شبيه يوسف عليه السلام
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الإمام ابن القيم في روضة المحبين قصة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وهي
تتعلق بشاب صالح كان عمر ينظر إليه ويعجب به ، ويفرح بصلاحه وتقواه ويتفقده إذا غاب ، فرأته
امرأة شابة حسناء ، فهويته وتعلقت به ، وطلبت السبيل إليه ، فاحتالت لها عجوز
وقالت لها :
" أنا آتيك به " ، ثم جاءت لهذا الشاب
وقالت له :
" إني إمرأة عجوز ، وإن لي شاة لا أستطيع حلبها ، فلو أعنتني على ذلك لكان لك أجر " - وكانوا
أحرص ما يكونون على الأجر - ، فذهب معها ، ولما دخل البيت لم يرى شاة
، فقالت له العجوز :
" الآن آتيك بها " ، فظهرت له المرأة الحسناء ، فراودته عن نفسه فاستعصم عنها ، وابتعد منها
ولزم محراباً يذكر الله عز وجل ، فتعرضت له مرارا فلم تقدر ، ولما آيست منه دعت وصاحت ،
وقالت :
" إن هذا هجم عليّ يبغيني عن نفسي " ، فتوافد الناس إليه فضربوه ،
فتفقده عمر في اليوم التالي ، فأُتي به إليه وهو موثوق ،
فقال عمر :
" اللهم لا تخلف ظني فيه " ،
فقال للفتى :
" أصدقني الخبر " ،
فقص عليه القصة ، فأرسل عمر إلى جيران الفتاة ، ودعى بالعجائز من حولها ، حتى عرف الغلام تلك
العجوز ، فرفع عمر درّته
وقال :
" أصدقيني الخبر" ، فصدقته لأول وهلة ،
فقال عمر :
" الحمد لله الذي جعل فينا شبيه يوسف
لا تنسونا من خالص دعائكم