منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( مشاكل وحلول متجدد كل يوووم )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 21  ]
قديم 02-19-2006, 02:48 PM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
كيف تحيا المطلقة؟

المشكلة

مشكلتي باختصار أنه لقدر يعلمه الله –سبحانه وتعالى- حدث خلاف كبير بين أختي الكبرى وبين زوجها بعد زواج دام أكثر من 10 سنوات تخلله الكثير من المشاكل وفي النهاية لم يجد كل من تدخل في هذا الأمر سوى اللجوء إلى أبغض الحلال إلى الله، وأختي نفسها تميل إلى هذا الحل وهي لا تتخيل أن تعيش مع زوجها هذا مرة أخرى تحت سقف واحد ولو ساعة واحدة، وهما الآن منفصلان بدون طلاق منذ بضع سنوات.

وأختي تقول إنها لا تريده ولا تطيقه وإنها لن تتزوج بعد طلاقها، وسوف تعطي كل اهتمامها لأولادها.

وزوج أختي هو الآخر لم يبد من المرونة أو أي مظهر حقيقي للصلح، ولم يسع إلى إرسال أي وسيط للصلح سواء في المشاكل التي سبقت سنوات الانفصال الأربع أو بعدها، وإنما كل وسطاء الإصلاح إما عن طريقنا وإما متطوعين من تلقاء أنفسهم تقدموا للصلح عندما سمعوا عن المشكلة.

أنا لا أريد أن أخوض معكم في تفاصيل الخلاف بين أختي وبين زوجها، فالأمر كاد يُحسم بالطلاق بنسبة 95% .

سؤالي هو : كيف تستطيع أختي مواجهة (متطلباتها الشخصية) بعد الطلاق؟؟ .
لا أسأل عن متطلباتها من ناحية الإنفاق أو تربية الأولاد فهذه تكاد تكون محلولة بسبب صلة القربة بين العائلتين كما أن منزل العائلتين متلاصق. كما أن العائلتين –والحمد لله- متماسكتان رغم هذه الخلافات فهم يرون أن هذا الأمر هو عدم قبول بين أختي و زوجها، والعائلتان حريصتان على المحافظة على أواصر القرابة ولا تؤثر مشاكل أختي وزوجها على هذه الأواصر –وذلك طبعا بعد محاولاتهم المضنية من العائلتين للصلح بينهما- ، فالأولاد بإذن الله سوف يتربون وسط العائلة ووسط أمهم وأبيهم أيضا حتى بعد الطلاق.

وإنما سؤالي هو حول متطلباتها من الناحية الجسدية (أو الجنسية) ... هل تستطيع الصبر على هذا الحرمان وهي في هذه السن الصغيرة؟ وهي في أوج شبابها؟ ... فهي تقول (إنها لن تتزوج) فهل فعلا تستطيع ذلك؟

أنا مازلت خاطبا ولم أتزوج بعد ولا أعرف ما هو استطاعة المرأة على الصبر على هذا الحرمان .. خاصة امرأة كانت متزوجة وجَرّبت الناحية الجنسية في حياتها؟!

أنا طبعا واثق تمام الثقة –والحمد لله- في تربية وأخلاق أختي.. وإنما أخاف أن يؤثر ذلك الحرمان على مزاجها ونفسيتها وأعصابها، وهل ممكن أن تصاب مثلا بالغيرة تجاه أخريات ناجحات في حياتهن الزوجية؟

هل من الممكن أن تكون عصبية المزاج؟ أو ....
أسف على صراحتي .. ولكني لا أستطيع مناقشة أحد في هذا الموضوع نظرا لحساسيته .

أرجو منكم الإفادة .. وسرعة الرد ما أمكن فأنا أعرف كثرة الاستشارات التي تنهال عليكم بمجرد فتح وقت استقبال الاستشارات.. أعانكم الله .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



الحل

لقد سأل الخليفة الإنسان عمر بن الخطاب ابنته حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم نفس السؤال الذي تسأله كم تصبر المرأة على الحرمان في تلك الواقعة الشهيرة التي كان فيها الخليفة العادل يتفقد أحوال الرعية سمع تلك المرأة التي تشكو غياب زوجها في الجهاد في أحد ثغور المسلمين... فتوجه الخليفة عمر مباشرة إلى ابنته حفصة وسألها كم تصبر المرأة على غياب زوجها فقالت ثلاثة أشهر... وتحدث الفقهاء في حكمة كون العدة... عدة المطلقة ثلاثة أشهر... وأنه لو كانت الحكمة هي استبراء الرحم أي الاطمئنان لعدم حدوث حمل لكان شهرا واحدا أو حيضة واحدة تكفي ولكن الأمر متعلق في أحد جوانبه بالمدة التي تتحمل فيها المرأة أن تعيش من غير زوج... ولذا كانت المرأة تتزوج بمجرد انقضاء عدتها...

