منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - يغتالُناا الشعُور بالغربة
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 04-03-2010, 02:04 AM
عضو شرف


المشاركات
5,124

+التقييم

تاريخ التسجيل
Nov 2008

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
7715

في غربتي will become famous soon enough
غير متواجد
 
افتراضي يغتالُناا الشعُور بالغربة
الســلاام عليكــم والرحمـــة







غُرْبَة الْزَّمَان ؟ أَم غُرْبَة الْمَكَان ؟ أَم غُرْبَة الْأَهْل ؟ أَم غُرْبَة الْوَطَن ؟غُرْبَة الْرُوْح ؟ أَم غُرْبَة الْفِكْر ؟


أَم تُرَاهَا غُرْبَة الْمَبَادِئ وَالْقِيَم ؟ أَم هِي ذَلِك كُلُّه جَمِيْعا؟


لِمَاذَا يَغْتَالُنَا الْشُّعُوْر بِالْغُرْبَة وَنَحْن بَيْن أَهْلِنَا وَأَحِبائَنا , عَلَى أَرْضِنَا وَفِي أَوْطَانِنَا؟


أَم أَنَّهَا غُرْبَة الْمَشَاعِر وَالْرُّوْح؟


لِمَاذَا يَجْتَاح ذَلِك الْتَّصَحُّر الْرَّهِيْب أَعْمَاقِنَا وَيَغْتَال أَجْمَل مَا فِي دَوَاخِلُنَا ؟


مَاسِر ذَلِك الْجَفَاف الْقَاسِي الَّذِي يَغْمُر أَرْوَاحُنَا ؟


وَالْقَلَق الْصَّامِت الَّذِي يَدْفَعُنَا لِلْبَحْث عَن شَيْءَلا نَدْرِي مَا هُو؟


لِمَاذَا تَهْفُو الْنَفَس إِلَى شَيْء لَّا تَجِدْه ؟ وَيَرْنُو الْبَصَر نَحْو أُفُق لَانِهَايَة لَه؟


الْكَثِير و الْكَثِير مِن الْأَسْئِلَة وَالْتَّسَاؤُلات الَّتِي تَحْمِلُهَا نَظَرَات تَمْتَزِج فِيْهَا الْحَيْرَة بِالْقَلَق , و يُعَشْعِش فِيْهَا حَزِن دَفِيْن وَأَلَم قَدِيْم مُتَجَدِّد يَغْتَال الْكَلِمَات.







" الغُــــربــة "

هِي بَعْض ذَلِك أَو كُلِّه وَزِيَادَة عَلَيْه, هِي جُزْء مِن تَكْوِيْنِنَا الْرُّوْحِي وَالْنَفْسِي, تَقْطُن فِي دَوَاخِلُنَا, تَغِيْب وَتَظْهَر, وَتَنْمُو وَتُضْمِر بِقَدَر وَعَيْنَا وَحَجَّم إِدْرَاكَنَا, وَمَدَى قُدْرَتِنَا عَلَى الْتَّلاؤُم مَع الْوَاقِع حَوْلِنَا, أَو انْفِصَالِنا عَنْه.


تَزِيْد بِقَدَر مُحَاوَلَتِنَا أَن نَسْمُو بِذَوَاتِنَا , وَنَعْلُو بَقِيَمِنَا وَمَبَادْئْنا. وَنُمَارِس إِنْسَانِيَتِنَا ؟ إِسْلامُنَا حَقّا , مَعْنَى وَمَبْنَى , فِي عَالَم أَخْلَد إِلَى الْأَرْض وَانْغَمَس فِي مَادَّتِه وَمَصَالِحِه ؟ أَهْدَافِه وَتَطَلُّعَاتِه اللَاهِثَة أَبَدا خَلْف الْسَّرَاب.



" الغُــــربــة "

أَن تَتَحَدَّث بِلُغَة لَا يَفْهَمُهَا أُحِبُّهُم لَنَا, وَنَتَكَلَّم بِصَوْت لَا يَسْمَعُه أَقْرَب الْنَّاس مِنّا.



