36_1_17[1].



السلام عليكم و رحمة الله ..



الأمس في مدينة فالنسيا انفجر بركان برشلونة و هنري و حلت عقد اطالت الأمد

لا أريد ان اطيل عليكم في المقدمة ، فهيا معا ندخل في ثنايا الموضوع





| عقدة خارج الأرض الموسم الماضي |



لا يشك أحد أبدا بقدرة الفريق على قهر اعتى الأندية في معقل الكامب نو ، و لكن مهما تكن النتيجة في الكامب نو كبيرة على أي كان فإن المباراة التي تلحقها خارج أرضه تحمل خيبة أمل غير متوقعة ، لنعد للموسم الماضي ، بدأت اللعنة من مباراة اشبيليه برشلونة في الكامب نو ، حيث كان الفريق يخطوا بثبات خارج أرضه فقد فاز بثلاثة " ثلاثيات " على سيلتا (3-2) و على الراسينغ (3-0) و بيلباو (3-1) ، إلا ان وصل لمباراة اشبيليه و فاز فيها أيضا بنفس نتيجة مباراة بيلباو ، و كانت التوقعات تكبر و تكبر و الآمال تأخذ آفاقا جديدة حول لقب الليغا القادم و لكن الفريق سقط في البرنابيو ، ثم عاد امام ريكرياتيفو في الكامب نو ، و اعتقد الجميع ان الأمور عادت لنصابها ، إلا ان التعادل كان حاضرا في الريازور ملعب الديبور و تعادل معه برشلونة 1-1 ، إلى الآن كانت مجرد تعثرات بسيطة ، و تبخرت هذه التعثرات بالفوز على مايوركا (4-1) في مايوركا ، و ادهشنا الفريق بعدها بفوز ساحق على فياريال (4-0) ، و لكن الفريق عاد ليتعادل خارج أرضه و هذه المرة مع ليفانتي و كان لهم عذر غياب رونالدينهو وعدة لاعبين لأن مباراة مصيرية كانت تنتظرهم مع بريمن في دوري الأبطال .

و الآن يعود برشلونة لملعبه مجددا امام ريال سوسيداد و ينهي المواجهة بفوزه بهدف مقابل لاشيء ، و يتعادل مع اتلتيكو بعدها في الكامب نو ، و من هنا بدأت رحلة تعثرات برشلونة خارج أرضه ، فقد سافر الفريق لمدريد للقاء خيتافي و لم يعد إلا بنقطة وحيدة مجددا من خارج الأرض ، فكانت هي المباراة الخامسة التي يفقد فيها برشلونة النقاط خارج قواعده ( 4 تعادلات و هزيمة ) ، و يرجع برشلونة مجددا الى كتالونيا و لكن هذه المرة الى المنتجويك ملعب اسبانيول ، و الكل يضع آمالا على العودة السريعة و التخلص من آثار التعادلات ، و لكن الآمال اندثرت بفقدان النقاط الثلاث كاملة و الخسارة من الإبن العاق ، و من بعد مباراة مايوركا استسلم برشلونة هذه العقدة ، فكان لقاء مايوركا هو آخر لقاء يتمكن فيه الفريق من الفوز خارج أرضه و ذلك في الأسبوع الـ 11 من الدوري ، و استمر على هذه الحال و كان يسقط في المباراة تلوالأخرى امام بيتيس و اشبيليه و فالنسيا و أوساسونا ، حتى تدارك الأمور و لكن للأسف وصل الحل متأخرا في الجولة الـ 27 امام ريكرياتيفو حيث انتصر برباعية نظيفة ، لتكون عودة برشلونة بعد 16 جولة !!

و لم تطل المدة حتى عدنا لنرى الفريق برشلونة يسقط في الخارج ، هذه المرة امام سرقسطة و فياريال ، و لكن انتهى أمر عقدة الموسم الماضي بفوز على سوسيداد بهدفين نظيفين و بفوز كاسح على اتلتيكو مدريد (0-6) في فيسنتي كالديرون ، و انهاء الأمور بخماسية امام جميناستيك ، و لكن بعد فوات الأوان فقد كان اللقب قد طار من يدي برشلونة مع ضياع نقاط سهلة عديدة .



