أعترفت لها..

ورحلت..

نحتتْ من عذاباتي مسرَّتها ..!

عامتْ في بحوريَ ..

زمناً ...

ثمّ ألقتْ فيها حجراً ..

ومضتْ ..!

صحْتُ بها مفدّغاً ألمي :

آآآآه.. ليس عدلاً ..

أنْ تعبري سماءً

قابلةً للسقوطْ ..

أنْ تغادري وادياً

غيرَ ذي شعرٍ ..

ولا تتركي رسماً ..

يعلّمُنا كيفَ نفتتحُ القصيدْ ..!



رحلت..

ذاتَ القلبِ الرماديِّ ..

عن رُسُلِ الحزنِ إلى مملكتي..

بعد أنِ اشتعلتْ ثلوجُ الصحارى

تحتَ أقدامِ الحصى ..!

حيثُ غطّتني قشورُ المطرْ ..

منذُ ألفِ عامِ جوعٍ..

وعامْ ..

حين تجمّدتْ كثبانُ الرّمالْ

كأحلاميَ الخضراءْ ..!

مكعباتِ ثلجٍ أسوَدَ ..

لا حوافّ لها ..

حينئذٍ استوطنتْ النيرانُ

ثغورَ فمي ..

رحلت ..



رحلت ذات القبلةِ الساخنة ..

وألى ألآن..

يتذوّقُها لسانُ قلبيَ ..

لها طعمُ النارِ ..

على ألسنةِ الفوانيسِ ..

سيلانُ الظمأِ القامحِ..

من حواصلِ الماءْ ..

تزحفُ على بطونِ الناياتْ..

أكادُ لا أعزفُني ..

على أعوادِها المورقة ..


حتى تتموسقَ هالاتُ حُلُمي ..!

إلى أقصى مُدَدِها ..!

تزيلُ بصماتِ العتمةِ ..

عن مقابضِها ..

لتغطينى رغائبُ الضوءِ ..

على تيجانها المتبّلة..

بمساحيقِ النجوم ْ ..!

أيتها الحديقةُ المعلّقةُ ..

على صدر النشيدْ ..

يا ذات الوصفِ والعصفِ ...

انتظريني الليلةَ ..

عند ساقية الريحِ التي تحملني..

نغتسلُ برهامِ الشعرِ ..

ذاكَ الذي يتهاطلُ من فمي ..

اصطحبيني أيتها الوضّاءةُ ..

أسوسُ فجرَ العمرِ خيلَكِ ..

أروّضُ على مروجيَ أنهارَكِ ..

أجني حليبَ أزهارِكِ ..

تفرشينَ فوقَ أوراقكِ ..

أوْجُعي ..

وليكنْ انفراطكِ حوليَ..

ساعةَ التجلّي ..

كحبّات الرمّانْ ..

كي يلامسَ وهجيَ وجهَكِ ..

لكنّها ما سمعتْ ..!

تكوّرتْ كنابض الفولاذِ ..!

اتخذتْ لفراغِ صدرِها ..

قلباً رمادياً ..

ورحلتْ ..!

ومازلتُ أخبزها ...

أرغفةً ..

من نجيلِ الروحْ ..

لأطعمَ قصائدَ تتضوّرُ ..

حزناً ..





رحلت ذات القبلةِ الساخنة ..