منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( مشاكل وحلول متجدد كل يوووم )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 55  ]
قديم 03-23-2006, 02:13 PM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
خلطة قلق واكتئاب ووسوسة ؟!.. ربما

المشكلة

أنا طالب جامعي في السنة الثالثة، تجول دائما في بالي أفكار خواطر كثيرة لا أدري إن كنت صائبا فيما أفكر به أو لا، ويسود المزاج العام عندي تشاؤم وخوف من المستقبل وسأبدأ بتفصيل ذلك.

أشعر دائما بخوف من المستقبل وعدم الاطمئنان لما هو قادم، فمثلا حينما أنوي القيام بعمل ما في المستقبل، وأشعر بأنني سأكون سعيدا حينما أنجز هذا العمل، في هذه اللحظات أشعر بقدر من السرور، ولكن سرعان ما تزول هذه الفرحة ويحل مكانها التشاؤم والنكد، وقد تسألون كيف يحدث ذلك، يخطر ببالي إن الأمور لن تبقى على حالها، فمثلا أتخيل بأن في الفترة القادمة سأكون مصابا بمرض معين ينغص هذه الفرحة والسعادة أثناء القيام بهذا العمل أو شيء يمكن أن يحقق لي السعادة.

مثل هذه التخيلات وغيرها تجعلني أن أحس بأنني لست إنسانا سعيدا في هذه الدنيا، بل جعلتني لأن أستطرد بأن سنة الحياة هي الشقاء والتعاسة، وأن هذه الدنيا ليس فيها إلا المصائب والهموم والمشاكل، وأن ليس هناك سعادة حقيقية في الدنيا، بل السعادة في الدنيا هي خرافة أو أسطورة تتمثل أمام الناس بأنها واقع وحقيقة، وأن السعادة هي سراب يلحق به الناس ولا يمكن بلوغه، فبعضهم يحاول الوصول إلى السعادة عن طريق جمع الأموال أول التحصيل العلمي وغيرها، وكلها كما أعتقد أوهام، فلا يمكن تحقيق سعادة بجمع مال، أو بزواج، أو بتحصيل علمي.

وذلك كما أعتقد أو حسب فهمي الشخصي لهذه الدنيا أنه حينما تصل إلى هدفك المنشود الذي تعتقد بأن سعادتك في هذه الدنيا تتخفى وراءه لا بد من ظهور شيء ما ينفص الفرح والسرور والاطمئنان الذي كنت تلهث وراءه لدى الوصول إلى هدفك. مثل هذه الأفكار لا تجعلني أعيش الدنيا كما تجري على حالها في الوقت الذي أعيش فيه، بل أعيش الحاضر ممزوجا بالمستقبل القادم المخيف والمليء بالمشاكل والأحزان والهموم.

وهذه الأفكار بدورها قتلت روح الطموح والأمل في نفسي بعدما كانت تعج بالأمل والطموح، وأشعر بأنني كما يقال قلبي أصفر أو ذبل، إنني لست أتمتع بروح الشباب الذي يفتح قلبه لدنيا. وفيما يلي بعض الأفكار والهواجس التي تؤرقني وتسلب سعادتي إن كان هناك ما يسمى سعادة:-
لدي رهاب شديد من الإصابة بالمرض مستقبلا، وأكثر الأمراض التي أرهبها هي الأمراض الجلدية أجلكم الله منها، فأنا على سبيل المثال لا أخاف من الموت أو أي مرض قاتل مثل السرطان أو الإيدز عافاكم الله بقدر خوفي من الأمراض الجلدية، فمثلا حينما أسمع أو أرى أن فلان مصاب بمرض جلدي، أشعر بخوف ونكد شديدين، بل أبدأ بالتفكير بأني سوف أكون مستقبلا مصابا بهذا المرض، وهذا أكثر الأشياء التي تعزز النضرة التشاؤمية للمستقبل، فمثلا حينما أفكر في اليوم الذي أتخرج به من الجامعة، كم ستكون سعادتي في ذلك اليوم، ولكن سرعان ما تزول هذه الفرحة لدى حضور الهواجس التي تخبرني بأني سوف أكون مصابا بهذا المرض أو ذاك.

ونتيجة لخوفي الشديد من مثل هذه الأمراض، أشعر بأنني أعيش المرض وأنني مصاب به، علما بأني لست مصابًا به فعليًّا.

لأشعر أن هناك إنسانا سعيدًا في الدنيا، فمثلا حينما أرى إنسانًا ميسور الحال ماديا، ويعمل، ولا شيء ينقصه، تخطر في بالي الكثير من الأسئلة حول هذا الوضع؛ هل هذا إنسان سعيد؟ إن كان سعيدًا فهل تستمر فرحته؟ ربما يمرض مرضًا خطيرًا فتزول السعادة التي يشعر بها، أو بفقد أحد أقربائه أو كذا أو كذا وغيرها من الأسئلة التشاؤمية.

إن ما يعزز مثل هذه الأفكار في مخيلتي هو أن ليس هناك كمال في الدنيا، فإذا كنت سعيدا ببعض الأمور في الدنيا، تكون هناك أمور أخرى تسلب منك هذه الفرحة والسعادة.

أسمع كثيرا بشيء اسمه الراحة النفسية، هل هناك شيء اسمه الراحة النفسية أو الطمأنينة بالرغم من الظروف التي يمر بها الإنسان في حياته، هل هذا يتعارض مع الآية الكريمة التي تقول إن الإنسان خلق في كبد. إن كان هناك راحة نفسية فكيف هي طريقة الوصول إليها، كيف هي الطريقة التي تجعلك ألا تفكر كثيرا بالمستقبل وعدم الخوف منه.

