطارت في الهواء لتتدحرج أمامهما على الطريق الآخر، وهما منشغلين بالحديث!
أما ندى فقد بقيت في المسجد حتى انتصف الليل وكان آخر ما تلقته من سامي رسالة بعد صلاة المغرب: (أنا في الطريق إليك.. الآن سنخرج من القصيم، اشتاق القلب لمحبوبه، فهل هو كذلك؟)
فردت: (بل يحترق، سامي أرجوك لا تنشغل بالهاتف، ولا تنس الأذكار والحصون، حماك ربي وردك لي سالمًا)

لم ترد أن تزعج أسماء باتصال ولا إشغاله برسائل لأنها تعلم بأنه سيرد.. لكن حين انتصف الليل بدأت تقلق بصورة غير طبيعية، إذ لو أراد أن يمر بزوجته إلى مطعم للعشاء أو للفسحة، لما تأخر هذا التأخير، فاتصلت ولكن لا مجيب!!
يا الله.. وكلما كررت المحاولة كانت النتيجة نفسها.. رباه من لي سواك..
قامت تصلي وتتوسل لربها وتدعو، وجوالها أمامها لعلها تلمح منه بشرى!
ساعة.. ساعتان.. ثلاث.. ولا جديد!!
لم يعد لها إلا الدموع والتهليل والاستغفار لأنها لم تعد قادرة حتى على الدعاء!!
حاولت أن تطمئن نفسها بأنه ربما أخبر أسماء فغضبت واضطر للذهاب بها لبيتها، لكن محال أن يتركها هكذا!!
بدأ المصلون يتوافدون على المسجد لصلاة الوتر، تيقنت الآن أن في الأمر سوءًا ولا بد؛ فاتصلت بربها تصلي وتدعو وتبتهل: رباه من لي سواك يا من يجيب المضطر إذا دعاه، غريبة مقطوعة لا قريب ولا حبيب إلا من أفتقد.. لم تعد تشعر بمن يأتي حولها كانت في عالم آخر، كل الاحتمالات السيئة تراءت أمامها، رأت حبيب القلب مسجى، فتقطع قلبها عليه وأخذ الشيطان يذكرها بأنه ربما سيصلى عليه هنا ويدفن في البقيع كما تمنى!
حاولت تطرد تلك الوساوس فما استطاعت لذا توجهت لربها حين أصبح فؤادها فارغاً إلا من الخوف..
رُفع أذان الفجر، وزاد ما بها حتى لفتت أنظار كل من حولها، ومع ذلك زادت على ربها إلحاحاً، فشعرت ببعض طمأنينة أثناء قراءة الإمام لآيات حركت في القلب ثقة بالله سكبت سكوناً على مشاعر خوف وقلق أشعلت صدرها ناراً. فسبحت مع كلام ربها العليم بخلقه، الحكيم اللطيف في أقداره!
وهكذا الإيمان، يسقي القلوب الواجفة السكينة، ويغشاها بالأمن، فتسكن لربها تترقب فرجه ونفحات رحمته بين سحب الشدائد، وعتمة الحزن، و الألم وضجيج الخوف!
فما انصرف الإمام من صلاته إلا وقد ملأت الثقة بالله قلبها وأسلمت إليه أمرها، فأخذت تردِّد الأذكار بقلب مستسلم وله بكلِ حالٍ مسلِّم، في تلك اللحظات رأت هاتفها يومض فالتقطته قبل أن يبدأ رنينه المكتوم كقلبٍ كتمت آهاته بالذكر فسكن!
كان رقم سامي، فكاد قلبها يتوقف من فرحته
- هلا سامي الحمد لله ويــ،
-هل هناك رجل أكلمه؟
كان صوت رجل غريب وليس سامي!
- من أنت؟ قل ما لديك..
- وقع حادث لصاحب هذا الرقم وهو الآن في مستشفى الملك فهد بالمدينة.
- الحمد على كل حال، بالله عليك يا أخي هل هو حي أم ميت؟ أسألك بالله،
- أنت والدته؟
- تقريباً.. أجبني لا حرمك ربي رضاه،
لا لا.. مصاب وإن شاء الله يكون بخير..
اتصلت على والدها، وأخبرته بالخبر، وجدت سكوناً في قلبها غير طبيعي مع أنها شعرت بأنها لن ترى سامي بعد اليوم، هكذا قُذف في قلبها من طريقة حديث الرجل،
حاولت أن تتذكر ما يقال عند المصيبة فما وجدت غير إنا لله و إنا إليه راجعون، كررتها مع الاستغفار وحمدت الله أن هداها لها فقد شعرت بأنها لم تهتد لها إلا بمشقة كبيرة، كانت متجمدة تماماً على غير عادتها حتى الدموع التي كانت تجري، حتى أن حلقها لا تزال به بعض ملوحتها تجمَّدت في مآقيها وقلصت فلم تعد تتلمس لها أثراً!
إلا طيف خراب بيتٍ لم يكتمل بناؤه بعدما تناثرت أرجاؤه وتمزقت أوصاله وناح نائح البين والفراق على أطلاله،
اتكأت على إحدى سواري المسجد وقد لفها من الأسى ما لم تشعر به عمرها كله، هل سأحرم من سامي ما بقي لي من عمر!؟
