السواك وسنن الفطرة
السواك : يطلق على الفعل وعلى الآلة ، والمسنون : هو الفعل لا الآلة . لان الآلة يتوصل بها للفعل وهو التسوك .
وهو سنة في جميع الحالات والأوقات حتى بعد الزوال للصائم.
ومن قال : إن السواك بعد الزوال يكره للصائم ، هذا قول لا دليل عليه ، بل الدليل على أنه سنة دائما ويتأكد في مواضع .
الدليل على سنية السواك المطلقة : حديث عائشة : السواك مطهرة للفم مرضاة للرب . فطهارة الفم ومرضاة الرب في جميع الآوقات .
ودليل من قال بكراهيته بعد الزوال للصائم : حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي . والنهي في قوله : لا تستاكوا أقل أحواله أن يكون مكروها ، إن لم يكن محرما .
بالدليل الثاني : قوله خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . والخلوف ريح الفم عند خلو المعدة . ويكون للصائم بعد الزوال ، فإذا كان الخلوف طيب عند الله ، فإن الأولى أن يبقيه الإنسان .
والرد على ذلك من وجوه :
الحديث الأول : ضعيف لا يصح الاحتجاج به ، لأن شروط الاحتجاج أن يكون الحديث صحيحا أو حسنا .
الحديث الثاني : لم يسقه النبي صلى الله عليه وسلم ليرغب الناس في إبقاء الخلوف ، وإنما ساقه ليبين لهم فضل الصيام ، وأن هذه الرائحه المستكرهة عند الناس هي أطيب عند الله من ريح المسك ، لأنها ناشئة عن طاعته .. وهذا الحديث لا يمكن أن يستدل به على النهي عن السواك بعد الزوال .
- أن البخاري روى حديثا معلقا عن عامر بن ربيعة قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ولا احصي يتسوك وهو صائم . وهذا عام في أول النهار وآخره .
المواضع التي يتأكد فيها السواك :
1. عند الوضوء : لقول النبي صلى الله عليه وسلم لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء . وهذا رواه مالك وغيره .
2. عند الصلاة فرضا ونفلا : حتى صلاة الجنازة لأنها من الصلاة ، لقوله : لو لا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة .
3. إذا دخل الإنسان بيته : لحديث عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته أول ما يبدا به السواك ثم يسلم علينا .
4. عند القيام من النوم : لحديث حذيفة بن اليمان : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك .
5. عند قراء القرآن : لأن القرآن أشرف الكلام ، ولكن هذا ليس بواضح لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن ويداس جبريل القرآن ، ولم يرد عنه أنه يتسوك عند القراءة ، فإذا لم يرد عنه أنه يتسوك عند القراءة ، فإذا لم يرد عن الرسول الله على الله عليه وسلم شيء مع وجود سببه في حياته دل هذا على عدم مشروعيته .
والحق بعض العلماء التسوك عند دخول المسجد قيلسا على دخول المنزل ، يقولون : إذا ثبت أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتسوك عند دخول بيته ، فدخول بيت الله من باب أولى ،ويقال لهم : هذا قياس غير صحيح ، لأن كل شيء وجد سببه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينقل أنه فعله فليس بمشروع ن، لأن فعل الرسول الله صلى الله عليه وسلم سنة وتركه سنة فكمان أن فعله لشيء نحتج به ونراه مشروعا ، كذلك تركه للشيء نحتج به ونراه غير مشروع .
قد يقول قائل : عدم النقل ليس نقلا للعدم ، لكن هذه القاعدة إنما تقال فيما ثبت دليه وطلب منا دليل معين ، فكل ما قيل : أنه مشروع ولم ينقل ، فإننا نجزم أنه ليس بمشروع .
فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يستاك عند دخول المسجد ، إذا فهذا أمر غير مشروع .
نتف إبط : من السنة ، ولا يجوز إبقاؤه لما في ذلك من حدوث النتن والرائحة الكريهة .
حدق العانة : من السنة لتقويتها .
قص الأظفار : من السنة وإذا طالت تجميع فيها الأوساخ ، وكذلك يكون تشبه بالحيوان ، ولقد ورد في الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم : ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا إلا السن والأظافر : أما السن فعظم وأما الظفر فمدي الحبشة . مدي الحبشة أي سكاكينهن .
أي أن أهل الحبشة هم الذين يطيلون أظفارهم لتكون سكاكين لهم ، وفي هذا الحديث نهي عن إطالة الأظفار .
الختان
للعلماء في الختان ثلاثة أقوال :
1. واجب على الرجل والمرأة .
2. سنة في حق الرجل والمرأة .
3. واجب في حق الرجل مكرمة في حق المرأة .
وتفصيل ذلك:
1. أما الذين يقولون : بوجوب الختان في حق الرجل والمرأة ، فهو المشهور في مذهب أحمد ، وعلل ذلك بأنه من سنن الفطرة وانه نظافة وتطهير ، والأصل في قطع الجلد وشبهه التحريم ، فلما أبيح في حال الختان ، فإن المحرم لا يستباح إلا في واجب .
2. أدلة من قال : إنه سنة في حق الرجل المرأة ردا على من قالوا بوجوبه : ( أ) أما كونه من سنن الفطرة فإن لدينا أشياء من السنن لم نؤمر بوجوبها ، وإنما هي مستحبة مثل قص الشارب ونتف إبط . (ب) أما قولكم : إن فيه تتميما للطهارة فهذا صحيح ، لكن النجاسة مادامت لم تخرج إلى ظاهر البدن فإنه لا يحكم بنجاستها . (ج) أما قولكم : إن الختان فيه قطع شيء من البدن والقطع لا يجوز ، فهذا صحيح ، لكننا نعلم أن من الأشياء المحرمة ما يجوز فعله للمصلحة كوسم الحيوان وإشعار الإبل في الهدي .
يتبين من هذا أنه لا يلزم من فعل المحرم أن يكون الشيء واجبا .
3. أما الذين قالوا بوجوبه على الرجال ومكرمة للنساء ، فقد استدلوا بحديث الله أعلم بصحته إن الختان واجب للرجل مكرمة في حق النساء ، لكن لو صح ذلك لكان دليلا على أنه واجب في حق الرجال وليس بواجب للنساء .
واحتياطا فإن الختان واجب على الجميع
حكم اتخاذ الشعر ادعاءا بالاقتداء بالرسول الله صلى الله عليه وسلم هذا من باب الاستهزاء بآيات الله ، لأن حالتهم تشهد عليهم بأنهم مستهزئون بالسنة ومفارقون لها ،لأنهم يبقون الشعر الذي لم يرد نص واحد بالأمر بإعفائه ويحلقون اللحية ، وأكثرهم تارك للصلاة وغيرهما من الأمور الشرعية المأمورين باتباعها والحفاظ عليها .
وقت النبي صلى الله عليه وسلم لسنن الفطرة ( حف الشارب ) ، نتف الإبط ، حق العانة ، قص الأظافر ) ألا تترك فوق الأربعين يوما ، كما ثبت ذلك في الصحيح من حديث أنس أنه وقت لهم الرسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأشياء الأربعة ألا تترك فوق أربعين يوما .