المسألة السابعة : التخدير ( البنج )
التعريف به : هناك نوعان من التخدير :
1) تخدير كلي
2) تخدير موضعي .
ويتم تخدير الجسم بعدة وسائل :
أ) التخدير الجزئي عن طريق الأنف : بحيث يشم المريض مادة غازية تؤثر على أعصابه ، فيحدث التخدير .
ب) التخدير الجزئي الصيني : وهو نوع من العلاج الصيني ، ويتم بإدخال إبر مصمتة جافة إلى مراكز الإحساس ، تحت الجلد ، فتستحث نوعا معينا من الغدد على إفراز المورفين الطبيعي ، الذي يحتوي عليه الجسم ، وبذلك يفقد المريض القدرة على الإحساس . وهو في الغالب تخدير موضعي ، ولا يدخل معه سيء إلى البدن .
ت) التخدير بالحقن : وقد يكون تخديرا موضعيا كالحقن في اللثة والعضلة ونحوهما . وقد يكون كليا وذلك بحقن الوريد بعقار سريع المفعول ، بحيث ينام الإنسان في ثوان معدودة ، ثم يدخل أنبوب مباشرة إلى القصبة الهوائية عبر الأنف ، ثم عن طريق الآلة يتم التنفس ، ويتم أيضا إدخال الغازات المؤديه إلى الوعي فقدانا تاما .
وقد يكون مع المخدر إبرة للتغذية ، فهذه لها حكمها الخاص ، وسيأتي الكلام عليها .
حكم التخدير:
- التخدير بالطريقة الأولى لا يعد مفطرا ـ لأن المادة الغازية التي تدخل في الأنف ليست جرما ، ولا تحمل مواد مغذية ، فلا تؤثر على الصيام .
كذلك التحذير الصيني لا يوثر على الصيام ، لعدم دخول أي مادة إلى الجوف ، وكذلك التحذير الموضعي بالحق له الحكم نفسه .
أما التخدير بالحقن فإذا كان تخديرا موضعيا فلا يفطر لعدم دخول شيء إلى الجوف .
أما التخدير الكلي بحقن الوريد :
اختلف فيه العلماء : وقد تكلم فيه العلماء السابقون في مسألة المغمى عليه ، هل يصح صومه ؟
وهذا لا يخلوا من أمرين :
الأول : أن يغمى عليه جميع النهار : بحيث جزءا من النهار : فهذا لا يصح صومه عند جمهور العلماء .
ودليله قوله في الحديث القدسي : يدع طعامه وشهوته من أجلي ) فأضاف الإمساك إلى الصائم ، والمغمى عليه لا يصدق عليه ذلك .
الثاني : أن لا يغمى عليه جميع النهار : فهذا موضع خلاف .
والصواب أنه إذا أفاق جزءا من النهار أن صيامه صحيح ، وهذا اختيار شيخ الإسلام بن تيمية ، والعلامة عبد العزيز بن باز .
قال شيخ الإسلام : أنه لا يشترط وجود الإمساك في جميع النهار ، بل اكتفينا بوجود في بعضه ، لأنه داخل في عموم قوله :( يدع طعام وشهوته من أجلي ).
بناء على ما سبق فالتحذير الذي لا يستغرق كل النهار ليس من المفطرات التي تفسد الصوم ، لعدم وجود ما يقتضي التفطير ـ أما التخدير يستغرق كل النهار فهو مفطر والله اعلم .