منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( مشاكل وحلول متجدد كل يوووم )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 03-11-2006, 03:48 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
من اغتصاب أليم إلى اكتئاب جسيم

المشكلة

لقد كنت دائما من متابعي موقعكم الرائع من بداية إنشائه حتى يومي هذا. وصفحة "مشاكل وحلول" تابعتها لفترات طويلة، كنت لا أترك مشكلة إلا وأطلع عليها وعلى حلكم لها، ولكن بعد فترة من الزمن بدأت أشعر أن هذه المشكلات تقلب عليّ المواجع وتثير في نفسي الشجون، فلقد فارق جفني النوم وأنا أفكر في المشاكل وحلولها وأصحابها، ثم فارقت هذه الصفحة، وقد مر وقت طويل جدا -ربما ثلاث سنوات- منذ آخر مرة دخلت فيها إلى صفحة "مشاكل وحلول".

وقبل أيام، يشاء الله -سبحانه وتعالى- أن أدخل إلى صفحة "مشاكل وحلول" من جديد، ويشاء سبحانه أن تكون المشكلة التي بعنوان ( للاغتصاب حكم خاص! ) من أولى المشكلات في الصفحة، لا أدري لعل الله أراد بي خيرا فأرشدني إليكم.

قرأت مشكلة أختي الحبيبة للاغتصاب حكم خاص! عدة مرات، ولكم حزنت لها، ولكم دعوت لها، ولكم أثارت في نفسي من الآلام والأحزان ما الله به عليم، فلا أحد يشعر بهذا الألم إلا من عاشه لحظة بلحظة، حينما تتكسر جميع الأحلام على صخرة الواقع المؤلم، وحينما يكون الحل الوحيد هو الصبر وانتظار الموت.

شجعتني هذه المشكلة على أن أفتح قلبي لكم، ولكن يبقى في قلبي خوف وقلق من أن لا تصدقوا روايتي، أو أن تحملوني الخطأ كاملاً، أو ربما لأنني يائسة من وجود الحل. على كل حال فمشكلتي متشعبة نوعا ما، بمعنى آخر هي عدة مشاكل في شخص واحد.

بداية: كانت طفولتي مستقرة وهادئة، فأنا البنت الكبرى ولدي إخوة أصغر مني. نشأت في منزل محافظ جدا، كان والدي موظفا في دولة خليجية، لم يكن لدينا أقارب في ذلك البلد، ولم يكن لدينا تلفاز ولا حتى معارف، كانت حياتنا منغلقة نوعا ما، وحتى المدارس التي كنا ندرس فيها كانت مدارس إسلامية بمنهجيتها ومناهجها، ثم انتقلنا للحياة في دولة أخرى، من مجتمع مغلق إلى مجتمع أكثر انغلاقا، ومع انتقالنا إلى هنا انتقل معنا شخص مجرم، هذا الشخص كان خالي (شقيق والدتي)، يكبرني بعدة سنوات، كنت آنذاك في الخامسة عشرة من عمري، كنت لا أزال طفلة في ذلك الوقت، بتفكيري ورؤيتي للعالم، حتى إنني لم أبلغ إلا بعدها بعام تقريبا.

جاء هذا الشخص -واعذروني لأنني لا أريد أن أسميه خالي- إلى منزلنا ليعيش معنا من بلدنا الأصلي حيث الظروف صعبة جدا هناك كما تعلمون، جاء وهو يحمل في قلبه الكثير من الحقد والكره لوالدتي ولوالدي وهم أصحاب الفضل عليه، كان يقول لي عن والدتي: إنها كانت ترسل له صدقاتها وزكاة أموالها، وأنها كنت ترسل له ملابس إخوتي المستعملة كي يلبسها هو. وصدقا والدتي لم تقصر في حياتها أبدا معه ومع أهلها؛ بل كانت تحول كل ما يقع تحت يدها من أموال إليهم، وكان ترسل لهم كل ما تقدر عليه، لكن ربما كان يتخيل بنفسه المريضة أننا نعيش على بئر بترول في الخليج. وكان يكره والدي لأنه أفضل منه علميا واجتماعيا، وكذلك لأن والدي كان يتقبل وجوده في منزلنا على مضض، فهو شاب صايع -عذرا على هذه الكلمة- لم يكمل دراسته ولا يريد أن يعمل، ويدخن السجائر ويشرب الخمر وغيرها الكثير.

