11. استعن بالله ولا تعجز . (الاتصال الدائم بالله جل وعلا) .
إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهادُه
لا تظن مهما بلغت خطتك من الإحكام أنك قادر على تنفيذها دون مدد الله تعالى لك . فلا يكون في ملك الله إلا ما يريد .
وهذه القاعدة تفيدك في أمرين :
الأول : أنها أساس تحقق المراد . لأنه لا مدد إلا من الله جل وعلا .
الثاني : إذا لم يتحقق لك مرادك فلن تحبط .. وإنما ستعلم أن هذا مراد الله عز وجل لك ، ولا يريد الله تعالى لعبده المؤمن بعد استخارته له إلا ما هو الخير .
فإذا تحقق أمرك نلت مرادك .. وإذا لم يتحقق لم تسقط في هوة الإحباط والمرض النفسي ، والتسخط على قضاء الله جل وعلا وقدره .
والاستعانة بالله تعالى مدارها على الشعور بالافتقار إليه ، وأن كل فعل يصدر عن العبد إنما هو مستمَدٌّ من كرم الله جل وعلا " يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد " .
والاستعانة بالله تعالى تكون بالإلحاح في دعائه وإظهار الفقر بين يديه جل وعلا .
قاعدة : استمد طاقتك من الله يكن عملك كله عبادة ، ويرفع الله ضعفك ليمنحك قوته جل وعلا .
المحاور التي ينبغي أن يحتوي عليها جدولك للتغيير !
لكي تكون فكرتك في التغيير متكاملة ، فينبغي أن تحتوي على كل أبعاد شخصيتك (الروحية ، والعقلية ، والانفعالية ، والسلوكية) .
وكل مستوى من هذه المستويات له قوة خاصة به ، وإذا كان جدولك محتوياً عليها جميعاً فستتضافر كل قوى الشخصية لتحقيق الهدف .
المحور الروحي:
ومدارُهُ على تقوية الشعور بالافتقار إلى الله تعالى ، والسعي إلى القرب منه ، ومعرفته بأسمائه وصفاته ، ومعرفة عجز العبد إزاء قدرته .
المحور العقلي :
ومدارُهُ على اكتساب المنهج العلمي في التفكير ، والتخلص من الأفكار الخاطئة السلبية واكتساب الأفكار الصحيحة الإيجابية .
المحور الانفعالي :
ومدارُهُ على ضبط النفس عند : الغضب ، والحزن ، والفرح ، والخوف . وهذه الصفات أساس الاضطرابات النفسية بصورة عامة (كما يرى بيك في علاجة المعرفي الانفعالي) .
المحور الجسمي :
ومدارُهُ على التوازن في الغذاء للحصول على جسمٍ يقوى على القيام بالواجبات ، ويتلذذ بمتع الحياة ، دون إفراط ولا تفريط . فاغتنم رمضان في تغيير عاداتك الغذائية والبداية ببرنامج يوازن تناولك للطعام مع حاجتك إليه.
المحور العملي :
ومدارُهُ على : القيام بالواجبات المنوطة بك في وظيفتك ، والسعي إلى الارتقاء فيها ، والبحث عن العمل الأكثر ملاءمة لطاقاتك وقدراتك .
ستعجب إذا قلت لك : لكي تحافظ على التغيير الذي أحدثته .. فلابد أن تستمر في مزيد من التغيير .
المسلم المهتدي يسأله الله تعالى في كل ركعة من صلاته أن يهتدي " اهدنا الصراط المستقيم " ، وهذا يعني أن : تثبيت الهداية .. بمزيد من الهداية .
وكل مستوى تصل إليه بتوفيق الله تعالى ، فالحفاظ عليه بالارتقاء إلى مستوى أعلى منه .. وقد قال جل وعلا " لتركبن طبقاً عن طبق " .
وتذكر قول عمر بن العزيز رضي الله عنه لوزيره رجاء بن حيوة : إن لي نفساً تواقة ، تاقت إلى فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها ، وتاقت إلى الإمارة فوليتها (وكان والياً على المدينة) وتاقت إلى الخلافة فوليتها ، والآن تتوق إلى الجنة " .
ثم : استخدم ما وصلت إليه في طاعة الله ، فإن شكر النعمة أن لا تعصي الله تعالى بها . وقد قال جل وعلا " لئن شكرتم لأزيدنكم ، ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " .
انتهى .
اتمنى لكم الفائده واعتذر على الاطاله