منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - جملة أحكام الصوم
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 10-15-2007, 06:49 PM
جعلاني جديد


المشاركات
9

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2007

الاقامة
الامارات

نظام التشغيل
UAE

رقم العضوية
4657

روح العين is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي تابع لموضوع جملة أحكام الصوم
وفي الختم فالسر من عرضي لتاريخ فرض شعيرة الصوم ليس من اجل معرفة أن هذه العبادة قديمة، وأنها كانت مفروضة في جملة من الأديان والشرائع المختلفة فقط. وإنما لنبين الأهمية التي أولها الناس من قبل لهذه العبادة وحرصهم الشديد في أدائها والإكثار منها لما لها من فوائد على النفس والصحة.ولكي نصحح فهم بعض المسلين الذين يظنون أن الإكثار من الصيام يؤثر على الصحة ويضعف من التفكير وهلم جرا، ولهذا نجدهم يقتصرون في صيام رمضان فقط دون أيام أخرى بعده، نظرا لوجوبه عليهم و مخافة العقاب لمخالفة أوامر الله عز وجل. غافلون عن الآثار الايجابية لهذه العبادة على الفرد وعلى المجتمع أيضا. فبواسطتها يمكن للمسلم أن يكبح جماح شهوته ويسيطر على نفسه ألا مارة بالسوء، ليتقرب إلى الله عز وجل فينال الدرجات العلى عنده سبحانه وتعالى.

3- أنواع الصيام
قسم ابن جزي الصيام إلى ستة أنواع: منه الواجب، والسنة، والمستحب، والنافلة، والحرام والمكروه. فالواجب كصيام رمضان وقضاؤه، وصيام الكفارات والصيام المسنون كصيام يوم عاشوراء وهو العاشر المحرم، وقبل التاسع، والمستحب كصيام الأشهر الحرم وشعبان والعشر الأول من ذي الحجة ويوم عرفة وستة من شوال وثلاثة أيام من كل شهر ويوم الاثنين والخميس، أو صيام النافلة وهو كل صوم لغير وقت ولا بسبب، والصيام الحرام كصيام يوم الفطر وعيد الأضحى وأيام التشريق الثلاثة التي بعده وغيرها.
وسنقصر في حديثنا على هذا الموضوع على تقسيم أنواع الصيام إلى ثلاثة أقسام وقي الصيام الواجب والتطوع والصيام الحرام أو المكروه مع ذكر فضل كل نوع من هذه الأنواع:
 أولا: الصيام الواجب:
فأما الواجب فينقسم بدوره إلى ثلاثة أقسام وهي: صوم رمضان:
① صوم رمضان: وهو واجب بالكتاب والسنة والإجماع.
فأما الكتاب فقوله تعالى: "يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" (البقرة 183 )وقوله عز وجل: "(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه)" .البقرة185)
أما السنة فقوله صلى الله عليه وسلم: (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وإقامة الصلاة وإتياء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت ).رواه البخاري
وقد أجمعت الأمة على وجوب صيام رمضان، وأنه أحد أركان الإسلام التي علمت من الدين بالضرورة، وأن منكره كافر مرتد عن الإسلام، وهو شهر فضله الله عز وجل على سائر الشهور واختصه بمزايا متعددة. حيث فيه أنزل القرآن الكريم، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ومن تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى الفريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والخير ثوابه الجنة، وشهر المواساة وشهر يزداد رزق المؤمن، وفضل الله عز وجل كل ما يقع فيه من أفعال وأضرب البر والإحسان ومنها:
2) الصدقة: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أي الصدقة أفضل قال "صدقة في رمضان"رواه الترمدي. وقوله صلى الله عليه وسلم: (من فطر صائما فله أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء) .رواه الترمدي
فهذين الحديثين يوضحان جليا فضل التصدق في شهر رمضان، الشهر الذي يتخلى فيه الناس عن عادتهم الجارفة وعن الصفات الذميمة كالشح وغيرها فيسارعون ويتنافسون فما بينهم في الخيرات وأعمال البر كإخراج الصدقات والعطف على المحتاجين والفقراء وتقديم يد العون لهم قصد نيل الأجر والتواب والتقرب إلى الله عز وجل.
3‌) قيام الليل: كان الحبيب المصطفى يحي ليالي رمضان كلها بالذكر والصلاة والدعاء وكل أضرب العبادة. وإذا دخل العشر الأواخر من رمضان اجتهد في إحيائها أكثر من سابقتها وأيقظ أهله. فقد رويت سيدتنا عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان إذا دخل العشر الأواخر، أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر) .رواه البخاري
قولهارضي الله عنها احيا الليل استعارة على سهره صلى الله عليه وسلم في إحياء الليل في طاعة الله عز وجل، وفيها الحرص على مداومة القيام في هذه الأيام من شهر رمضان وإحيائها بالعبادة والاستكثار من الطاعات. غير أن في عصرنا الحاضر أصبحت هذه السنة المحمدية مهجورة كليا، فقل من المسلمين من يقوم الثلث الأخير من الليل ليناجي الله عز وجل وهو في السماء الدنيا كما في الحديث، إما لأنهم لا يدركون فوائدهاوأجرها العظيم أم انهم أصيبوا بالوهن وهو حب الدنيا وكراهية الموت.
4/ تلاوة القرآن الكريم: نزل القران في شهر رمضان ، فكان من الاجدى أن يكثر فيه من تلاوته أناء الليل وأطراف النهار. ومدارسته وتدبره وتخصيص وقت لحفظه، وقد وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم توضح حاله مع كتاب الله في رمضان ومن ذلك ما رواه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل القراءة في قيام رمضان أكثر مما يطيل في غيره فقد صلى معه حديفة ليلة فقرأ بالبقرة ثم آل عمران، لا يمر بآية تخويف إلا وقف عندها يسأل فما صلى ركعتين حتى جاء بلال، فأذنه بالصلاة وقال صلى الله عليه وسلم: (الصيام والقران يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي رب منفعته الطعام والشراب بالنهارفشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان ). وكما أن الحبيب كان يكثر من تلاوته في رمضان وكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في رمضان. وخلاصة القول أن تخصيص شهر رمضان بفرض الصيام هي الوقت الذي ظهرت فيه النعمة الكبرى التي يجب أن نشكر الله عليها وهي نعمة البدء بإنزال القرآن على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا ريب أن القرآن أقوى ما يطهر القلوب ويسمو بالأرواح.