زوجي يدفعني لكراهية أهله!
المشكله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أنا امرأة متزوجة منذ 6 أشهر، زوجي سافر بعد زواجنا بشهر للعمل، أسكن الآن عند أهلي.
مشكلتي مع زوجي هي أهله، فقد كان يريدني أن أسكن مع أهله بدل أهلي، مع العلم أنهم يقيمون معنا في نفس المنطقة، طبعا رفضت تماما، كيف أعيش بين حماتي وحماي بدون وجود زوجي وما الداعي لوجودي في بيتهم، علما أنني لن أكون مرتاحة بينهم وستكون تحركاتي مقيدة ومراقبة لأنهم أناس غير بسيطين.
حدثت بيننا مشادات كثيرة لهذا الأمر عن طريق الهاتف طبعا، كنت أعلم بسفره عندما خطبني واشترط عليه والدي أن أقيم عند أهلي وهو مسافر ووافق على هذا الشرط. المهم في النهاية ومع إصراري أقمت في بيت أهلي، علما أن بيت أهله صغير، ولا يوجد مكان لي للنوم سوى غرفة صغيرة، أما في بيت أهلي فلي غرفتي المستقلة التي اعتدت عليها.
بالإضافةإلى مشكلة الإقامة هناك مشكلة الزيارات: زوجي يريدني أن أزورهم كل يوم أو كل يومين، كل يوم يسأل عن نفس الموضوع، هل زرتهم؟ هل رأيتهم؟ كم ساعة جلست عندهم؟ ماذا تحدثتم؟ ومن هذه الأسئلة المستفزة بالنسبة لي.
أنا بطبيعتي ثقيلة لا أحب أن أزور الناس كثيرا حتى لو إخوتي أو أخواتي، لا أحب أن أتردد على الناس كل يوم، وماذا يضطرني لزيارة أهل زوجي كل يوم، وحتى لو كنت في بيت مستقل فلن أزور أهلي كل يوم.. هذا طبعي!.
حاولت إقناعه بأن العبرة ليست بكثرة الزيارات، يعني ممكن أزورهم كل يوم ولا أفتح قلبي لهم، والنتيجة في النهاية واحدة، يريدني أن أذهب لأتغدى عندهم هكذا بدون حتى أن يتصلوا بي هاتفيا، يعني أنا أعزم حالي عالغدا، يقول لي: "هذا بيتك ومش محتاجة عزومة".
والله مرت فترة 5 أشهر لم يتصلوا بي فيها شخصيا إلا مرة واحدة تقريبا حتى أتغدى عندهم، وبقية الأيام أنا من يذهب بدون أي اتصال بناء على رغبته، ثم يريدني أن أنام عندهم! يعني ألا تكفي زيارة ساعتين أو ثلاث؟ أيجب أن أقضي يومين متتاليين مثلا؟! وأنا لا أحب أن أنام في أي مكان، كما أني عندما أبيت عندهم أقلق طوال الليل، لا أقدر على تغيير مكاني هكذا كما يريد هو.
إن نفسيتي أصلا متدهورة لأني عروس وهو بعيد عني، يعني بالعامية "مش ناقصة" هَم فوق همي،. وهو همه على أهله، والله بتصرفاته هذه كرهني فيهم، أصبحت أزورهم فقط بناء على رغبته، أو أنام عندهم مجبرة، يعني صار الأمر تأدية واجب ثقيل، مع العلم أن علاقتي معهم بالنسبة لي جيدة، أي إنني أزورهم، ولا أقصر معهم بالمجاملات، الهدايا مثلا أحضر كل فترة وفترة غداء أو عشاء ونتناوله معا، أي أجد نفسي بارة بهم ولا أفهم لماذا يطلب مني المزيد.
كانت هذه مشكلتي وسألخصها في أسئلة:
* هل قراري بالإقامة في بيت أهلي صحيح؟.
* هل زيارتي لهم مرة أو مرتين بالأسبوع كافية أم يجب كل يوم على رأيه؟.
* هل يجب أن أبيت عندهم مع العلم أنه ما عندهم مثلا بنت من عمري.. فقط حماي وحماتي، يعني أمل لو جلست أكثر من ساعتين.. تنتهي بيننا الأحاديث؟.