صادف في بداية وجود هذا الشخص في بيتنا أننا كنا نبقى أنا وهو في المنزل بمفردنا خلال الفترة الصباحية، فوالدي ووالدتي في عملهما، وإخوتي في النشاط الصيفي، أتذكر تلك اللحظات وكأنها تحدث الآن، كنت نائمة وآمنة في غرفتي وعلى سريري، لم أشعر به إلا وهو يسحب الغطاء من فوقي، فوجئت به ولا أدري ماذا يريد، جردني من ثيابي وأنا لم أفعل أي شيء، كنت خائفة وأرتجف، لم أستطع حتى أن أتفوه بأي كلمة، لم أصرخ.. لم أفعل شيئا أبدا، لم أمنعه، لا أتذكر أنني بكيت حتى، سلبني حياتي وشرفي وعذريتي وأنا لم أفعل شيئا أبدا، لا أذكر حتى أنني تألمت، وكأنني كنت ميتة في تلك اللحظات.. لا أدري لماذا لم أفعل شيئا؟ لماذا لم أمنعه؟ لماذا لم أصرخ؟ لا أدري.. كل شيء تجمد، حتى الدموع لم تنزل، حتى إنني لا أدري إن كان قد نزل الدم مني أم لا!.

تركني في هذه الحالة وخرج من غرفتي، ثم عاد إلي بعد فترة من الزمن وبدأ يضربني ويسكب علي الماء، لم أكن فاقدة للوعي كنت أسمعه وأراه، ولكن لم يكن باستطاعتي أن أتحرك ولا أن أفعل أي شيء، ولكن بعد أن ضربني وسكب علي الماء بدأت أبكي، ساعدني في لبس ثيابي وهددني بألا أخبر أحدا عما حدث، وتركني على فراشي في غرفتي، لم أخبر أحدا بما حدث، بقيت طريحة الفراش لفترة وأهلي كانوا يظنون أني مريضة، وقد أغمي عليّ في هذه الفترة عدة مرات، وكان والدي يحملني إلى المستشفى فيكشف علي الأطباء ويعملون لي التحاليل والفحوصات وفي النهاية يقولون: ليس فيها شيء، عندها حالة نفسية. وكان والدي الحبيب يجلس بجانبي ويسألني ما بي، وهل هناك ما يضايقني، وكنت أقول له: لا شيء.

لم أخبر أحدا، وهو لم أره لفترة ربما أسبوعين أو ثلاثة، لا أدري أين كان، ثم عاد بعدها ليكرر فعلته، فقد كنت صيدا سهلا جدا، كان يقول لي: إنني لو أخبرت أحدا فسيتهمني هو علنا بأنني على علاقة بأي شاب آخر، وأنه على استعداد أن يزوِّر لي صورا مع هذا الشاب؛ بل إنه على استعداد أن يحضر أحد أصدقائه ليقول إنني على علاقة معه، وإني حتى لو اتهمته فلا دليل لدي، وإنني لن أستطيع أن أثبت عليه أي شيء، وإن أهلي سيقتلونني لأنني المتهمة. ولشدة سذاجتي وغبائي كنت أرتجف خوفا منه وأصدق تهديداته وأفعل كل ما يريد، كنت أتوسل إليه أن يتركني، كان يطلب مني أن أقبل قدميه كي يتركني، وكنت أفعل فيركلني ويضحك علي ثم يتركني ليعود بعد أيام.

كان سعيدا بأنه ينتقم من أهلي الذين لم يفعلوا معه إلا كل خير، كان كلما طلبت منه والدتي التخفيف من السهر والنوم طول النهار، أو إذا ألحت عليه أن يبحث عن عمل أو إذا طلبت منه عدم التدخين داخل المنزل، كان ينتقم مني ويقول: أتمنى لو أرى وجه أمك وهي تراك بهذا الحال.

بقيت على هذا الحال سنتين، سنتان كاملتان وأنا مستسلمة لأفعاله، أهلي كانوا يحسون بشيء غريب بيننا ولكن لم يعرفوا ما هو، انخفض مستواي الدراسي من الامتياز إلى الرسوب في بعض المواد، وأنهيت دراستي الثانوية بدرجات منخفضة على الحافة فلم تقبلني أي جامعة، إلا جامعة خاصة كانت مفتتحة حديثا. بعد دخولي للجامعة بدأت أنضج وبدأت أسأم من هذا الوضع السيئ، فبدأت أقاوم وأرفض بشدة، وبدأت أهدده وأقول له: "أعلى ما في خيلك اركبه"، هي موتة ولا أكثر.

