انّ من لا يحمد الله على الماء البارد العذب الزلال,لايحمده على القصور الفخمة,والمراكب الفارهة,والبساتين الغنّاء.
وانّ من لا يشكر الله على الخبز الدافيء, لايشكره على الموائد الشهيّة والوجبات اللذيذه,لأنّ الكنود الجحود يرى القليل والكثير سواء, وكثير من هولاء اعطى ربّه المواثيق الصارمة,على أنه متى أنعم عليه وحباه وأغدق عليه,فسوف يشكر وينفق ويتصدق{ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدّقن ولنكوننّ من الصالحين#فلمّا آتاهم من فضله بخلوا به وتولّوا وهم معرضون}.ونحن نلاحظ كل يوم من هذا الصنف بشر كثير,كاسف البال مكدّر الخاطر,خاوي الضمير ,ناقم على ربه أنّه ماأجزل له العطيّة,ولا أتحفه برزق واسع,بينما هو يرفل في صحة وعافية وكفاف,ولم يشكر وهو في فراغ وفسحة,فكيف لو شغل مثل الجاحد بالكنوز والقصور؟اذن كان أكثر شرود من ربه,وعقوق لمولاه وسيده.
الحافي منّا يقول:سوف أشكر ربي اذا منحني حذاء.وصاحب الحذاء يؤجّل الشكر حتى يحصل على سيّارة فارهة,نأخذ النعم نقد(ن)ونعطي الشكر سيئة,رغباتنا على الله ملحّة,وأوامر الله عندنا بطيئة الامتثال.