وأخيرا هذه مجمل الأفكار التي تجول في خاطري، وهناك سؤالا أخيرا؛ هل عن طريق تعزيز الإيمان بالله وقراءة القرآن يمكن للمسلم أن يتخلص من الكثير من المشاكل التي يواجهها في حياته؟ هل مثل هذه الأفكار تدل على ضعف إيمان صاحبها بالله تعالى، أنا أصلي وأقرأ القرآن وملتزم والحمد لله، ولكن كيف هي الطريقة المثلى لأن أتوكل على الله في كل أموري، وألا تشعر بأن ليس هناك هم طالما أن الله يقف بجانبك، صدقوني أنا أحس بأني أفتقر لمثل هذا الشيء.

وختاما.. أرجو من حضرات المستشارين الكرام أن يقفوا على كل كلمة وعبارة وردت في الرسالة وإبداء الرأي فيها للمساعدة في حل المشكلة التي أمر بها. وأنا أحيانا أفكر في زيارة طبيب الأمراض النفسية، ولكن حالتي المادية سيئة للغاية، وأنا طالب جامعي لدي الكثير من الالتزامات المادية، سيما كما هو معروف أن التداوي بالعيادات النفسية مكلف جدًّا، والأدوية التي توصف من قبل الأطباء مكلفة أيضا.

وبارك الله فيكم وجزاكم ألف خير..
ابنكم المعذب..

الحل



الابن العزيز أهلا وسهلا بك..
وألف سلامة لقلبك الشاب الذي تتهمه بالاصفرار والذبول، لا قدر الله، ليست الأمور طبعا بهذا الشكل والإنسان الذي خلقه الله عز وجل في كَبَدٍ حيث قال جل وعلا: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} (سورة البلد: 4)، لم يكن ذلك دافعا للهمود وتهذيب الطموح والشك في إمكانية وجود السعادة بل دعينا إلى العمل فقد قال أيضا سبحانه: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إلى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (سورة التوبة: 105)، وكذلك دُعينا إلى السير في الأرض والتدبر والتأمل فقال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أو آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (سورة الحـج: 46)، وأحسب قراءة القرآن متأنية واستلهام معانيه قدر إمكانك واقترابك من الله وتدينك يجعلك أقدر على مواجهة كثير من كروب الحياة واقرأ عن دور الإيمان في الوقاية من الأمراض النفسية الخفيفة .

وأما الطريقة التي تفكر فيها وتجتر أفكارا من أفكارٍ بشأنها فتذكرني ببيت شاعرنا المكتئب أبي العلاء المعري حين قال:

"تعبٌ كلها الحياة فما أعجب *** إلا من راغب في ازدياد"

فهذا تفكير اكتئابي لا بد أن تعالج نفسك منه، أضف لذلك أنك تفكر بطريقة الاجترار الوسواسي بينما سماتٌ من شخصيتك ربما تميل إلى مزيج من القلق والاكتئاب وهذا بوجه عام قد يكونُ سمات شخصية فعلا، وقد يكونُ تغيرا طرأ عليك ونستطيع اعتباره شكلا من أشكال خلطة القلق والاكتئاب أو ربما شكلا من أشكال عسر المزاج، وقد تكون الأفكار السلبية عن العادة والطموح والحياة والوصول إلى الأهداف، والتي تمثل منغصات محتوى مشاعرك وأفكارك من نوع الأفكار السلبية والقهرية.

ويبدو أن الفكرة تتسلط عليك غالبا لتخرجك من تخيلاتك أو أفكارك أو أحلام يقظتك الطيبة، وكذلك حين تنظر لغيرك فتراه سعيدًا أو ناجحًا، فأنت بدلا من أن تغبطه تتشاءم له! هذا إن كان ملحًا ومتكررًا ومزعجًا لك لا تستطيع التخلص منه فإنه وسواس قهري.

كذلك فإن جزءًا من الميل للتشاؤم يبدو في طريقة تفكيرك وهو ما قد يرتبط بالاكتئاب أو بالوسوسة أو بسمات الشخصية القسرية .

يعني بصراحة شديدة أنت وفي ضوء الانشغال الوسواسي بالمرض الجلدي، وهو شكل من أشكال وسواس المرض، وفي حالتك قد يكونُ مرتبطا بالميل إلى التشاؤم، أيضا وكلها سماتٌ من سمات الموسوسين قد تكونُ عارضة في حياتك وما دامت معيقة لك فلابد من طلب العلاج منها لدى طبيب نفسي، ويمكنك أن تبحث عن طبيب يستطيع تقديم العلاج المعرفي والسلوكي اللازمين لعلاجك، ويختار أيضا عقَّارًا علاجيًّا رخيصًا من مجموعة الماسا إذا اقتضى الأمر.

ولكن تذكر أننا نهينا عن الطيرة والتشاؤم، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطيرة شرك، وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل)) أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك))، قالوا: يا رسول الله، ما كفارة ذلك؟ قال: ((أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك))أخرجه أحمد والطبراني وصححه الألباني.

الانطباع الأقوى لدي يا بني هو أن لديك نزوعا للوسوسة، ومزيجا من القلق والاكتئاب، وأخشى أن يؤثر ذلك على دراستك كما أتوقع أنك قرأت، وعرفت كيف يحدث ذلك من خلال ما أحلتك إليه من روابط أتمنى أن تقرأ أيضا ما بداخلها من روابط، ولكن المهم هو أن العلاج من ذلك ممكن بفضل الله والشفاء نعمة منه يمنحها لمن يشاء، فاكبح جماح مخاوفك واطلب العلاج وعلى الله الشفاء، وتابعني بأخبارك .




توقيع اسير الصحراء
((( لمحبي الأناشيد الأسلامية أتمنى دخولكم متجدد )))