يا رب.. يا رب.. طردت طيوف الموت التي تراءت أمامها.. انفجر بركان في صدرها، يا رب،
- ما بكِ يا أخية؟ هل أنت مريضة؟
خاطبتها إحدى المصليات التي شغلت بحالها من قبل الفجر فمنظرها كان ملفتًا!!
- الحمد لله على كل حال، يا رب؛
-وش فيك؟
وبلا شعور حدثتها بخبرها وكأنها فتحت باباً فاندفعت دموعها كمياه سدٍّ تفجَّر من شدة الضغط، احتضنتها وأخذت تبكي معها، فالتصقت بها شعرت بأنها وجدت ما
كانت تفتقده؛ إنسان يشاركها الخوف والألم ولو تفاعلياً.. وبعدما هدأتها قليلاً وزرعت فيها فألاً، عرضت عليها أن توصلها مع زوجها للمستشفى الذي ذكره الرجل. وافقت على الفور وبلا تفكير، فاتصلت تلك المرأة على زوجها، وأخبرته بخبر ندى، فوافق وواعدها في مكان معين، أخذت بيد ندى وهي متشبثة بها، ومنذ ركوبها معهم وهي في عالم آخر،
تصورت سامي مسجى أمامها، هل ستستطيع تحمل منظر كهذا. سامي الذي كادت تفقد عقلها عندما شعرت بأنها ستفارقه وهو حيّ هل ستتحمل أن تفارقه ما بقيت؟ كيف تفقده بعد أن نهلت من معين وده ولامست روحها روحه وامتزجت بها؟
كيف لروحين مزجتا معاً أن تفترقا؟!!
وقفت ذاهلة عند هذا.. والله ما بقي للحياة بعدك معنى يا سامي..
تذكرت أنها مع غرباء لا تعرف حتى أسماءهم، خشيت أن تسقط معهم حين شعرت بدوار وغثيان، فعادت للذكر وكلما هجم عليها ناعي للقلب يذكرها بحبيبها طردته بالذكر، وفجأة خطر ببالها موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا رباه كيف تحملت قلوب أصحابه فراقه؟!!
فحبي له أعظم من حبي لسامي، فكيف بحب أصحابه له؟
عادت إليها سكينتها، تذكرت أباها وتذكرت أن جوالها منخفض تنبيهه فأخرجته ووجدت عدة اتصالات من والدها ورسائل، أرسلت له ما جرى لها وأنها في طريقها للمستشفى مع امرأة وزوجها، فاتصل بها:
وبصوت منخفض واهٍ ردّت:
- نعم..
- ندى بشريني يا ابنتي أشغلتني عليك؟
- الحمد لله،
- أكثري من ذكر ربك، ولا تدخلي المستشفى حتى آتي، أنا لم أجد حجزًا قريبًا فأتيت بسيارتي. بعد حوالي ساعة ونصف سأكون عندك إن شاء الله، أكثري من ذكر ربك. وسامي أبشرك طيب اتصلت على المستشفى وأخبروني عن حالته هو وزوجته!
أهم شيء قوي نفسك بالذكر ولا تدخلي بدون محرم..
وطلب منها أن يحادث الرجل الذي معها.. مدّت يدها للمرأة وحركتها فالتفتت لها فأشارت لها بأن هناك من يريد محادثة زوجها؛ فأخذته وقالت لزوجها:
يبدو أن رجلاً يريد أن يكلمك..
أخذ زوجها الهاتف:
- ألو..
وعليكم السلام و رحمة الله، لا عليك نحن أخوة،
إن شاء الله.. آمين.. آمين، ربك لطيف يا رجل، والحمد لله على كل حال، أعانكم الله، أعانكم الله، سأكون هناك، لا لا هذا واجب يا رجل..
وإياك.. في رعاية الله،
هذا كل ما سمعته من حديث الرجل مع والدها! حاولت أن تستشف منه الحقيقة لكنها كانت مجرد طلاسم لم يتضح منها شيء..
وصلوا للمستشفى، فأدخلها الرجل وزوجته استراحة للنساء بعد أن اشترى لهما شيئاً يأكلانه، فقالت للمرأة التي معها: أنا صائمة.. وطلبت منها أن تطلب من زوجها أن يذهب ويسأل عما جرى بعد أن أعطتها اسمه كاملاً!
مضت ساعة كاملة وزوج المرأة لم يعد، فأيقنت بأن ما ظنته قد وقع! وأن سامي قد أصابه ما تخشى،
فأخذت تتذكر آخر لحظاتها معه، تذكرت وداعه لها.. ابتسامته التي كانت تلبسها السرور إذا أشرق بها وجهه!
آخر كلمة سمعتها منه كانت: أستودعك ربي يا روح أنسي!
فقد ودّعت هي أنسها ودنياها معه يوم ودّع!!
- ندى اذكري الله يا أخية.. خير إن شاء الله..
- ومن لنا غير الله..
اتصلت بوالدها، فقال: أنا عند بوابة المستشفى، سآتي إليك الآن..
دقائق مرّت ولم يأت، اتصلت فوجدت جواله مغلقاً، فزاد توترها و خصوصاً بعد أن أخبرتها رفيقتها بأن زوجها مع والدها، فسقطت بحجر المرأة مغشيًّا عليها..

