السلام عليكم ورحمة الله وبركااته..


"بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى في كتابه العظيم "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا"إنهم من صنعوا هذا الجيل بكل

تواضع،إنهم من أحضرونا إلى الدنيا بعد الله تعالى،إنهم كبار السن الذي أكل عليهم الزمن وشرب.


لقد أهمل الناس كبار السن في هذه الأيام وكأنهم مخلوقات من كوكب آخر ،لا كأنهم خلق مثلنا ،ولا أبالغ في هذا التعبير وأكبر دليل على هذا عندما ترى الناس يعاملون المسنين بكل احتقار واستهزاء ونسوا تعاليم ديننا الحنيف الذي يحث على الاعتناء بهذه الفئة.


فمن واجب كل مسلم أن يرعى ولديه مهما أمتد بهم العمر،ومهما أزعجاه في حياته مع أطفاله وزوجته.
ولكن أنا أوجه اللوم والعتب الأكبر إلى هؤلاء الأبناء الذين رموا آبائهم وأمهاتهم في دور رعاية المسنين،عجباً كيف طاوعتهم نفوسهم على هذا الفعل المريع!عجباً كيف نكثوا عهد الله تعالى عندما أمرهم برعاية الوالدين حتى بعد كبرهما!عجباً كيف جحدوا ما فعله الوالدين اتجاههم!


إنه ضعف الإيمان وضعف الوازع الديني،أنسوا هؤلاء الأبناء قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-"كما تدين تدان.."....وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-"بروا آباءكم تبركم أبنائكم وعفوا تعف نسائكم" ومن فضل الله علينا في معظم الدول العربية أن وفرت لهؤلاء المسنين والعجائز الذين تخلو عنهم ذويهم والذين لا حول لهم ولا قوة دوراً تحميهم،ولكن هيهات هيهات أن يسعدوا بعيداً عن أبنائهم وأحفادهم مع أنهم باعوهم بأرخص الأثمان.


وختاماً أوجه رسالة إلى الأبناء الذين رموا والديهم في دار المسنين وفضلوا عليهم الأبناء والأزواج قائلاً:
((أتقوا الله في أنفسكم ووالديكم وتذكروا من بعد الله أطعمكم وسقاكم،ونظفكم وزينكم))
وأقول لهم أيضاً((لا شك أن دار المسنين يؤمن للمسنين الرعاية البدنية والجسمية ولكن من المستحيل أن يؤمن له الراحة النفسية فراحت المسن عندما يضم أيها ابنه إلى صدره ويحتضنه ويدعو له)
فطلب ديني ودنيوي من كل ابن أن يرعى والديه وسعدهما لكي يسعده الله في الدنيا والآخرة.

وشكرا