| العقدة تتجدد في انطلاقة موسم 2007-2008 |



انتهى موسم 2006-2007 و عاد برشلونة مع تعزيزات وصفت بأنها الأفضل عى جميع الأصعدة ، فحصاد الصيف كان ابيدال أحد أفضل الأظهرى اليسرى عالميا و الذي كان قد قدم مستوى باهر في كأس العالم 2006 لفت به انظار الجميع ، و ختم على عقد توريه اللاعب الإيفواري المجهول في نظر الناس الضخم صاحب البنية الخارقة و بسن 24 سنة فقط و لديه مهارات و مؤهلات تؤهله للعب في برشلونة و اعرق الفرق و هو مكسب برشلونة في الإنتقالات من الناحية الإقتصادية و الفنية ، ثم اتى بـ بويول Number 2 و هو الأرجنتني غابرييل ميليتو كابتن سرقسطة و صاحب الشخصية القيادية و الروح القتالية فربح برشلونة قلب دفاع حديدي آخر بجانب ماركيز و بويول و تورام ، و لكن ما خفي أعظم فقد تعاقد برشلونة مع العملاق الفرنسي تيري هنري ، و من منا لا يعرفه .؟ حتى من لا يتابع كرة القدم فقد سمع بالطبع بتيري هنري ، هداف البريمير ليغ و اسطورة الأرسنال ، و تسلح برشلونة بهؤلاء الجنود الجدد الذين أضيفوا إلى تشكيلة هي الأبرز في اوروبا ، ليصبح برشلونة جاهزا لموسم جديد توقع فيه الجميع سيطرة كتالونية على الألقاب .

و بعد ان انتهى برشلونة من الجولتين الأسكوتلندية و الآسيوية ، سافر العملاق الكتالوني الى المانيا و حل ضيفا على ميونيخ في أليانز أرينا و فاز عليه وسط جماهيره بـ هدف مقابل لاشيء من ميسي ، فانتهت مرحلة التحضير و بدأنا نرصد و نترقب مباراة افتتاح حكايات برشلونة في الدوري ، ننتظر بارسا ينسينا آلام الموسم الماضي و يدخل موسما الآن و الآمال معلقة عليه ، و كانت البداية في ساردينيرو ملعب الراسينغ ، توقع الجميع بلا استثناء ان النتيجة ستكون ساحقة و لن تقل عن2-0 ، و لكن المفاجئة كانت كبيرة جدا فخرج الفريق بتعادل سلبي يجدد لنا آهات الموسم الماضي ، و يعيد لذاكرتنا عقدة الفوز في خارج الكامب نو ، و لكن عاد التفاؤل من جديد بعد الفوز الساحق على الإنتر (5-0) ، و تبعه بفوز آخر على بيلباو (3-1) و كان فوزا يمكن وصفه المزيف في نظر المشجعين كون المباراة صاحبتها بعض الأخطاء التحكيمية بالرغم من افضلية برشلونة ، فبذلك يحتاج الفريق لتأكيد ما وصل اليه ، و وصلوا للفرصة الأكبر لتأكيد عودتهم و القضاء على هذه العقدة ، فما كان من المباراة التي جمعتهم بأوساسونا في بامبلونا إلا ان تزيد الهموم و يخرج الفريق بتعادل سلبي آخر ، فكان الإنفجار الكبير الذي حمل كل الغيظ المكتوم منذ الموسم الماضي و بدأت حملة كبيرة على ريكارد و الفريق ، و طالبت أصوات كثيرة باقالة فرانك ريكارد ، و باتت الأمور اصعب و اصعب ، و خاصة ان الفريق تنتظره مباريات في قمة الصعوبة امام ليون و اشبيليه و سرقسطة في النوكامب .



| العودة للمسار الصحيح |



بعد تعقيد الأمور و الثورة الكبيرة على ما يحدث للفريق في ظل هذه العقدة ، كان علينا منح 3 فرص لـ ريكارد و رجاله حتى ينهوا المشكلة ، و يعودوا لدرب الإنتصارات ، فالقادم كان 3 مباريات نارية ، فكان الليون المحطة الأولى ، من ليون .؟ انه ليون بطل الدوري الفرنسي 6 مرات و صاحب الخبرة في دور المجموعات ضمن دوري الأبطال ، استقبل الكامب نو هذا الضيف و الجماهير تأمل بأن تعود الهيبة لفريقهم ، فكان لهم ما يشتهون ، فتلك الليلة انفجر الكامب نو في وجه ليون بـ ثلاثية نظيفة هزت أوروبا ، و لم يحرك الفريق ساكنا بعدها من كتالونيا فهو بانتظار النادي الأندلسي اشبيليه احد المنافسين الكبار على الليغا في الموسم الماضي و هذا الموسم وسط افراح تعم كتالونيا بالذكرى الـ 50 للكامب نو ، و لم يخيب رجال ريكارد الآمال هذه المرة و انتهت المباراة بفوز ممتاز بهدفين مقابل هدف في مباراة شهدت سيطرة تامة لبرشلونة ، و بهذا تعود الأفراح للبيت الكتالوني و وتتلاشى الإنتقادات على ريكارد شيئا فشيئا ، و كان عليهم انتظار مباراة سرقسطة العنيد ليروا ردة فعل ريكارد و هل سيستمر بسلسة الإنتصارات الرائعة ، فكانت الإجابة نعم و بصوت عالي ، لأنه حسم المباراة مع درجة امتياز برباعية رائعة كانت قابلة للزيادة لولا اضاعة الفرص ، وبهذا تعود الثقة مجددا بالفريق و يعم الهدوء في اوساط المنتقدين في انتظار أولى الإختبارات خارج الملعب امام ليفانتي في فالنسيا .



