فارق الطول هل يؤثر في الزواج؟
المشكلة
مشكلتي قد تكون بسيطة وتافهة في نظر البعض، ولكنها تأخذ معظم تفكيري في الفترة الحالية.
بعد فترة بحث طويلة عن الفتاة المناسبة للزواج، تعرفت على فتاة فيها معظم الصفات التي أتمناها، وحدث بيننا تفاهم وارتياح نفسي. المشكلة الوحيدة هي فارق الطول بيننا؛ فأنا 190سم وهي 155سم، وهو فارق كبير ومؤثر من حيث الشكل عندما نسير سويا، كما أنه سيجلب لنا العديد من التعليقات والسخرية، وهي ما يتفنن فيها أفراد الأسرة، وبصراحة لا أدري كيف أتخذ القرار.
فهل فارق الطول سبب كاف لعدم إتمام الموضوع، وهل هناك تأثير لهذا الفارق على الحياة الزوجية والجنسية؟ ولكم جزيل الشكر
الحل
ليس لفارق الطول أي تأثير على الحياة الزوجية والجنسية، هذه نقطة مبدئية ننطلق منها لمناقشة مشكلتك؛ وهي أن الفتاة التي وقع عليها اختيارك والتي ترى أن بها كل المواصفات التي تطلبها في شريكة حياتك، بالإضافة إلى الارتياح والتفاهم المتبادل، أطول منك بـ 35 سم تقريبا، وترى أن هذا الأمر سيجلب التعليق والسخرية من أفراد الأسرة.
ونحن نرى أن الشاب الذي يجد فتاة يرتاح إليها ويتفاهم معها، والتي بها كل الصفات التي كان يطلبها لتكون المشكلة هي فارق الطول تحت دعوى التعليق والسخرية من الأسرة يجب أن يسأل نفسه: وما العيب أن يكون قصيرا؟ وما العيب أن تكون طويلة؟ وما ذنبهما في قصرهم أو طولهم؟
وهل يستحق هؤلاء المخالفون لتوجيه الله -عز وجل- بألا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن؟ هل يستحق هؤلاء أي التفاف أو اهتمام لسخريتهم بحيث نضعهم في الاعتبار ونحن نتخذ قرارنا؟
إن الوصول إلى الفتاة المناسبة في صفاتها والتي نرتاح لها ونتفاهم معها لهو أمر شاق، يصبح النظر معه لاختلاف الطول أمرا لا يستحق الوقوف أمامه. إن اختلاف الطباع والأخلاق هو الذي يقلقنا ويجعلنا نعيد التفكير، ويجب أن تكون مقتنعا بذلك وراضيا، وألا تضع هذا الأمر أمامك وتتخيل كل الناس ينظرون إليك ويسخرون، فهذا ينغص حياتك.
أعد حساباتك، واتخذ قرارك بنفسك، ولكن تذكر أن هذا ليس سببا لعدم إتمام الزواج، ولكن القرار الأخير لك؛ بمعنى أنك لو شعرت بينك وبين نفسك أنك لن تستطيع تحمل ذلك فهذا أمر يخصك وحدك ولا يؤاخذك فيه أو يلومك عليه أحد؛ فهذه طاقة نفسية تختلف من فرد إلى فرد؛ فما تتحمله أنت قد لا يتحمله غيرك، وما يتحمله غيرك قد لا تتحمله أنت.
إننا نوضح الموقف ونجليه لك، ولكن في النهاية يجب أن تعرف نفسك وتعرف ما يريحها حتى تستطيع الوصول إلى قرارك الذي لا يستطيع أحد أن يشاركك فيه؛ لأنه لا يعرف نفسك إلا أنت.