منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ماذا يقول المسلم إذا مر بقبر كافر
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 12-26-2006, 09:33 AM
جعلاني جديد


المشاركات
10

+التقييم

تاريخ التسجيل
Dec 2006

الاقامة

نظام التشغيل

رقم العضوية
3161

طوبا للغرباء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي ماذا يقول المسلم إذا مر بقبر كافر
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( حَيْثُمَا مَرَرْتَ بِقَبْرِ كافر فَبَشِّرْهُ بِالنَّارِ ) .

رواه الطبراني عن عامر بن سعد عن أبيه قال : جاء أعرابي إلى النبي

صلى الله عليه وسلم , فقال : إن أبي كان يصل الرحم , وكان , وكان ,

فأين هو ؟ قال : في النار . فكأن الأعرابي وجد من ذلك , فقال : يا رسول

الله فأين أبوك ؟ قال : ( فذكره ) . قال: فأسلم الأعرابي بعد , فقال : لقد

كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعباً : ما مررت بقبر كافر إلا

بشرته بالنار .

وفي هذا الحديث فائدة هامة أغفلتها عامة كتب الفقه , ألا وهي

مشروعية تبشير الكافر بالنار إذا مر بقبره , ولا يخفى ما في هذا التشريع

من إيقاظ المؤمن , وتذكيره بخطورة جرم هذا الكافر , حيث ارتكب ذنباً

عظيماً تهون ذنوب الدنيا كلها تجاهه ولو اجتمعت , وهو الكفر بالله عز

وجل والإشراك به , الذي أبان الله تعالى عن شدة مقته إياه حين استثناه

من المغفرة فقال : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ

يَشَاءُ ) النساء 48 , ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ( أكبر الكبائر أن

تجعل لله نداً وقد خلقك ) متفق عليه .

وإن الجهل بهذه الفائدة مما أدي ببعض المسلمين إلى الوقوع في خلاف

ما أراد الشارع الحكيم منها , فإننا نعلم أن كثيراً من المسلمين يأتون بلاد

الكفر لقضاء بعض المصالح الخاصة أو العامة , فلا يكتفون بذلك , حتى

يقصدون زيارة بعض قبور من يسمونهم بعظماء الرجال من الكفار ويضعون

على قبورهم الأزهار والأكاليل , ويقفون أمامها خاشعين محزونين , مما

يشعر برضاهم عنهم , وعدم مقتهم إياهم , مع أن الأسوة الحسنة

بالأنبياء عليهم السلام تقضي خلاف ذلك , كما في هذا الحديث الصحيح ,

واسمع قول الله عز وجل : (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ

وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا

بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا ) الممتحنة 4 .

هذا موقفهم منهم وهم أحياء , فكيف وهم أموات ؟

روى البخاري ومسلم والنسائي وابن حبان و الحميدي وعبدالرزاق عن

ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم قال لهم لما مر بالحجر:

([ لاتَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلاءِ الْقَوْمِ الْمُعَذَّبِينَ , إِلا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَإِنْ لَمْ

تَكُونُوا بَاكِينَ فَلا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ ,

[ و تقنع بردائه وهو على الرحل ] ) .



وقد ترجم لهذا الحديث صديق خان في ( نزل الأبرار ) ( ص 293) ( باب

البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين وبمصارعهم , وإظهار الافتقار

إلى الله تعالى , والتحذير من الغفلة عن ذلك ) .

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا , وأن يلهمنا العمل به , إنه سميع

مجيب .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


منقول من (السلسة الصحيحه)


للأمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

رقم الحديث 18