لكن في تلك الفترة رفع قضية على والدي؛ حيث إن والدي المسكين طيب القلب، وكان قد افتتح محلا تجاريا ووضع إقامة لهذا الوغد على المحل التجاري كموظف في المحل، وهو لم يكن يعمل في المحل ولكن لكي يكون وضعه القانوني صحيحا في البلد، فرفع قضية عند المحامي على والدي بأن لديه عقد عمل عند والدي منذ سنة ونصف وأنه لم يستلم أي راتب من والدي، ولكنه لم يقدم الأوراق للمحكمة بل احتفظ بها عنده لكي يهددني بها، فلو رفضت أن أفعل ما يريد أو لو أخبرت أحدا سيقدم الأوراق للمحكمة فيسجن والدي ويطلق والدتي ويسفرنا من البلد.

عانيت الكثير في السنة الثالثة، وتحملت ألوان الضرب والعذاب حتى إنه أطفأ سيجارته في جسدي ذات مرة، كان من الصعب جدا إخفاء كل هذا عن أهلي، وفي ذات مرة رأتني والدتي وأنا أبكي وأرتجف خوفا منه وهو جالس يضحك أمامي، فانهارت لرؤيتي بهذا المنظر فبدأت تصرخ عليه، فخرج من بيتنا وهو يضحك ويقول لأمي: بنتك عندك ما فيها شيء اشبعي بها. أمسكت بي أمي بعدها وهي منهارة تهزني وتقول لي: الآن تخبريني ماذا فعل بك، فأخبرتها بكل شيء، وأنا على يقين بأنها كانت تعرف أو شاكة أو تحس بالأمر على الأقل، بعدها بيوم أصيبت والدتي بذبحة صدرية وهي لم تكن تعاني من أي مرض مسبقا، وحتى الآن هي تعاني من اضطراب في ضربات القلب، أما والدي فهو لم يعرف أي شيء عن الموضوع وإنما عرف أن والدتي تشاجرت مع أخيها وطردته من المنزل وأصيبت بالذبحة بسبب هذا.

أما هو فقد رفع القضية على والدي، واضطر والدي بأن يدفع له مبلغا كبيرا من المال كي يتنازل عن القضية، ومن حينها ساءت العلاقة جدا بين والدي ووالدتي. هو لم ألتقِ به ولم يحاول حتى الاتصال بي أو بأهلي منذ ذلك الحين، فبعد خروجه من منزلنا بعدة أشهر تزوج بالمال الذي أخذه من والدي، وأنجب طفلة وهو ما زال يعيش في نفس البلدة من مرتب زوجته على حد قول بعض الأقارب.

أنا.. أين أنا من كل هذا؟ طوال تلك الفترة كنت أعيش محطمة ومكسورة. لا أحاول أن أمثل عليكم دور الضحية، أعترف بأنني أخطأت، أخطأت عندما سكت في البداية، وأخطأت عندما استسلمت. كنت أعرف جيدا أنني على خطأ ولكن لم أكن أعرف الصواب، كنت أتخبط في الحياة، سلبية جدا، استسلم له فيفعل بي ما يريد، ثم ألجأ إلى الله فأصلي وأدعو الله أن ينقذني دون أن أحرك ساكنا، كنت ساذجة جدا وغبية وحمقاء، كنت كالريشة في يده يحركني كيفما يشاء، كنت أخاف منه وهو وغد البعوضة لا تخاف منه.

بعد ذلك طلبت مني والدتي بألا أخبر أحدا عما حدث وخاصة والدي، لأنه سيموت لو علم بما حدث لي، ووعدتني بأنها ستحميني منه ومن غيره، وبأنني سأبقى معها إلى حيث تنتهي بنا الحياة.

بدأت نفسيتي تستقر، وبدأت أهتم بنفسي وبدراستي فلم يعد لي أمل في الحياة سوى الدراسة، حصلت على رخصة قيادة وتخرجت بعد عدة سنوات في الجامعة بشهادة بكالوريوس بمعدل امتياز مع مرتبة الشرف. وعملت فور تخرجي، وفي السنة الأولى اشتريت سيارة، وأنا الآن أعمل في وظيفة مرموقة جدا براتب عال وحوافز كثيرة، أحب عملي جدا وأبذل قصارى جهدي فيه، وأهلي يعتمدون على مرتبي، فأنا أدفع أقساط جامعة أختي وأقساط سلفة لوالدي، وأقساط مدرسة أختي الصغيرة، وأرسل المصروف لأخي الذي يدرس بالخارج، وأشارك أيضا بمصروف البيت حتى لا يبقى في حسابي ولا درهم عند نهاية الشهر، وهذه هي مشكلتي الثانية، فأنا أتخيل أنني سأكون في يوم من الأيام في الخمسين أو الستين من عمري عجوز محطمة أرهقتها هموم الحياة حزينة بائسة وحيدة، فرغم أنني أعمل منذ أربع سنوات وراتبي مرتفع ولكني لم أوفر شيئا لنفسي، حتى إنني لا أستطيع تغيير سيارتي أو حتى هاتفي الجوال.

