منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - جملة أحكام الصوم
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 5  ]
قديم 10-15-2007, 06:51 PM
جعلاني جديد


المشاركات
9

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2007

الاقامة
الامارات

نظام التشغيل
UAE

رقم العضوية
4657

روح العين is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي تابع لموضوع جملة أحكام الصوم
5/ ليلة القدر: إن في هذه الليلة المباركة نزل القرآن من السماء الدنيا إلى قلب رسول الله عز وجل بواسطة جبريل عليه السلام، وهي ليلة كما وصفها الله عز وجل خير من ألف شهر يقول الله تعالى:"إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة خير من ألف شهر"(سورة القدر :3) . وتكون في أوتار العشر الأواخر من شهر رمضان، تتقدم وتتأخر فيها، ولا تخرج منها، وكان من حكمة الله تعالى ورحمته بعباده أن جعلها غامضة مبهمة ومخفية في العشر الأواخر من شهر رمضان، ليتحراها المسلمون، لتعلوا همتهم ويشتد طلبهم ويحيوا الليالي الأخيرة كلها بقيام وعبادة ودعاء، ليتزود بالتقوى والتقرب إلى الله عز وجل. وهكذا نجد النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في هذه الأواخر من رمضان. فقد روت سيدتنا عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان ملا يجتهد في غيره، وفي العشر الأواخر منه ما لا يجتهد في غيره) .رواه الترمدي.
وقد تضافرت الأحاديث والأخبار على أنها في العشر الأواخر، والسبع الأواخر من رمضان وأنها في الوتر من الليالي، فعن إبن عمر رضي الله عنهما قال : "أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحر يها فليتحرها في السبع الأواخر) .رواه البخاري .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تحروا ليلة القدر في الوثر من العشر الأواخر من رمضان) .رواه البخاري
فهي إذن ليلة خير من عبادة ثلاثة وثمانين سنة، ويكون فيها نوع من انتشار الروحانية ونزول الملائكة إلى الأرض، وتتقرب إلى المسلمين وتتباعد عنهم الشياطين، ويستمر ذلك الجو الرباني إلى مطلع الفجر.
6‌) الاعتكاف: وهو ملازمة الأمر أو الشيء وحبس النفس عليه، وهو الإقامة الكاملة في المسجد ولزومه للعبادة والذكر والخلوة فيه لمراقبة الله ومناجاته، وأفضل المساجد للاعتكاف المسجد الحرام، فمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، فالمسجد الأقصى، ثم أي مسجد من مساجد المسلمين. فلاعتكاف أحكام يجب التقيد بها منها عدم الخروج من المسجد إلا للضرورة أو لحاجة شديدة، وكذا عدم مباشرة النساء، ويرى بعض الفقهاء أن الاعتكاف لا يكون إلا مقترنا بصوم.
والدليل الدال على ضرورة لزوم المسجد في الاعتكاف وعدم الخروج منه إلا لحاجة شديدة ما روته سيدتنا عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف يدني إلي رأسه فأرجله وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفا) رواه البخاري .
قال الإمام مالك: ولا يبيت المعتكف إلا في المسجد الذي اعتكف فيه إلا أن يكون حباؤه في رحبة من رحاب المسجد، ولم أسمع أن المعتكف يضرب بناء يبيت فيه إلا في المسجد أو في رحبة من رحاب المسجد، ويدخل المعتكف المكان الذي يريد الاعتكاف فيه قبل غروب الشمس من الليلة التي يريد أن يعتكف فيها 12.
إن الاعتكاف رياضة روحية وتزكية نفسية وتطهير للقلب والعقل من غلبة أغراض الدنيا على نفس المؤمن. لمساعدة النفس على التفرغ لممارسة ألوان العبادات من صلاة وذكر لله تعالى من تسبيح واستغفار، وتلاوة للقرآن وتدبر لآياته، وحفظه، وطلب للعلم الذي ينفع المسلم في آخرته، وخلوة لمراقبة الله ومناجاته ودعاء ابتهال وتوبة ومحاسبة النفس، ويلجأ إلى كل هذا ليزداد شوقا ورضا الله عز وجل ولقائه، ولهفة إلى عفوه ومغفرته وحبه.
7/الاعتمار: وهو زيارة بيت الله الحرام للطواف والسعي في رمضان إذ قال صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: (فإذا كان رمضان اعتمري فيه فإن عمرة في رمضان حجة) رواه البخاري ، وقوله صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما) رواه البخاري. غير أنه يجب أن يعلم أن العمرة في رمضان وإن كان لها مثل ثواب الحج، إلا أنها لا تسقط فريضة الحج ،وقد وقع خلاف حول ما إذا كان الأفضل العمرة في رمضان، أو في شهر الحج، فقيل أن العمرة في رمضان لغير النبي أفضل، وأما في حقه فما صنعه أفضل وذلك لأنه فعله للرد على أهل الجاهلية الذين كانوا يمنعون الاعتمار في أشهر الحج وهذا هو رأي الجمهور.
تانيا-. صوم الكفارة: وهي ما يكفر به الذنب المترتب على المخالفة للشارع، فمن خالف الشارع فجامع أمراته في نهار رمضان أو أكل أو شرب عمدا وجب عليه أن يكفر عن هذه المخالفة بفعل واحد من ثلاث:
إما عتق رقبة مؤمنة، أو صيام شهرين متتابعين، أو إطعام ستين مسكينا لكل مسكين مدا من بر أو شعير أو ثمرا بحسب الاستطاعة، وتعدد الكفارة المخالفة فمن جامع في يوم وأكل أو شرب في يوم آخر فإن عليه كفارتين، يقول ابن عاشر في منظومته:
وكفرن بصوم شهرين ولا أو عتق مملوك بالإسلام حلا