• • •

~٩~

تفاجأت المرأة المسكينة مما حصل لندى التي سقطت وكأنها ميتة، و دبَّ الرعب في قلبها فاتصلت بزوجها وأخبرته بما حصل، فلم تمض دقائق حتى أتى مع والدها وممرضتين وإذا بطبيب يركض خلفهم، نقلت فوراً على سرير لقسم الطوارئ وأصرت المرأة أن تبقى معها، اجتمع عليها مجموعة من الأطباء وطمأنوا والدها بأنه هبوط في الضغط وإجهاد، وتحتاج للراحة وبعض المحاليل الطبية،
ذهب الرجل وزوجته، وبقي والد ندى، وأتى أخو سامي الذي اتصل به والد ندى وأخبره، كان سامي في غرفة العناية المركزة به كسور في رأسه وأضلاعه، وغائب عن الوعي تماماً، أما زوجته أسماء فكانت بحالة طيبة عدا بعض الرضوض البسيطة، وكسر بسيط بالحوض،
زار والد ندى أسماء في غرفتها، كانت جد متأثرة مما جرى وتظن سامي قد مات، إلا أنهم أخبروها بأنه لا يزال حياً في غيبوبته؛
طرق الباب:
-السلام عليكم.
-وعليكم السلام..
- كيف حالك يا ابنتي؟ بشرينا عنك؟
- الحمد لله..
- أبشرك سامي بخير إن شاء الله، أسأل الله أن يمنّ عليه بعاجل شفائه..
- آمين، الله يقبل منك..
- أنا والد ندى..
- حياك الله..
رقَّ لها إذ لم يسأل أحد عنها، فلو كان لها أهل لما تأخروا عنها، تذكر ما ذكرته ندى عن حالها مع عمها، وكان يظن بأن هناك نوع مبالغة، فهل يعقل أن تموت القلوب لهذه الدرجة عند بعض الناس؟
هل يعقل أن يساء ليتيم غريب لهذه الدرجة، حتى يساء ليتيمة ضعيفة ذات قربى ورحم؟
لكنها القلوب حين تموت بالبعد عن مبادئ الحق والعدالة والرحمة وتصبح أقسى من الجبال،
وعاد لندى التي جاورت رفيقيها في غرفة أخرى إثر الصدمة مما حدث،
وجدها قد أفاقت، وبمجرد ما رأته أخذت تبكي، هوّن عليها الأمر وأكدَّ لها أن سامي لا يزال حياً يرزق، ولكنه لم يفق بعد! بعد ساعات خرجت ندى بعد أن تحسنت قليلاً من الدوخة والإعياء الذي انتابها، وذهبت لترى سامي وقلبها كله شوق لرؤيته، لكنها ومن خلف ذلك الباب الزجاجي رأت جسداً لا تعرفه لولا تأكيد والدها بأنه سامي، وقد أحاطت به الأجهزة من كل مكان.. انتابها شعور عظيم بالرحمة ملأ كل جوارحها حتى إنها لتشعر بأنه كطفل صغير يصرخ، يستجدي حضن الأم ليحتويه ويحميه مما يؤذيه ويؤمنه مما يخاف!
تمنت أنها لم تره بهذا الشكل، لكن حين تذكرت أنه كان في ذهنها ميّتاً حمدت الله وأثنت عليه وشكرته على نعمائه، وألطافه بعد أحكامه في أقداره..
عرَّجت على أسماء لتزورها بعد أن دلها والدها على غرفتها..
-السلام عليكم ورحمة الله..
- وعليكم السلام ورحمة الله..
-حمداً لله على سلامتك يا أخية..
- الحمد لله.. من أنت؟
- أنا ندى!
- حياك الله..
- طمئنيني.. كيف حالك أخية؟
- الحمد لله
جلست بجوارها وأخذت تسألها عما جرى وتفاصيل الحادث، كان يبدو على ندى التأثر الشديد، وزفرات صدرها تخرج مع كل زفير وشهيق، مما هوَّن على أسماء مصابها،
وبقيت معها في غرفتها كمرافقة يومين كاملين، تسترق النظرات ثلاث مرات في اليوم لسامي الذي يتجاذب أنفاسه بين الحياة والموت!
في اليوم الثالث أتى أمر بنقله بالإخلاء الطبي للمستشفى التخصصي بناء على طلب من والد ندى!