قبل سنتين تعرفت على شاب عن طريق الإنترنت، أعجبت به جدا وأعجب بي هو أيضا، طلب مني الزواج ولكن كعادتي مع أي شخص يتقدم لخطبتي رفضت، أصر أن يعرف السبب، قلت في نفسي: ما الذي يمنعني من إخباره، فهو في بلد ثان ولا يعرفني إلا عن طريق الإنترنت، فأخبرته بقصتي كاملة كما أخبرتكم، لكنه أصر على الزواج مني، وأرسل أهله لخطبتي، فرحت به كثيرا كما لم أفرح في حياتي، رفضه والدي، لماذا؟ لأنه سبق له الزواج وعنده طفلان، وأيضا لأنه سيأخذني إلى البلد الذي يعيش فيه، ووالدي يستغرب لأنني أريد أن أترك وظيفتي من أجل الزواج بهذا الشاب.

والدي يراني إنسانة متميزة، مثقفة ومتعلمة وبوظيفة مرموقة، هذا بالإضافة إلى أنني جميلة ورشيقة والكل يشهد بأناقتي بالإضافة إلى أنني متدينة، وأنهيت دراسة السبع مستويات من التجويد، وقد بدأت بحفظ القرآن برواية عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومتحدثة جيدة بإمكاني أن أتحدث ارتجالا في جمع من الناس، اجتماعية والكل يعرفني، فمن هذا الذي يستحق أن أكون زوجته في نظر والدي، خاصة أنني رفضت قبله الذين تقدموا لي؟.

والدي لا يدري بأنني من الداخل بقايا إنسانة محطمة، لا أثق بأحد وأخاف من كل الناس، والدي لا يدري بأنني لا أنام إلا وباب غرفتي مغلقا، لا يدري بأنني لا أسير إلا وأنا أحمل سكينا في حقيبتي، لا يدري بأنني أخاف أن أفتح شباك سيارتي أو أن أترك الأبواب دون أن أقفل قفل الأمان وأنا فيها.

وهكذا رفض والدي هذا الشاب الذي كان أملي الوحيد، حاولت أن أتحدث مع الشاب مرة أخرى وأن أطلب منه أن يتقدم لخطبتي مرة ثانية، ولكن هو الذي رفض هذه المرة، قال لي: والدك يمن علي بك وهو لا يدري أنني أنا الذي أمن عليه بموافقتي على الزواج منك. وأقفل هذا الموضوع منذ أكثر من سنة، وكان هذا آخر شخص تقدم لخطبتي.

والدتي ترى أنه ليس من حقي التفكير بالزواج، وعندما تراني متذمرة أو حزينة تقول لي: أنت تكفرين بنعمة الله، فإن كان الله قد حرمك من الزواج فقد أعطاك الكثير، ودائما تقول لي: وقليل من عبادي الشكور.

مشكلتي الأخيرة صحية، وحدثت قبل سنة، فخلال فترة معرفتي بذلك الشاب والاتفاق معه على الزواج وتقدمه لي ورفضه، انقطعت عني الدورة الشهرية تماما لعدة أشهر، حسبت في البداية أن الموضوع له علاقة بالحالة النفسية، فلم أهتم، ولكن طال الوقت وبدأت تصيبني آلام مبرحة في أسفل الظهر حتى إنني وصلت إلى عدم القدرة على السير باستقامة، فذهبت إلى طبيبة نسائية، وبعد الكشف علي وعمل أشعة تلفزيونية ومجموعة من التحاليل، تأكدت الدكتورة من أنني أعاني مما يعرف بتكيس المبايض، وهي أكياس مائية موجودة على المبيض منذ الولادة ولكن يزيد تأثيرها مع مرور الزمن. وهنا كانت الطامة الكبرى، فأنا منذ سنة أعيش على الهرمونات التعويضية؛ حيث إن المبيض عندي لم يعد يفرز الهرمونات الأنثوية، وهو ما يؤدي إلى زيادة الهرمونات الذكرية، ويؤدي بدوره إلى انقطاع الدورة الشهرية وآلام الظهر ثم هشاشة العظام وغيرها، أما بالنسبة للإنجاب فهو الآن ممكن مع العلاج الذي يحتاج إلى ما لا يقل عن سنتين، ولكن كلما مر الزمن كلما كانت الفرصة في الإنجاب أقل.