وفضلوا إطعام ستين فقير مدّا المسكين من العيش الكثير13
والحكمة من الكفارة هي صون الشريعة من التلاعب بها وانتهاك حرمتها، وتطهر نفس المسلم من آثار ذنب المخالفة التي ارتكبها بلا عذر. ومن هنا كان ينبغي أن تؤدي الكفارة على النحو الذي شرعت عليه كمية وكيفية حتى تنجح في أداء مهمتها بإزالة الذنب ومحو آثاره من على النفس، والأصل في الكفارة14. قول تعالى: "إن الحسنات يذهبن السيئات"(هود:) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيث كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن).رواه الحاكم
ثالثا- صيام الندر: وهو الصيام الذي يفرضه المسلم على نفسه تقربا لله عز وجل ويجب على الوجه الذي ندره به، فمن ندر صيام يوم أو أيام معينة وجب عليه صيامها لقوله تعالى: "وليوفوا ندورهم".
رابعا: صيام التطوع:
هو الصيام الذي يؤديه المسلم تقربا لله قصد الاستزادة في الأجر والثواب وهو ليس واجبا عليه. وقد اختلفت سنن الأنبياء في الصوم، فنجد سيدنا نوح عليه السلام يصوم الدهر كله، وكان سيدنا داوود عليه السلام يصوم يوما ويفطر يوما، وسيدنا عيسى عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يومين أو أياما.
أما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو يصوم حتى يقال لا يفطر، ويفطر حتى يقال لا يصوم ولم يستكمل صيام شهر إلا رمضان، وكان صلى الله عليه وسلم عارفا بفوائد الصوم والإفطار مطلعا على مزاجه وما يناسبه فاختار بحسب مصلحة الوقت ما شاء، واختار لأمته صياما15 منها:
 صوم يوم عرفة: السر فيه أنه تشبه بالحاج وتشوق إليهم وتعرض للرحمة التي تنزل إليهم وسر فضله. على صوم يوم عاشوراء أنه خوض في لجة الرحمة النازلة ذلك اليوم، والثاني تعرض للرحمة التي مضت وانقضت فعمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثمرة الخوض في لجة الرحمة وهي كفارة الذنوب السابقة والبنو من الذنوب اللاحقة بأن لا يقبلها صميم قلبه. فجعلها لصوم عرفة16 .
فقد روى من النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال" صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية وسئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال يكفر السنة الماضية" رواه مسلم . وكما كان صلى الله عليه وسلم يصوم عشر من ذي الحجة بتمامها وروى عنه أنه قال: (أربع لم يكن يدعهن النبي صلى الله عليه وسلم: صيام يوم عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر والركعتين قبل الغداة) . رواه أحمد
 صوم ستة من شوال: السر في مشروعيتها أنها بمنزلة السنن الرواتب في الصلاة تكمل فائدتها بالنسبة إلى أمزجة لم تتم فائدتها بهم، وإنما خص في بيان فضله التشبه بصوم الدهر لأن من القواعد المقررة أن الحسنة بعشر أمثالها17 .
فقد روى عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر كله) رواه البخاري .
 صوم أيام البيض من كل شهر: وهي اليوم الثالث عشر، والرابع عشر والخامس عشر من الشهر الهجري. فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (أوصاني خليلي بثلاث: وذكر من بينها صيام ثلاثة أيام من كل شهر) رواه البخاري .
 صوم يوم الاثنين والخميس من كل أسبوع: إن هذه الأيام تعوض فيها أعمال بني أدم أمام الله عز وجل، فكان من الأجدى أن تعرض أعمال المسلم وهو صائم ليلقى الله وهو راض عنه، فقد روي أنه صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم الاثنين والخميس فسئل عن ذلك فقال:(إن الأعمال تعرض كل إثنين وخميس فيغفر الله لكل مسلم أو لكل مؤمن إلا المتهاجرين فيقول أخوهما) رواه الترمدي .
 صوم شعبان: وردعن فضل صيام شعبان أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل المثال لا الحصر ما روته سيدتنا عائشة قالت: (ما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان) صحيح البخاري
ويرى جمهور فقهاء الشافعية منع تخصيص النصف الثاني من شهر شعبان بالصيام ووصل رمضان به، وإن حكم ذلك استقبال رمضان بصوم يوم أو يومين ودليلهم قوله صلى الله عليه وسلم" إذا انتصف شعبان فلا تصوموا" . وتخصيص صوم النصف من شهر شعبان من سنة الحبيب الذي كان يكثر في هذا الشهر الصيام تمهيدا وتدريبا واستعدادا لاستقبال خير الشهور وهو رمضان.
 صوم عاشوراء: وسر مشروعيته أنه وقت نصر الله تعالى "موسى" عليه السلام على فرعون وقومه، وشكر موسى بصوم ذلك اليوم، وصار سنة بين أهل الكتاب والعرب، فأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد روى مسلم عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: "لما صام رسول الله يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال: إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع، فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم".18
وذكر العلماء أن صيام يوم عاشوراء على ثلاث مراتب:
- المرتبة الأول: صوم ثلاثة أيام التاسع والعاشر والحادي عشر
- المرتبة الثانية: صوم يوم التاسع واليوم العاشر - المرتبة الثالثة:صوم يوم العاشر وحده19

