علاقتي بأخواتي ..كراهية ..جفاء..أم حساسية
المشكلة
أريد تحسين علاقتي بأخواتي، نحن 4 أخوات، أنا 19، والأصغر 18 ثم 16 و14، علاقة البنتين 16 و18 معا جيدة، أما معي فأشعر أنهن يكرهنني حتى أمي أحيانا تقول لي أنت جافة ولئيمة؛ لأني عندما أطلب من الأصغر مني شيئا لا أنتظر وأزعل إذا لم تجبني بسرعة، أعترف أني حساسة جدا.. فما الحل؟
الحل
تقول الأستاذة أمان جرعود – ناشطة جمعوية بجمعية إنصاف للمرأة والطفل المغرب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بعد اطلاعي على المشكلة التي بعثت بها الأخت بشرى مشكورة، أثارني وجود عدد من العبارات السلبية، من قبيل: علاقتي بأخواتي ضعيفة، يكرهونني، جافة، لئيمة، أغضب، لاأنتظر، حساسة جدا...
وأقول: لماذا هذا التركيز على ما هو سلبي؟ ولماذا نرى الأشياء أصلا بهذا السوء؟
أما علمت حبيبتي أن التركيز على السيئ يبقيه وأن كل إنسان فيه من السلبيات كما فيه من الإيجابيات، وأن التحدي الأكبر هو كيف نرجح كفة الحسن على السيئ، وهذه مسيرة حياة وجهاد عمر لايتحقق بين عشية وضحاها.
الأمر الثاني والذي أعتبره مؤشرا إيجابيا، هو ما لمسته وراء السطور من رغبة أكيدة في التغيير وتصويب السلوكيات التي ترينها غير سوية بسلوكيات مقبولة وإيجابية، لكن هذه الرغبة ستظل حبرًا على ورق إذا لم تترجم إلى مواقف وأفعال تقفز بك تدريجيا نحو الهدف، ورسالتك هاته أعتبرها بداية الفعل.
إن الإحساس بعدم القدرة على التكيف مع المحيط ونوبات الغضب المتكررة والانفعال الفوري وغيرها من الحالات، تكاد تكون طبيعية لمن هن في مثل سنك، المهم أن توجه وتساس بالحكمة والمرونة اللازمتين دون أن نعتبرها عقبات لا يمكن تجاوزها، أو قدَرًا محتومًا لايمكن الفكاك منه.
ومع مرور الوقت نكتشف أننا نصنع تجربتنا من خلال إحباطاتنا وخطئنا وفشلنا كما نصنعها من خلال نجاحاتنا وانتصاراتنا.
أختي بشرى..
إن من نعم الله العظيمة التي لا تعد ولا تحصى، حضن العائلة ودفء العائلة، هذا الركن الذي نستشعر فيه الأمن والطمأنينة والاستقرار، ولكي نحافظ على هذا الصرح العظيم لا بد أن تطبع العلاقات فيه بطابع المحبة والاحترام والتسامح والعطاء اللا مشروط، وليس جرما أن تحدث بين الأشقاء مشادات أو خلافات أو مضايقات، لكن الجرم أن نسمح لمثل هذه المشوشات أن تخدش علاقات الإخاء والألفة والارتباط.
جربي أن تكوني أكثر تسامحًا وأكثر مرونة، وتدربي على السكينة وضبط النفس في التعامل مع شقيقاتك ومع غيرهن، وستكتشفين أنك أكثر قدرة على نسج علاقات إيجابية سواء داخل الأسرة أو خارجها، وللأنشطة المشتركة عظيم أثر في هذا المضمار.
تذكري عزيزتي أنهن يرين فيك الأخت الكبرى يرين فيك القدوة والمسئولية والعطاء، فكوني في مستوى تطلعاتهن، فبالمحبة والبذل تحترمين وتطاعين، وليس بالعلاقات السلطوية الآمرة الناهية التي لا تراعي حقوق الآخرين ولا تقبل بغير الطاعة الفورية بديلا.
وأذكرك حبيبتي بباب عظيم لا يرد من قصده وهو باب الدعاء، فالقلوب بيد الله تعالى يقلبها كيف شاء، اسأليه سبحانه أن يكون لك مددًا وعونا لتحقيق ما تريدين، واسأليه سبحانه لأخواتك بظهر الغيب فذلك أدعى أن يُذهب ما بينكن من جفاء.
وخير ما أختم به قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبسمك في وجه أخيك صدقة"، فإذا كنا نؤجر على البسمة فكيف سيكون أجر البذل والعطاء والمحبة والخدمة والاهتمام والنصح... فسبحان من لا يضيع أجر من أحسن عملا.
هذا الأمر عزيزتي لا يحتاج منك سوى همة وإرادة حقيقية للتغيير، لا أظن إلا أنك لها بإذن الله تعالى.
ويضيف د.نبيل غزوان:
الأخت الفاضلة بشرى من فلسطين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ربما كونك تقلقين من عدم تلبية رغباتك راجع إلى كونك لا شعوريا تريدين أن تحتلي مكان الأم إزاء أخواتك. وهذا ربما قد لا يقبلنه بطريقة مباشرة.
فأنت حقيقة تكبرينهن سنا وتجربة ونفسيًّا؛ ولذلك تريدين أن تكوني مثالا وقدوة لهن، هذا من جهة ومن جهة أخرى ربما أن هناك بعض الظروف الأسرية أو الاجتماعية قد تقف أمام الاستقلالية الذاتية التي تسعين إليها بحكم سنك، وهذا ما يجعلك حساسة.
أنصح والديك أن يساعداك؛ وذلك بتغيير النظرة الطفولية إليك وجعلك في مستوى نضج ومسئولية، حتى يقتدي بذلك أخواتك.
والسلام عليكم ورحمة الله.