وهذا الأمر ليس متعلقا بالنساء فقط ولكن متعلق أيضا بالرجال.. حيث كان الرجال لا يفضلون أن يعيشوا بغير زواج.... وبالطبع فإن الأمر به صدى واسع من الاختلافات الشخصية في مسألة القدرة على الصبر على الحرمان من العلاقة الجنسية، وهو الأمر الذي جعل أحكام الزواج تجري ما بين الواجب والمندوب والمباح والمكروه أو المحرم أي كل درجات الأحكام حسب اختلاف الناس في قدرتهم على التحمل والصبر... وبالتالي فإن تحديد الأمر بمدة معينة أيضا يصبح خاضعا لهذا الاختلاف ولكن في الظواهر الإنسانية نحن نتحدث عن النسبة الأعم من البشر...

وسيكون السؤال المطروح هنا في بال الشباب والشابات غير المتزوجين يصبرون مددا أطول إنما هي لمراعاة هذا الاحتياج الإنساني وأيضا الدعوة إلى تيسير أسباب الزواج المادية حتى لا يشق الأمر على الشباب هو إشارة إلى الأهمية النفسية لهذا الأمر ودوره في الاستقرار على مختلف المستويات، ولكن يظل فعلا من تزوج ثم حرم من استمرار العلاقة لطلاق أو لموت الشريك أو لمرض ألم به... تظل مشكلته أكبر وأخطر وينظر لها بمنظار مختلف؛ لأنه قد تعود على وجود العلاقة الجنسية في حياته، وبالتالي أصبحت الآثار المترتبة على غيابها أشد وطأة عليه...

ولذا فإن الاهتمام بتزويجه سواء كان ذكرا أو أنثى يصبح شاغلا للمجتمع وأحد أولوياته وذلك لثبوت الآثار النفسية المترتبة على هذا الحرمان أننا يمكن أن نصف الأمر أو نشبهه بحالة من الاحتقان التي تحدث في منطقة الحوض وفي الأعضاء التناسلية مع حالة الإثارة التي لا تجد مخرجا أو لا تنتهي بإفضاء هذه الشهوة فنقول إن هناك حالة من الاحتقان النفسي التي تصيب الشخص الذي يحرم من الحصول على ما يحتاجه من إشباع لرغبته الجنسية مما يؤثر على توازنه النفسي بصورة عامة ويظهر ذلك في صورة من التوتر وتعسر المزاج وردود الأفعال العصبية تجاه مؤثرات عادية...

إن هناك شيئا مكبوتا يريد أن ينطلق من عقاله ولا يستطيع.... والحل في كل الأحوال أن يكون بالتسامي إلى أنشطة عقلية وعملية يصرف فيها الإنسان طاقته وانتباهه إلى أمور تشغله عن أن تحتويه هذه المشاعر والأحاسيس وتربية الأولاد والاهتمام بهم أو الانشغال بالعمل أو الإنجاز العلمي أو الأعمال الخيرية أو ممارسة الأنشطة الرياضية كلها نماذج لهذا التسامي والذي ينجح فيه الكثير في التغلب على كثير من مشاعر الحرمان ولكن تظل الأعراض مصاحبة تطل برأسها من حين لآخر وتجعل الإنسان يقف ويتساءل عن مدى حاجته ومدى قدرته على استمرار الصبر ومدى صحة قراره بعدم قراره بعدم الزواج... خاصة أن الأمر مركب متعدد الأبعاد ولا يمثل الجانب الجنسي إلا أحد أبعاده المجسمة... وربما كان تركيزنا عليه هو أن سؤال قد تعلق به وربما لأنه الجانب المسكوت عنه في قضية الطلاق والذي يحتاج فعلا إلى مواجهة صريحة وفتح لهذا الملف لتتحدث المطلقات فيه بصراحة وصدق مع النفس حتى يمكن التعامل والعلاج وتقليل الآثار السلبية؛ لأن الإنكار وحده لا يصلح للعلاج بل ربما يفاقم المشكلة.. إن فتح ملف المطلقات بصورة عامة ونظرة المجتمع لهن والتوازن بين احتياجاتهن وبين مسئولياتهن ناحية أولادهن سيفتح حوارا حول قضايا كثيرة قد تكون القضية التي أثرتها في رسالتك أحدها وهو ما نجتهد لعمله في صفحتنا الجديدة نادي المطلقات التي نرجو أن يكون هذا الرد هو بداية لفتح هذا الملف الشائك من خلال الصفحة.




توقيع اسير الصحراء
((( لمحبي الأناشيد الأسلامية أتمنى دخولكم متجدد )))