في هذه السنة الأخيرة تراجع كل شيء في حياتي، لم أعد أختلط مع الناس كما في السابق، بدأت أهمل في عملي وحياتي، حتى إنني لم أعد أهتم كثيرا بشكلي وجمالي وأناقتي، فقدت الأمل في كل شيء، حتى إن الشيب غزى شعري، أصبحت أشعر أن حياتي كارثة، فتاة في سني ربما تعاني من مشكلة واحدة من هذه المشاكل ولكن أنا كتلة من المشاكل، لن أكذب عليكم، فكرت بإنهاء هذه المهزلة التي اسمها حياتي بأن أنتحر، ولكن ماذا سأقول لربي، عذاب في الدنيا وعذاب في الآخرة!!.

لا أدري ماذا ستقولون لي؟ هل يوجد حل لكل هذه المشاكل مجتمعة؟

الاغتصاب وما تركه على نفسيتي من آثار، احتقاري لذاتي وعدم ثقتي بالناس، اليأس من الزواج. لا تقل لي: اذهبي إلى الطبيبة برفقة والدتك واعملي ترقيعا، حاولت والدتي ولكني رفضت الفكرة من أصلها.

عملي الذي أصبح مصدر ألم وإزعاج لي، الكل يحسدني عليه، فليأخذوا الشهادات والوظيفة والأموال والسيارة وكل شيء ويعطوني فقط زوجا وطفلا حتى لو في بيت من طين.

أريد أن أتزوج، أنا بشر، لم أعد أطيق، لم يعد يجدي الصوم والانشغال بالعمل وممارسة الرياضة باستمرار، وغض البصر، والامتناع عن مشاهدة الأفلام والمسلسلات، ولا حتى العادة السرية، لا شيء ينسيني، أريد رجلا، أصبحت أخاف على نفسي من الانحراف.

قمت بالتسجيل في موقعكم بصفحة "شريك الحياة"، وجاءتني عدة طلبات، ولكن بماذا أرد عليهم؟ ماذا أقول؟ ألغيت اشتراكي حتى لا أعيش في الوهم.

أخاف من أن أحرم من الإنجاب، ماذا أفعل؟ أحتك في عملي يوميا بالأطفال وما يزيدني هذا إلا ألما وحسرة.

أرجوكم ساعدوني وادعوا لي، واعذروني على الإطالة.

وجزاكم الله خيرا.

الحل

الابنة العزيزة، أهلا وسهلا بك.

أوجعتني سطورك كلها، كان الله حليفك ونصيرك، فخفف عنك وأحسن رزقك في كل شيء.

تشير سطورك إلى ملحمة معاناة طويلة صاخبة، لكنك إلى حد كبير كنت أقوى واستطعت تجاوز المحنة أو المحن ولو جزئيا، فيما عدا ما وصلت إليه بك الحال في السنة الأخيرة، فقد بدا استسلامك مؤلما لنا بقدر ما كان كئيبا لك أنت عافاك الله.

فلا شك بعد قولك (في هذه السنة الأخيرة تراجع كل شيء في حياتي، لم أعد أختلط مع الناس كما في السابق، بدأت أهمل في عملي وحياتي، حتى إنني لم أعد أهتم كثيرا بشكلي وجمالي وأناقتي، فقدت الأمل في كل شيء، حتى إن الشيب غزى شعري، أصبحت أشعر أن حياتي كارثة). لا شك أنك الآن مع الأسف تعيشين حالة اكتئابٍ شديد، هو بغض النظر عن أسبابه أمرٌ يلزمُ علاجه أو اتخاذ القرار بذلك على الأقل، وأما كيفية علاجه فراجعة إلى الطبيب النفسي الذي سيتولى العملية العلاجية بعيدا عن عالم الإنترنت الافتراضي الذي أحببت أنت من خلاله.


==>> يتبع




توقيع اسير الصحراء
((( لمحبي الأناشيد الأسلامية أتمنى دخولكم متجدد )))