منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - هذهِ السيدة ابكتني !
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 05-12-2010, 11:09 AM
جعلاني فعال


المشاركات
70

+التقييم

تاريخ التسجيل
Jul 2008

الاقامة
دولة الكويت

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
6322

نديم العمر is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي هذهِ السيدة ابكتني !
بسم الله الرحمن الرحيم

آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد

هذهِ السيدة أبكتني !

أسعد الله أوقاتكم أيها القراء الاعزاء ...

وأدامَ عليكم نعمهِ التي لا تحصى

أما بعد ...


تدهشني كثيراً كلما رأيتها تختلسُ النظرَ إليَ من بعيد ،

وتحيرني ما تحملهُ نظراتها من بسماتٍ قد امتزجت بالشقاء .

حاولتُ مراراً وتكراراً أن أتفقهُ في أمرها وأن أتعمق ،

حتى باتت شغلي الشاغل وقضية تستحقُ النظر فيها .

هيَ بحق إنسانة قديرة ... بل أكثر من قديرة ،

هيَ إنسانة قد اختارت أن تضحي بحياتها من أجلِ الغير ،

وعلى الرغمِ من ذلكَ نراها دائماً وهيَ مبتسمة ... راضية ... ولربها شاكرة ،

تراها تحملُ مجموعة من الصور قد تخالطت وتشابهت فيها الأوجه الصغيرة المائلة للسمرة أكثر منها إلى اللون الأبيض ،

تعددُ لكَ تلكَ الشخصيات،

وتخبركَ بأسماؤهم وكذلكَ بالأعمار، وأيضاً بعضَ التفاصيل ،

تخبركَ بأنهم أبناؤها ...

وعندما تنتهي، ترى في عينيها علاماتِ الفرحة ،

وكأنها قد ورثت ثروة لا تقدرَ بثمن .

هذهِ هيَ السيدة التي أبكتني وأنا أشهدُ لها بالتميز والعطاء بلا مقابل ،

هذهِ هيَ السيدة التي لستُ ادري، هل سوفَ يكونونَ من تضحي من أجلهم مدركونَ ما أدركهُ انا من شأنها ؟

أم أنهم ينبغي أن يكونوا جاحدين ؟

قد تستغربون ...

وقد تتسائلون فيما بينكم عمن تكون هذهِ السيدة ؟

ولكن مهلاً ...

فلا داعي للحيرة، فهذهِ السيدة موجودة بيننا دونَ ان نراها ،

دونَ أن نعيرها أدنى اهتمام .

أتعلمونَ لماذا ؟

لأنها في نظرِ أغلبنا هيَ ليست سوى ... مجرد خادمة .

هل تغيرت نظرتكم الآن لما سبقَ من كلماتٍ قد تكون أعجبتكم ؟

ولكن مهلاً، وقبلَ أن تروا بأنَ لا علاقة بما كتبت وهذهِ السيدة ،

دعونا نستعرض سوياً بعضَ الأمور والتي قد نجهلها،

أو بالأحرى نتجاهلها، فهيَ ليست بالخفية على أيٍ منا .

علكم قد رأيتم خادمةٍ ما، وقد بلغَ الكبرِ منها الكثير والكثير حتى باتت وكأنها جدة لهذا البيت لا خامةً له ،

ولكن هل فكرنا يوماً في شأن هذهِ السيدة ؟

أوليسَ من العسير أن تترك أسرتها لتتغربَ وتمتهنَ الخدمةَ في البيوت ؟

أوليست هذهِ السيدة قد تحملت من الذلِ والمشقة سنواتٍ أطولَ من اللازم ؟

لابد وأنكم جميعاً قد رأيتم ما رأيتهُ أنا ،

فهذهِ العينات يعجُ بها مجتمعنا الخليجي والعربي على حدِ السواء .

هذهِ السيدة والتي أجبرتني على احترامها ،

قد جعلتني أتساءل كثيراً :

هل من الممكن أن يعترفَ أبناؤها يوماً ما بهذا الفضل العظيم ؟

هل يمكن أن يحملونَ لها هذهِ التضحية الكبرى في أفئدتهم على مرِ السنين ؟

هل عندما تصلَ لسنٍ لا تعد تقوى فيهِ على خدمةِ نفسها أن تجدَ من يخدمها ؟

أم أنهُ كالعادة ... سوفَ ينهتي بها المطاف بالكثيرِ من الإجحادِ ونكرانِ الجميل ،

وفي النهاية وإذا كانوا الابناء من ذوي قلوب رحيمة ينتهي بها المطاف في دارٍ للعجزةِ المنبوذين ؟

حقيقةً أنهُ لمن المؤسف ألا تكافئ هذهِ الأم .

وفي النهاية لا أجدُ ما أقول سوى (سبحانَ الله)

تقبلوا تحياتي