" الغُــــربــة "

أَن نَعِيْش يَوْمِنَا دُوْن حُلُم نَنْتَظِرُه, أَو أَمَل نَتَرَقَّبُه, بَعَدِمَاتبخّرّت أَحْلَامُنَا تَحْت وَطْأَة الْوَاقِع كَقَطَرَات نَدَى لَامَسَّتْهَا أَشِعَّة شَمْس الْصَّبَاح, وَتَلَاشَت آَمَالَنَا كَسَرَاب لَمْلَمَتْه شَمْس الْمَغِيْب وَرَحْل مَعَهَا.





" الغُــــربــة "

أَن نَبْحَث عَن جُرْعَة مَحَبَّة صَادِقَة لَم يُكَدِّر صَفْوَهَا مَطَامِع مَادّيّة, أَو مَصَالِح شَخْصِيَّة فَلَا نَجِد سِوَى الْجَفَاف وَقَحْط الْمَشَاعِر فَنَطْوي عَلَى الْظَمَأ.



" الغُــــربــة "

أَن نَبْحَث عَن حُضْن دَافِئ يَضُمُّنَا بِحَنَان ونَشَعرعِنْدِه بِالْأَمَان فِي لَحَظَات ضَعْفَنَا وَانْكِسَارِنا فَلَا نَلْقَى إِلَا لِسِعَة الْصَّقِيْع جُمُوْد و قَسْوَة.



" الغُــــربــة "

أَن نُبْحِر مَرَاكِب صَدَقَنَا فِي خِضَم بَحْر لُّجِّي مُتَلَاطِم مِن الْكَذِب وَالْزَّيف.



" الغُــــربــة "

أَن نَكُوْن مُخْتَلِفِيْن فِي وَسَط قَوَالِب بَشَرِيَّة مُتَكَرِّرَة لَا تُقْبَل إِلاصُوْرَتِهَا , أَن نَعِيْش الْعُمْق فِي زَمَن الْسَّطْحِيَّة وَالتَّفَاهَة.



" الغُــــربــة "

إِن نُفَتِّش عَن ذَوَاتَنَا فَي كَّل مَا حَوْلَنَا فَلَا نَرَى إِلَّا الْفَرَاغ الْمُمْتَد. أَن نَبْحَث عَنَّا فِيْنَا فَلَا نَجْدِنَا فِي دَوَاخِلُنَا , أَن يُقَيِّدُنَا الْزَّمَان وَنَحْن خَارِجَه أَن نَبْحَث عَنَّا فِيْنَا فَلَا نَجِد أَنْفُسَنَا.



" الغُــــربــة "

هِي ذَلِك كُلِّه, أَو بَعْضُه, أَو أَكْثَرَمِنْه بِكَثِيْر مِمَّا يَعْتَمِل فِي دَوَاخِلُنَا وَلَا نَقْوَى عَلَى الْبَوْح بِه, أَو نَجْرُؤ عَلَى الْحَدِيْث عَنْه, تَمْتَد لِتَغْمُر عُمْرِنَا كُلِّه !! تَنْخَر أَعْمَاقِنَا بِصَمْت, أَو تَنْخَر لِتَسْتَوْطِن جُزْءا خَفِيّا مِن أَرْوَاحِنَا و مَشَاعِرَنَا.





فَكُل مِنَّا يَحْمِل بُذُوْر غُرْبَتِه فِي دَاخِلِه وَيَعِيشَهَا بِأُسْلُوبِه لَكِن ذَلِك كُلِّه يَتَلَاشَى حِيْن تُلَامِس جِبَاهَنَا الْأَرْض فِي لَحْظَة سُجُوْد مُخلِصة لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن.


ذَلِك كُلِّه يَذُوْب مَع كَلِمَة ( يَا رَب ) تَخْرُج صَادِقَة مِن الْقَلْب تُعَانِقُهُا نَظَرَات مُحَلِّقَة إِلَى الْسَّمَاء.


فَمَع الْلَّه وَحْدَه نَجِد الْأُنْس وَنَشْعُر بِالْأَمْن وَنَعِيْش الاطْمِئْنَان , لِأَنَّنَا نَعْثُر عَلَى حَقِيْقَتَنَا الْمُفْتَقَدَة...