تتهـادى دقـائقي نحـو مثـواها الأخـير وأنا انظـر إلى صـورتك الـتي تـقف أمـامي وكـأنها تعـلم ذلـك الـكم الهـائل
مـن الأشـواق والـلهفة المنـحدرة مـن قـمة كـانت فـي يـوم من الأيام مسكـنك , لـن ألـوم قـلمي لمـاذا يناديـك ! ولـن
أقـيم علـى قلبـي حكـماً يقتـضي بالإعدام تـعزيراً , سـأذكرك فـي كـل لحـظة تجتـاحني تـلك الأعاصير الغـاضبة ,
التـي لا تهدى حـتى تـرى دمـعي يتسـاقط تبـاعاً يـبلل منـديل قـد أهـديتني إيـاه منـذ زمـن ..
إليـك أيتـها الـراحلة نحـو الشـفق البعـيد سعـادتي وهـنائي , دعـيني أفـترش الأرض حنـيناً وأخـبر طـيور
الـنورس , عـن تـلك القصـة التـي ابتدأت بآهـات وأنيـن , وانتهـت بطعـنات سيـوف وسـكاكين , فـ الإنسان غـير
معصـوم مـن الـزلل والخطـيئة , صحـيـح أنـني أخطـئت حينـما قـلت ( أحـبك ) وسأتحمل تلـك العـواقب الوخـيمة
التـي ترتـبت علـى قلـب كـان يأمـل مـن مقـلتيك كل الحـب والحـنان ...
سيبـقى الأمل وسيـلتي للبقاء عـلى قـيد الحيـاة , فالتـنفس لم يـعد مجـدياً في بيـئة ذات أجواء تـتطاير بها شوائب
تحـمل في ذراتـها معـنى الكـراهية وحـب للذات , فـأنا عـلى يقـين تـام بأننـي أعيـش حالـة مؤقـتة من القـنوط ,
فالدوارن حـول نقطـة معيـنة يبعـث بيـن خلجـات صـدري قـوة طـرد مركـزية تنـتزعني من المـكان والـزمان
البائسين وسـتقذفني إلـى أرض الأحلام والسـعادة لأكمل رحـلتي نحـو آفـاق لا أراهـا سـوى فـي مـنامي ...
كـم تمـنيت أن أقـيس بسـاعتي الـرملية الـوقت المتـبقي لــهذا الحــزن لأحـاجج قلبـي الـذي بـدأت نبضـاته تقـل
شيـئاً فشيئـاً علـى الـرغم من رسمـي للابتسامة عـلى شفتـاي المتجـمدين بجـليد الحـرمان والقهــر فعنـدما أتأمل
تلـك الوجـوه التـي تحمـل نفـس الابتسـامة المزيفـة أعـلم حينـها بأننـي لسـت الوحـيد الـذي أعـاني ...
.