* ولو باختصار كيف ممكن تكون علاقتي بأهل زوجي.. العلاقة المثالية؟
ملاحظة: سألحق بزوجي عندما تنتهي إجراءات السفر.. وزوجي فضلا عن ذلك إنسان رائع جدا، لكن لا أريد لحياتنا حتى في المستقبل أن تتعلق بحياة أهله، ولكم مني جزيل الشكر على سعة صدوركم، أرجو أن أسمع منكم الجواب الشافي.
الحل
نبدأ بتهنئتك على الزواج وندعو لك بكل الخير والتوفيق والسعادة فيه، ونرجو أن تضعي خلافك مع زوجك في إطاره الحقيقي بدون مبالغة وألا تتضايقي من ابتعادك المؤقت عنه، وأن تستعدي نفسيا للانتقال إلى زوجك وتستفيدي من ذلك الوقت بقدر استطاعتك في تحسين أمورك الدينية والدنيوية.
هذا فضلا عن تنمية جمالك أيضا، وأن تعتادي الاهتمام بنفسك في كل الجوانب، وأن تزيدي من هذا الاهتمام يوما بعد يوم، ولا تتعاملي مع زوجك على أنه سيظل محبا دائما لك بدون بذل أي جهد كما تخطئ نسبة كبيرة من الزوجات في حق أنفسهن؛ فتفقد كل منهن اهتمام الزوج تدريجيا، بل احرصي على زيادة رصيدك داخل عقل وقلب زوجك دائما.
لذا نتمنى أن تفهمي رغبة زوجك في الإكثار من زيارة أهله؛ فهو يريد الاطمئنان عليهم ولا يجد من يفضلك في القيام بهذه المهمة، كما أنه يعتبرك البديل الوحيد الذي يمكنه الاعتماد عليه في هذا الأمر، فتقبلي ذلك بنفس سمحة ورحبة، واعتبري أن ثقته بك ميزة رائعة وليست عبئا ثقيلا...
ونوافقك الرأي على أن تظلي في بيت أهلك على أن تكثري من زيارة أهله في الفترة التي تنتظرين فيها السفر إلى زوجك، ونود أن تستمتعي بهذه الزيارات وأن تحرصي على أن تنالي الثواب الديني لها، ويمكنك ذلك إذا كان في نيتك طاعة زوجك والبر بأهله وإسعاد والديه وهم غالبا من كبار السن، فإذا ما فعلت ذلك أخذت المكاسب الدينية والدنيوية من هذه الزيارات، وسهلت عليك الأمر كثيرا، وعندئذ ستتعاملين بسماحة نفس مع أسئلته عن الزيارة وستتفهمين أنه يريد الاطمئنان على أنك تحبين أهله.
ونؤكد لك أن هذا يؤكد أن زوجك إنسان بار بأهله وهذا ما يرشحه لأن يكون رائعا معك؛ فاعتبري ذلك مؤشرا جيدا على حسن رعايته لك ولأولاده فيما بعد فاسعدي بذلك بدلا من أن تتضايقي منه.
ونود أن تسعدي بزيارتك لأهل زوجك وأن تقيمي معهم علاقة جيدة، وأن تطرحي عنك مخاوفك من أن تتعلق حياتك الزوجية بحياة أهله، وأن تستبدلي بها الاهتمام بتدعيم علاقتك بزوجك وبالاسترخاء النفسي وطرد القلق تماما من حياتك وحسن التعامل معك؛ فافعلي ذلك من أجلك أنت في المقام الأول.
ويمكنك زيارتهم يوما بعد يوم والمبيت عندهم من آن لآخر، وتذكري أن هذه فترة مؤقتة للغاية وأنك في طريقك للسفر مع زوجك وستعودين بعد الإنجاب بمشيئة الخالق وستتغير الأمور، واستمتعي بزيارتك لهم واعتبريها من قبيل التغيير، وتعاملي بود مع زوجك عندما يسألك عن أخبار أهله وسيقدر لك ذلك. مع دعائنا لك بكل السعادة.
التعديل الأخير تم بواسطة اسير الصحراء ; 02-09-2006 الساعة 02:28 PM.
توقيع اسير الصحراء |
((( لمحبي الأناشيد الأسلامية أتمنى دخولكم متجدد )))
|
|