وتم إخراج أسماء مع ندى ووالدها في نفس الطائرة، وذهبت معهما للبيت، حيث تولت ندى رعايتها حتى تماثلت للشفاء، في تلك الأثناء كانت ندى تزور سامي يومياً وهو على حاله، وفي إحدى زياراتها له سقطت من الإعياء مع والدها مما دعاه لإدخالها للكشف لكنها رفضت ذلك بحجة أنها قليلة الطعام فملازمة الدوخة لها أمر طبيعي!
وحين صعدوا لسامي وجدوا البشارة بانتباهه من غيبوبته، دخلا عليه وسلم والدها وهي ساكتة، لم يرد السلام، تكلم والدها وسأل الطبيب: سامي، أتعرف من هذا؟ لم يصدر منه أي رد فعل يدل على أنه عرفهم، اندفعت ندى نحوه تفرغ ما بقلبها لكن والدها جذبها خشية أن تسقط عليه فتؤذيه أو تتأذى.. وبقي على هذا الحال أياماً وهو لا يبدو عليه أنه يعرف من حوله، كان يحرك عينيه فيهم لكن لا يتحدث وربما لا يسمع، كانت ندى تحضر عنده يومياً تقرأ عليه القرآن وتخرج مع والدها، استقرت حالته قليلاً، وخرج من العناية الفائقة لغرفة أخرى، لكنه لا زال تحت الملاحظة الدقيقة، فسمح لها الوضع أن تبقى معه ساعات، كانت تقرأ القرآن فترى عينيه تدمع، إذن هو يسمع، استمرت في القراءة عليه شهرًا كاملاً وهي تقضي عنده نصف النهار، وأصبحت تشاركها أسماء العناية به أحياناً بعد أن تحسنت حالتها مع كونها لا زالت تعاني من عرج بسيط أثناء مشيها!
أزالوا عنه كل الأجهزة ومع ذلك لازمه صمته..
وفي يوم من الأيام كانت عنده في الغرفة فسمعته ينادي لم تصدق أذنها كان يطلب ماءً، جرت وناولته الماء وهي تبتسم وتبكي في الوقت ذاته.. كان يسألها أين أنا؟
- سامي تعرفني؟
- ندى
- الحمد لله، الحمد لله
سألها أين هو فأخبرته لم يستطع أن يتذكر ما جرى!
قالت له: إن أسماء بخير وهي تأتي معي هنا أحياناً لتطمئن عليك..
لم تكد تسعها الدنيا فرحة بعودة سامي لوعيه الكامل، اتصلت بوالدها أخبرته وأخبرت أسماء ووالدتها، وبعد ساعات كان الجميع حول سامي في المستشفى مستبشرين بما حصل!
شعرت بعظم المنة وجزالة الكرم فأخذت على نفسها أن تصوم يوماً وتفطر يوماً شكراً لله على فضله عليها وكرمه، فهي تحمل في أحشائها بذرة لحبهما هي وسامي خشيت أن يقاسي مرارة اليتم فتحمل همه مع ألم فقد حبيب كتب الله لها أن تغرق في حبه وسط مآسٍ لا تنتهي لوحة منها منذ عرفته إلا ويبدأ رسم أخرى!
لم يكن أحد يعلم بحملها فقد كتمته عن الجميع لكي لا تدخل دائرة شفقة أهلها مرة أخرى والتي تحاول أن تتخلص منها منذ زمن!
بقي سامي خمسة عشر يوماً في المستشفى ثم خرج، وبقي فترة نقاهة مثلها في بيت أهل ندى، حتى شعر بالتحسن الكامل، كانت ندى تلحظ أن أسماء لم تعد كما كانت قبل خروجه أصبحت تتضجر ويكسوها الحزن وكثيرة الانعزال، فآثرت أن تبقي حملها سراً حتى لا تزيدها أسىً..
قدم أخو سامي ليأخذ سامي وزوجتيه للمدينة فطلبت ندى من سامي أن تبقى عند أهلها أياماً، ثم تلحق به أو يأتي هو لأخذها عندما يتعافى تماماً، لكنه رفض وأصر على أن ترافقه!
وأطاعته..

وليتها لم تفعل

• • •




توقيع Nostalgia


وسط انشغالنا بالحاضر....تطرقنا أحيانا لحظات....نحن فيها لعبق الماضي