السلام عليكم ورحمه الله وبركاته...
ما أجمل رحاب مكة الطاهرة.. وما أروع لحظات نقضيها في الحرم المكّي الشّريف.. وما أطيب ذكرياتنا فيه.. لكن رغم الرّوحانية الرّائعة.. نتعرّضُ أحياناً لمواقف طريفة بسبب إهمالنا أو ارتباكنا في الزّحام أو عدم قدرتنا على التصرّف بشكل صحيح..
حجاج يطيرون!
تقول:
في الطّواف كان بجوارنا طفل صغير مع والدته، حين رأى من يحملون الحجّاج الكبار في السنّ على كراسي خشبيّة ويطوفون بهم إلاّ وصرخ.. ماما.. شوفي الرجال يطير!!
صورة ابني عطيات!!
تقول:
صلّت بجانبي أخت من بدو سيناء.. وكانت على ما يبدو امرأةً كبيرةً في السنّ وأميّة، نصحتْها والدتي ألاّ تتلفّت في الصّلاة لكنّها لم تستجب، واستمرّت تتلفّت أثناء صلاتها يمنةً ويسرة، بل وتنادي ابنتها بصوت عال أثناء الصلاة!! وبعد الصّلاة
التفتت إلي قائلة:
يبدو أنّكم أُناس طيّبون وتعرفون الدّين.. أنا عندي سؤال يا بنتي.. قلتُ تفضّلي.. فقالت أنا معي صورة ابني (عطيات) وهو ما بيخلفشي ( لا يُنجب).. معلش أورّي صورته لربّنا علشان يديه ولاد؟ وأخذت تريني صورة ابنها.. فجحظت عيناي وكدت أنفجر ضاحكةً لولا أنّي راعيت مشاعرها..
فقلت لها.. كلا يا حاجة هذا خطأ.. فهل ربّنا عزّ وجل يجهل من هو (عطيات)؟؟
فقالت: أنا بس بادعي ربّنا.. وعايزاه يشوف ابني..!
فوضّحت لها الأمر بهدوء وأنا أدعو لها ولذريّتها بالعلم النافع..
البلديّة.. تزرع الأرجل!!
مدّت الأفريقية الصغيرة لي يدها تطلب مالاً وهي لا تقوى على الحَراك فهي تبدو مقطوعة الرّجلين.. أخذتني الرّأفة بها.. وبدأت أبحثُ عن ريالات في جيبي.. وفجأة جاءت البلديّة وبدأت مثيلاتها بالصّراخ.. بلدية! بلدية!.. فإذا بهذه المُعاقة تخرج لها رجلين (لا أعرف كيف) وتركض كأسرع ما يكون ما شاء الله!!
جلسة في مكان مميّز
جداً..!
اخترت صحن الحرم بين صلاة المغربِ والعِشاء للتّلاوة وتأمّل البيت العتيق، وكان ذلك وقت إصلاحات زمزم، فاحترت أين أذهب. كلّما جلست في مكان قالت لي الأخت المُراقبة: هذا مكان صلاة ومرور.. اذهبي لمكان آخر..
وأخيراً وجدت مساحة صغيرة فارغة لا يجلس فيها أحد.. فاستغربت.. ووجدت فيها لفائف بيضاء تبدو كسجّادات مطوية أو أكياس اسمنت.. لم أنتبه لها.. فأسرعت وجلست بينها وبدأت أقرأ من مُصحفي.. فإذا بالمُراقبة تصرخ علي وهي مندهشة.. يا أخت قومي!.. كيف تجلسين بين الجنائز المعدّة للصّلاة عليها؟!!
" منقــــــول لرســــم ابتسامة على هذه الوجوه الطيّبة "