قال بعضهم: إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله، وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله، وإذا تعرفوا إلى كبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة ففر أنت إلى الله تودد إليه، تنل بذلك غاية والرفعة. السير في الدنيا سير في أرض مسبعة والسباحة فيها سباحة في غدير التمساح، والمفروح به منها هو عين المحزون عليها، آلامها متولدة من لذاتها وأحزانها من أفراحها، كيف يفرح بها من له زوجة لا ترحمه وولد لا يعذره وجار لا يمنه، وصاحب لا ينصحه، وشريك لا ينصفه، وعدو لا ينام عن معاداته، ونفس أمارة بالسوء، ودنيا متزينة، وهوى أمرد وشهوة غلبة، وغضب قاهر، وشيطان مزين له، فإن تولاه الله وجذبه إليه انقهرت له هذه كلها، وإن تخلى عنه ووكله إلى نفسه اجتمعت عليه فكانت الهلكة. فعلى كل مسلم أن يتمسك بأهداب الدين، وأن يعبد الله على يقين، كما يجب على كل مؤمن أن يوثق الصلة بينه وبين خالقه سبحانه وتعالى ليحيا سعيداً في الدنيا والآخرة.