| هنري و حكاية أخرى مع الليغا |



في حين كان برشلونة يعود للطريق الصحيح ، كان تيري هنري يعاني محليا في الدوري الإسباني ، حصل على فرصته و لعب كل مباريات الليغا كأساسي ( ما عدى الراسينغ ) و لكن الغريب هو ان محصلة الأهداف كان Zero ، و مهما تكن للإصابة آثار فإن الأمر يدعوا للإستغراب هنري الهداف الكبير لا يسجل أي هدف رغم لعبه 5 مباريات في الدوري !!

للأسف هنري قدم كل ما يملك و وصل لأكثر من مرة و لكن الحظ كان يقف كحائط له ، 3 كرات في العارضة ، و انفرادات بالجملة تضيع منه ، و الفريق كل الفريق يعمل من اجل ايصال الكرة لهنري ليسجل و يكسر النحس المستمر ، فسجل في ليون و لكن الليغا تختلف عن دوري الأبطال ، و حتى الأمس كان هنري يقاتل ليسجل و يفوز بأولى اهدافه بالليغا مع برشلونة .



| بهاتريك يصنع الفارق و يحل العقدة |



وصل الفريق مرة أخرى لمباراة تلعب خارج أرضه ، و كأغلب المباريات التي تسبق المباراة التي تقام خارج الأرض ، فإن برشلونة يكون بكامل الثقة و قادم من فوز كبير سواء بثلاثية أو رباعية ، و هذه المرة كان الشعار " نعم لقد عدنا " و دخل الفريق المباراة و الفوز نصب عينيه ، ليفانتي الفريق الأخير في الليغا و لكنه صعب المراس كأي نادي آخر يلعب امام برشلونة ، فإنه ينقلب 180 درجة و يقدم كل ما يملك ، و الملعب هو ملعب استعصى على برشلونة في آخر مباراتين فيه حيث خرج منه بتعادلين 1-1 مرة في 2005 و أخرى في الموسم الماضي .

الآمال ان تكون الثالثة ثابتة هذا الموسم و يقضي برشلونة على هذه العقدة ، و فعلا كان له ما يريد ، و لكن طعم الفوز اختلف هذه المرة فما هو المختلف .؟

هنري قد عاد .. نعم هنري قد عاد و هذه المرة بهاتريك رائع ، و اثباته انه اسطورة لم تمت بعد ، و هو قادم لبرشلونة و بجعبته هدايا كثيرة له ، ثلاثية من هنري كانت كافية ليكسر برشلونة عقدة خارج الأرض هذا الموسم ، و بنتيجة كبيرة تستكمل ثورة العملاق الكتالوني التي بدأت في ليون ، بعد انتظار طويل حصل برشلونة على مراده و أكد استعداده للموسم الحالي ، و اظهر للجميع أتم الجاهزية لإستقبال هذا الموسم بعيدا عن العقد ، و البرهان من ابناء ريكارد قادم و لكن ما عليكم إلا الإنتظار للمباراة القادمة خارج القواعد امام فياريال في المدريغال يوم 21/10 .



هنري يشغل عداد الحساب و برشلونة يعود من جديد خارج أرضه ، فافرحوا يا محبي البلوغرانا فـ فريقكم قد عاد ، و انتظروا العودة الأكبر في المدريغال بتاريخ 21/10 حتى ذلك اليوم نتمنى لكم التوفيق ان شاء الله ، و تقبل الله صيامكم .

الموضوع اهداء لكل أحبائي في صحيفة جعلان لرياضة ، و السلام مسك الختام .