أعشقه ولكن ..نسيته!!
المشكلة
أنا فتاة في العشرينيات، أمر بأزمة عاطفية هي أشبه بالعاصفة، قلبي يهوى شخصا فوق الهوى وفوق الولوع، لكني لا أعرف إذا ما كان يبادلني نفس الإحساس أم لا. أنا لم أخبره بحبي له، لكنه يعرف أني أموت في حبه.
فجأة قلبي نسيه، والسبب مجهول!! فما الحل؟
الحل
هل تتوقعين مني إجابة؟ ما تقولينه أشبه بالأحجية!! كيف تحبينه بولع شديد دون أن يبادلك هو الحب؟ وكيف تظنين أنه يعرف أنك تحبينه كل هذا الحب دون أن تخبريه؟ ونأتي إلى النهاية وهو نسيان قلبك المفاجئ له!! إذن ما المشكلة التي تريدين لها حلا؟! هل تعتبرين توقفك عن حبه مشكلة؟ وكيف يكون انتهاء حبه من قلبك أزمة عاطفية بالنسبة لك؟!
هداك الله وإيانا، ما كان ضرك لو زودتني ببعض التفاصيل كي أستنير. سأجيبك على ما أفترضه أنا أنه سؤالك، وإن جانبني الصواب فتابعيني..
لنتحدث بمسلمات الحب ونقول: لا حب دون تفاعل وتبادل, بمعنى: أن الحب من طرف واحد ليس حبا؛ بل هو هوى من أهواء النفس، وأحيانا هوى بفكرة الحب نفسها, فالآهات والمعاناة العاطفية لها جاذبيتها، فهي تسمح للفرد بالتعبير عن حزنه المخزون من الخبرات المختلفة التي لا يسهل عليه التعبير عنها بالإضافة إلى ما تشغله من وقت.
كي تصفي مشاعرك بحب يجب أن تعتمد هذه المشاعر على تفاعل مباشر مع الطرف الآخر بأفكاره وسلوكه وإيجابياته وعيوبه لا بمظهره الخارجي، أو ما نظن أننا نعرفه عنه أو ما هو مسلَّم به. لا يوجد حب دون تبادل هذا التفاعل والمعرفة والاهتمام. لن أكون مثالية فأقول بنفس الدرجة، ولكن واقعية وأصر على أن يكون من نفس النوع, فالاهتمام أنواع كما تعلمين.
المسلمة الثانية تقتضي المصارحة والوضوح في التعبير عن الاهتمام والمشاعر، فلا تفترضي جدلا أنه يعرف أنك تحبينه، فمن أين سيأتي بمثل هذه المعرفة ولو فرضنا أنك تظهرين له الاهتمام؟ ولا أعرف ما نوع العلاقة بينكما، هل هو أستاذك؟ زميلك في العمل أو الدراسة؟ قريبك؟ جارك؟ كلها رتب اجتماعية تسمح لك بالاهتمام بالشخص دون أن يعني ذلك علاقة عاطفية بل مجرد علاقة اجتماعية فيها مجاملات مهذبة، ولكن ليست بالضرورة حبا.
توقفك المفاجئ عن حبه أكبر دليل على أنه لم يكن حبا حقيقيا؛ بل مجرد افتتان أو إعجاب من طرفك, وتوقفه بالتأكيد لم يحصل فجأة كما تظنين إلا إن كنت قد عرفت عنه ما يشين، أو تعبت من محاولة لفت انتباهه وهو سادر في انشغاله. ابحثي قليلا بتركيز وستجدين سبب تغير مشاعرك في داخلك.
ما تشعرين به هو الفراغ الذي تركته فكرة انشغالك به, والطاقة التي كنت تصرفينها بانشغالك بفكرة الحب التي تحتارين في كيفية تصريفها، وهكذا أرى أن سبب معاناتك هو شعورك بالفراغ، وهو شعور مؤلم بالفعل يشبه شعورك بانعدام التوازن بعد الانتهاء من الامتحانات، فأنت مرتاحة من جهة وتشعرين بالفراغ بعد طول انشغال من جهة ثانية.
ابحثي عزيزتي لنفسك عن هدف حقيقي يستثمر وقتك وفكرك, ومن الطرائف حول الحب ما تجدينه في الرابط في نهاية الاستشارة حول دراسة في إيطاليا عن الحب، وأنت تعرفين الصورة النمطية الشهيرة بأن الإيطاليين شعب عاطفي.