اضيف هذا لموضوعك
تساق بعض التبريرات للقرار الذي يقضي بجعل مادة التربية الإسلامية مادة اختيارية، يحاول مسوقوا هذا القرار تضليل الناس بها ، لذا اقتضى الرد على هذه التبريرات الواهية وبيان فسادها حتى لا ينخدع بها أحد ، من هذه التبريرات " أن حاجة الطالب من التربية الإسلامية تم تلبيتها من الصف الأول إلى العاشر" وهذه هي أقوى حجة يحاول أن يتحجج بها المسوقون لهذا القرار، والتي قد تنطلي على من هو خارج الميدان التربوي ولم يتعاطى مع مناهج هذه المادة ، ولكن في حقيقة الأمر أن هذه الحجة هي أضعف حجة يحتجون بها ، وقد حرصت أن آخذ رأي الطلاب والمعلمين في ذلك ، حيث قمت بمقابلة عينة من الطلاب لمعرفة رأيهم حول مناهج التربية الإسلامية من الصف الخامس إلى الثاني العاشر ثم عرضت هذه الآراء على معلمي المادة فأكدوا لي مصداقيتها، وإليكم رأيهم حول هذه المناهج التي يدعي مسوقو هذا القرار أنها كافية وافية لا يحتاج الطالب إلى شيء بعدها :
1.المادة العلمية في هذه المناهج قليلة وبسيطة وسطحية لا تشبع حاجة الطالب في نفس الموضوع، فلا يوجد عمق في الطرح، ليس فيها معلومات مفيدة ، إحدى الطالبات تقول: لسنا في حاجة إلى كتبكم لضحالة المعلومات التي فيها، فهي لا تشجعنا على فتحها والقراءة فيها،ولا تدفعنا إلى إعطاءها الوقت في المذاكرة لأن معلوماتها بسيطة، ولولا إثراء المعلمة لها ما فتحناها.
إحدى الطالبات تقول: عندما أصبحت الكتب بهذه الضحالة في المعلومات شعرنا بعدم إشباعها لحاجاتنا، مما دفعنا إلى البحث عن المعلومة في غير الكتاب.
2.التكرار : ويشمل التكرار في المواضيع بحيث تجد مواضيع طرقت في صف، ثم يتم طرقها في أحد الصفوف التي بعده بنفس المعلومات التي طرقت سابقاً ، وقد يكون التكرار في المفاهيم والحقائق والأفكار، والمعلومات في كل صف، وأحيانا في الصف نفسه مع اختلاف الفصل الدراسي ، فهناك مواضيع في الفصل الدراسي الأول ، يتكرر طرقها في الفصل الدراسي الثاني.
3.عدد الآيات المضمنة في المنهاج عدد قليل لا يتناسب مع حاجة الطالب من القرآن الكريم ، والشرح لهذه الآيات غير كاف ، مختصر.إضافة إلى ذلك عدد الآيات المقررة للحفظ قليلة جداً.
4. بعض المناهج تخلو من أحاديث مقررة للحفظ، بل أن عدد الأحاديث المقررة للدراسة بشكل عام قليل وموضوعة في الهوامش، إضافة إلى عدم وجود شرح لهذه الأحاديث،وإذا وجد شرح فمختصر مخل ،كما أنه لا يوجد تعريف براوي الحديث ، مما يعكس عدم أهمية السنة النبوية عند مؤلفي الكتاب.
5.السيرة شبه معدومة ، وكثير من الأفكار غير مدعمة بالقصص فالدروس تكاد تخلو من القصص، قلة الاستشهاد بمواقف من حياة الرسول ومن حياة الصحابة.
6.قلة الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالطالب يحتاج إلى قدوة يقتدي به، فلا بد من وجود دروس تتحدث عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصفاته.
7.مطالبة شديدة من قبل الطلاب لإدخال الدروس المتعلقة بغزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ، والآيات والأحاديث المتعلقة بالجهاد حتى يتعرف الطالب على المفهوم الصحيح للجهاد.
8.قلة الدروس التي تبني العقيدة لدى الطالب، والدروس المقررة لا تفي حاجة الطالب من العقيدة مع وجود تكرار المعلومات والحقائق.
9.بعض الطلاب يطالبون بدروس تبين أهمية القرآن الكريم، وآليات تساعدهم على حفظه.
10.هناك اختصار مخل في دروس التجويد ، إضافة إلى أنه لا توجد دروس في التجويد في الصفوف العاشر والحادي عشر والثاني عشر مع حاجة الطالب إليها.
11.بعض الطلاب يطالبون بدروس تبين الإعجاز العلمي والبياني في الآيات والحديث الشريف ، ولا يقتصر على تعريف الإعجاز وبيان أنواعه
12.عدم ربط الدروس بالواقع ، فلا توجد أمثلة من بيئة الطالب، مما يوحي بأن هذه التوجيهات مثالية لا يمكن تطبيقها على الواقع.
13.كثير من الأفكار والحقائق غير مدعمة بالدليل الشرعي.
14.المنهج يفتقد إلى الكثير من القضايا التي يحتاجها الطالب في حياته ، فهناك قضايا فكرية وقضايا فقهية وقضايا أخلاقية، يحتاج الطالب إلى معرفتها ومعرفة الحكم الشرعي لها إلا أنها غير موجودة في المنهج.
15.المنهج جامد لا يخاطب عاطفة الطالب ووجدانه ، فهو مجرد عرض للمعلومات ، الدروس تخلو من الناحية الوجدانية، المواضيع لا تبعث على الخشية ولا تحرك المشاعر نحو الله تعالى.
16.طريقة عرض الدروس بنظام الوحدة الذي يدور حول فكرة واحدة ، هذا لا يفيد الطالب، يفضل الطلاب التقسيم السابق للكتاب والمقسم إلى : تفسير، عقيدة ، فقه ، سيرة ، أخلاق.ويرفضون نظام الوحدات بالطريقة الحالية لأن الوحدة في هذه الطريقة تدور حول فكرة واحدة بينما التقسيم السابق كانت الموضوعات متنوعة لا يشعر الطال معها بالملل ، وتعطيه معلومات دسمة حول الكثير من القضايا التي يحتاجها في حياته.
17.عدم كفاية الحصص المخصصة لتدريس مادة التربية الإسلامية، إحدى الطالبات تقول معترضة : لماذا تعطى مادة التربية الإسلامية ثلاث حصص، بينما تعطى اللغة الإنجليزية خمس حصص؟
الكل اتفق على أن كتب التربية الإسلامية من الخامس إلى الثاني عشر جميلة في الإخراج الفني، هزيلة في المحتوى والمضمون لا تشبع حاجة الطالب من أمور دينه.
هذا هو رأي الطلاب والمعلمين في مناهج التربية الإسلامية من الصف الخامس إلى الثاني عشر ، وأنا أضمن لكم أن هذا الرأي لا يختلف في جميع مناطق السلطنة ، فهل بعد هذه الآراء ندعي أنها كافية وأن الطالب لا يحتاج أكثر من ذلك.
م
ن
ق
و
ل