الصوم الحرام:
لقد سن الشرع صيام أيام في السنة وأمر الناس بصيامها، ونهى عن أيام بعدم تخصيصها بصيام وكما أنه حدد لنا بعض الحالات التي يحرم فيها للمسلم بالصيام ومنها:
① صيام المرأة بغير إذن زوجها وهو حاضر: لا يحل لامرأة أن تصوم النفل بغير إذن زوجها أو علمها برضاه، إلا إذا لم يكن محتاجا إليها كأن يكون غائبا أو محرما لحج أو عمرة أو معتكفا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تصوم المرأة وزجها شاهد يوما من غير شهر رمضان إلا بإذنه". والحكمة في ذلك أن زوجها له الحق الواجب عليها في أن يستمتع بها في أي وقت فيحرم عليها الاشتغال بالنقل وإهمال الواجب الذي هو حق الرجل، وهو حق فوري لا يحق تأجيله بفرض له وقت متسع كصلاة ظهر في أول الوقت20 .
② صيام الضيف بغير إذن رب المنزل: قال بعضهم: يكره للضيف أن يصوم بغير إذن رب المنزل وقد ورد في ذلك حديث ضعيف، والحق أن ذلك يرجع إلى حالة المضيف إن كان ذلك يضايقه أو لا يضايقه لأن إزالة أسباب النفرة والجفوة أمر مطلوب من كل مسلم ولا يليق شرعا أن تنزل ضيفا عند أخيك فيتكلف لك ويستعد لإكرامك فترد عليه كرامته، وتمنع عن طعامه وتتركه يأكل وحده.21
3-صوم يوم الشك: حكمته أنه مكروه عند الجمهور، حرام عند الشافعية لقول عمار بن يسار رضي الله عنه:" من صام اليوم الذي شك فيه فقد عصى أبا القاسم". وكره سفيان الثوري ومالك بن أنس وعبد الله بن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق أن يصوم الرجل اليوم الذي شك فيه. وكره الحنابلة صوم يوم الشك واستقبال رمضان باليوم واليومين لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه. أما إن حال دون رؤية الهلال عيم أو قتر وجب صيامه وقد أجزأ إذا كان من شهر رمضان، وفي رواية أخرا عن الإمام أحمد لا يجب صومه ولا يجوز في رمضان. وقال ابن العربي قد حذر النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الشك على معنى الإحتياط للعبادة، وذلك لأن العبادة إنما يحتاط لها إذا وجبت.22
3- صيام عيد الفطر وعيد الأضحى: أجمع العلماء على تحريم صوم يومي العيد سواء كان الصوم فرضا أو تطوعا لقوله عمر رضي الله عنه: (هذان يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما يوم فطركم من صيامكم واليوم الآخر تأكلون فيه من نسككم )رواه البخاري. وهذا ما ذهب إليه الجمهور.
 4 - صوم أيام التشريق: وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر وقيل يومان بعد النحر. فالصوم في هذه الأيام لا يجوز لما" روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعث عبد الله بن حداقة يصيح في مني أن لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب وذكر الله" رواه الدارقطني. واستثنى الجمهور حالة الحج للمتمتع والقارن فأجازوا لهما صيامهما لقول ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما:" لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدى" .رواه البخاري
 صوم الحائض والنفساء: فصوم الحائض والنفساء حرام ولا يصح ولا ينعقد وعليهن قضاء الصوم دون الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم "أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم، فذلك نقصان دينهما" . رواه البخاري
 5- صوم يوم الجمعة منفردا: قال صلى الله عليه وسلم. (لا يصومنَّ أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم قبله أم بعده) رواه البخاري
 6- إفراد يوم السبت والأحد بصيام: قال الحنفية والشافعي والإمام أحمد: يكره إفراد السبت بالصوم المنهى عنه، ولأنه تشبه باليهود وضم إليه الحنابلة يوم الأحد لصيام النصارى تعظيما له.
 7-