الاستنجاء والاستجمار
الاستنجاء والاستجمار : عبارة عن تطهير السبيلين من الخارج منهما بالماء أو الأحجار .
آداب قضاء الحجاجة القولية والفعلية ودليلها :
كني عن التغوط أو التبول بقضاء الحاجة من باب التأدب باللفظ.
وقضاء الحاجة : عبارة عن إخراج فاضولات الطعام والشراب ، من حكمة الله – عزوجل – انه لا ينسى الإنسان ذكر ربه في كل حال جعل الله تعالى للأكل والشراب آدابا ولا ستفراغهما آدابا .
إذا أراد الإنسان أن يدخل محل قضاء الحاجة ، أو أراد أن يجلس إذا كان في الفضاء فإنه يقول : ( باسم الله أعوذ بالله من الخبث والخبائث )، وهذه السنة القولية .
الخبث : هو الشر .
الخبائث : جمع خبيثة وهي الأنفس الشريرة أي محل الشر .
ومناسبة التعوذ بالله من الخبث والخبائث عند دخول الخلاء ، لأن الخلاء مكان خبيث والشياطين تأوي إلى الأماكن الخبيثة ، كما قال تعالى : ( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات )
أما السنة الفعلية : فهي أن يقدم الرجل اليسرى إلى مكان قضاء الحاجة ، أما إذا كان في فضاء فيقدم اليسرى إذا أراد الجلوس ، أما غيرها فيقدم إليها اليمنى ، لأن الأمور لها ثلاث حالات :
1. إما خبائث تقدم لها الرجل اليسرى
2. أو طيبات تقدم لها الرجل اليمنى
3. أو لا خبائث ولا طيبات تقدم لها اليمين ، لأن الأصل تقديم اليمين ، ولهذا قال العلماء : اليسرى تقدم للأذى واليمنى تقدم لما عداه .
دليل السنة القولية : حديث أنس رضى الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء يقول : أعوذ بالله من الخبث والخبائث
أما دليل البسملة : فحديث علي بن أبي طالب وفي سنده ما فيه أنه قال : ( ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الكنيف أن يقول : بسم الله )
دليل السنة الفعلية : لأن هذه الأماكن كانت خبيثة ، فيه حديث بالسنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقدم رجله اليسرى .
حكم استقبال القبلة واستدبارها حال قضاء الحاجة :
الأصل أنه يجوز للإنسان حال قضاء الحاجة أن يستقبل أي جهة شاء وهناك دليل دل على منع استقبال القبلة واستدبارها ، وهو حديث أبي أيوب رضى الله عنه الثابت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تستقبلوا القبلة في غائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا )
فالحديث فيه نهي عن استقبال القبلة واستدبارها وفيه إرشاد إلى ما نستقبله وهو الشرق أو الغرب ، وهذا الحديث خطاب لأهل المدينة .
إذا قال قائل : ألا يجوز أن يكون النهي عن استقبال القبلة واستدبارها حال قضاء الحاجة للكراهة .
فالجواب : الأصل في النهي التحريم ما لم يوجد دليل ، ثم إنه يؤيد ذلك أبا أيوب راوي الحديث قال : ( قد منا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة فننحرف عنها ونستغفر الله قد دل هذا على أن النهي للتحريم لأن الاستغفار في مقابل معصية .
حديث أبي أيوب رضى الله عنه : لا تستقبلوا القبلة في غائط ولا بول ولكن شرقوا أو غربوا هذا الحديث عام ولهذا أخذ بعموم شيخ الاسلام ابن تيمية – رحمه الله – وقال : أنه لا يجوز استقبال القبلة واستدبارها لا في الفضاء ولا البنيان .
زذهب بعض العلماء إلى أن حديث أبي أيوب خاص بالفضاء ، وأما في البنيان فيجوز استقبال القبلة واستدبارها .
الدليل : حديث ابن عمر وهو في الصحيحين قال : رقيت يوما على بيت حفصة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقضى حاجته مستقبل الشام ومستدبر الكعبة .
مناقشة لمن استدل ابن عمر في جواز في استقبال القبلة واستدبارها :
إذا قيل : ألا يحتمل أن يكون من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم يرد على ذلك بأن الأصل عدم الخصوصية .
إذا قيل : ألا يحتمل أن يكون الرسول الله صلى الله عليه وسلم قضى حاجته ناسيا ؟ يرد على ذلك أم الأصل عدم النسيان لأن الأصل فيما فعله الرسول الله صلى الله عليه وسلم تشريع لا نسيان ، ولو كان ناسيا لقال : أني نسيت .
إذا قيل : إن هذا المرحاض بني على هذه الهيئة ويصعب على الرسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحرف ؟
فالجواب : أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يقر على خطأ ومنكر ، ولو بني علي خلاف المشروع لأمر الرسول الله صلى الله عليه وسلم بهدمه وإزالته .
حديث : أبي أيوب الفضاء تحريم للاستقبال والاستدبار ، وحديث ابن عمر فعل الرسول الله صلى الله عليه وسلم استدبار للقبلة لا استقبال ، وإن هذا الحديث مخصص للاستدبار فقط .
وعلى هذا ، تكون النتيجة أن استدبار القبلة في البنيان جائز .
دليله : حديث ابن عمر .
وأن استقبال القلة في الفضاء والبنيان محرم .
دليله : حديث أبي أيوب .
الاستقبال أشد من الاستدبار ، ولهذا جاء تخصيص الاستدبار ولم يجئ تخصيص الاستقبال .
الجلوس في المرحاض بعد قضاء الحاجة حرام ، ويرى بعض العلماء : أنه يحدث البواسير ، وهو يوجب أن يكون الإنسان مكشوف العورة بدون حاجة ، ويكون محبوسا عن ذكر الله .
شروط الاستجمار وبيان ما يحرم الاستجمار به مع الدليل :
ويكون الاستجمار وشبهها ويشترط فيه
1. أن يكون يكون طاهرا : والنجس لا يطهر ، لأنه يزول الخبيث بالخبيث ، وأنما يزول الخبيث بالطيب .. ودليل ذلك : أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث ابن مسعود رضى الله عنه : أنه دعا بما يستجمر به ، فأتيته بحجرين وروثة فأخذ الحجرين والقى الروثة وقال : (ركس) أي نجس .
2. الا يكون محترما : والمحترم يكون الاستجمار به معصية ، مثاله : كتب العلم .
3. الا يكون طعاما لأمي ولا بهيمة .. ودليل ذلك : أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يستجمر بعظم أو روث ، وقال : إنهما زاد إخوانكم من الجن )
4. أن يكون ثلاث مسحات أو أكثر : لحديث سلمان رضى الله عنه قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نستنجى بأقل من ثلاثة أحجار ، لأن ما دونها لا يطهر غالبا ويزيد على الثالثة حتى ينظف .