
05-12-2010, 11:09 AM
|
|
هذهِ السيدة ابكتني !
بسم الله الرحمن الرحيم
آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد
هذهِ السيدة أبكتني !
أسعد الله أوقاتكم أيها القراء الاعزاء ...
وأدامَ عليكم نعمهِ التي لا تحصى
أما بعد ...
تدهشني كثيراً كلما رأيتها تختلسُ النظرَ إليَ من بعيد ،
وتحيرني ما تحملهُ نظراتها من بسماتٍ قد امتزجت بالشقاء .
حاولتُ مراراً وتكراراً أن أتفقهُ في أمرها وأن أتعمق ،
حتى باتت شغلي الشاغل وقضية تستحقُ النظر فيها .
هيَ بحق إنسانة قديرة ... بل أكثر من قديرة ،
هيَ إنسانة قد اختارت أن تضحي بحياتها من أجلِ الغير ،
وعلى الرغمِ من ذلكَ نراها دائماً وهيَ مبتسمة ... راضية ... ولربها شاكرة ،
تراها تحملُ مجموعة من الصور قد تخالطت وتشابهت فيها الأوجه الصغيرة المائلة للسمرة أكثر منها إلى اللون الأبيض ،
تعددُ لكَ تلكَ الشخصيات،
وتخبركَ بأسماؤهم وكذلكَ بالأعمار، وأيضاً بعضَ التفاصيل ،
تخبركَ بأنهم أبناؤها ...
وعندما تنتهي، ترى في عينيها علاماتِ الفرحة ،
وكأنها قد ورثت ثروة لا تقدرَ بثمن .
هذهِ هيَ السيدة التي أبكتني وأنا أشهدُ لها بالتميز والعطاء بلا مقابل ،
هذهِ هيَ السيدة التي لستُ ادري، هل سوفَ يكونونَ من تضحي من أجلهم مدركونَ ما أدركهُ انا من شأنها ؟
أم أنهم ينبغي أن يكونوا جاحدين ؟
قد تستغربون ...
وقد تتسائلون فيما بينكم عمن تكون هذهِ السيدة ؟
ولكن مهلاً ...
فلا داعي للحيرة، فهذهِ السيدة موجودة بيننا دونَ ان نراها ،
دونَ أن نعيرها أدنى اهتمام .
أتعلمونَ لماذا ؟
لأنها في نظرِ أغلبنا هيَ ليست سوى ... مجرد خادمة .
هل تغيرت نظرتكم الآن لما سبقَ من كلماتٍ قد تكون أعجبتكم ؟
ولكن مهلاً، وقبلَ أن تروا بأنَ لا علاقة بما كتبت وهذهِ السيدة ،
دعونا نستعرض سوياً بعضَ الأمور والتي قد نجهلها،
أو بالأحرى نتجاهلها، فهيَ ليست بالخفية على أيٍ منا .
علكم قد رأيتم خادمةٍ ما، وقد بلغَ الكبرِ منها الكثير والكثير حتى باتت وكأنها جدة لهذا البيت لا خامةً له ،
ولكن هل فكرنا يوماً في شأن هذهِ السيدة ؟
أوليسَ من العسير أن تترك أسرتها لتتغربَ وتمتهنَ الخدمةَ في البيوت ؟
أوليست هذهِ السيدة قد تحملت من الذلِ والمشقة سنواتٍ أطولَ من اللازم ؟
لابد وأنكم جميعاً قد رأيتم ما رأيتهُ أنا ،
فهذهِ العينات يعجُ بها مجتمعنا الخليجي والعربي على حدِ السواء .
هذهِ السيدة والتي أجبرتني على احترامها ،
قد جعلتني أتساءل كثيراً :
هل من الممكن أن يعترفَ أبناؤها يوماً ما بهذا الفضل العظيم ؟
هل يمكن أن يحملونَ لها هذهِ التضحية الكبرى في أفئدتهم على مرِ السنين ؟
هل عندما تصلَ لسنٍ لا تعد تقوى فيهِ على خدمةِ نفسها أن تجدَ من يخدمها ؟
أم أنهُ كالعادة ... سوفَ ينهتي بها المطاف بالكثيرِ من الإجحادِ ونكرانِ الجميل ،
وفي النهاية وإذا كانوا الابناء من ذوي قلوب رحيمة ينتهي بها المطاف في دارٍ للعجزةِ المنبوذين ؟
حقيقةً أنهُ لمن المؤسف ألا تكافئ هذهِ الأم .
وفي النهاية لا أجدُ ما أقول سوى (سبحانَ الله)
تقبلوا تحياتي
|