المسأله الثالثة : منظار المعدة
التعريف به : هو جهاز طبي يدخل عبر الفم إلى البلعوم ، ثم إلى المريء ، ثم المعدة .
والفائدة منه : أنه يصور ما في المعدة ليعلم ما فيها من قرحة ونحوها ، أو لاستخراج عينه صغيرة من المعدة لفحصها ، أو لغير ذلك من الإغراض الطيبة .
والعلماء السابقون تكلموا على مثل هذا : في مسألة: ما إذا دخل شيئا إلى جوفه غير مغذ كحصاة أو قطعة حديدة ونحو ذلك ، والمنظار مثل هذا ، فهل يفطر ؟
القول الراجح : أنه لا يفطر مما دخل إلى المعدة إلا ما كان طعاما أو شرابا ، وهو مذهب بعض المالكية ، واختيار شيخ الإسلام بن تيمية .
وأدلة هذا القول :
1- أن المقصود بالأكل والشرب في النصوص هو الأكل المعروف الذي اعتاد عليه الناس ، دون أكل الحصاة والدرهم ونحوهما ، فإن هذا لاينصر إليه النص .
2- أن الله ورسوله وإنما جعلا الطعام والشراب مفطرا لعلة التقوى والتغذي ، ولا لمجرد كونه واصلا إلى الجوف .
وبناء على القول بأنه لا يفطر إلا المغذي فقط فالمنظار لا يفطر ، لكونه جامدا لا يغذي ، وهذا ما أختاره العلامة محمد بن عثيمين .
والقول بعدم التفطير هة الإقرب ، لأنه لايمكن اعتبار عملية إدخال المنظار أكلا لا لغة ، ولا عرفا ، فهي عملية علاج ليس أكثر .
تنبيه : إذا وضع الطيب على النظار مادة دهنية مغذية لتسهيل دخول المنظار فهنا يفطر الصائم بهذه المادة لا بدخول المنظار ، وذلك لأنها مفطرة بذاتها ، فهي مادة مغذية دخلت المعدة ، وهذا يفطر بلا إشكال .