يبدو أن استخدام الكمبيوتر (المحمول) في مكان الوظيفة قد أصبح فعلا عملا "مجرما" في وطننا العربي، ويبدو أيضا أن محاولة استخدام الكمبيوتر في المساجد أصبح عملا "محرما"، فقد نشرت قناة العربية على موقعها خبر معاقبة إمام سعودي استخدم الكمبيوتر المحمول في خطبته! والحقيقة لا أدري لماذا يحارب التجديد الإيجابي دوما عند المسلمين!!
لو قمت بسؤال أي شخص مسلم حقا ماذا تفضل؟ أتفضل إماما أو خطيبا يقرأ من قصاصة ورقية تملى عليه بكرة وأصيلا وتتسبب في تثاؤب نصف المصليين و في إغفاءة أو نوم النصف الآخر؟ أم تفضل إماما يخطب بخطب ارتجالية "معدة مسبقا" كأحد الخطب الفارغة المحتوى للزعماء العرب الدهريين!!؟ أم أن يعرض الخطيب خطبته في سياق توعوي "تفاعلي" محفز ومخاطب للعقول؟ أعتقد أن الجواب الأخير هو الغالب! إذن مالمانع؟ مالمانع من استخدام التكنولوجيا في المساجد والمراكز الدينية التوعوية؟ خاصة أن التكنولوجيا الحديثة تتيح دمج العديد من العروض التفاعلية وعرض ملفات ومقاطع الفيديو وعرض الصور، ورب صورة خير من الف كلمة!!
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستخدم كل وسائل التربية المتاحة لإيصال المعلومة سواء بالكلام أو باستخدام ايماءات اليد أو حتى برسم الأشكال!!! لذلك لا أجد عذرا في ظل تكنولوجيا المعلومات وعلوم الإتصال الحديثة لأي دولة أو مؤسسة أن ترفض دمج التكنولوجيا سواء في التعليم أوالتدريب أوالوعظ، في الواقع أعتبر ذلك نوعا من التخلف والرجعية، وأنا أجزم أنه لو كان الكمبيوتر موجودا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، لوجدت آل بيت الرسول وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين يأرشفون أحاديث رسولهم ويسجلونها بالصوت والصورة وينشأون قواعد بيانات ضخمة للقرآن وللأحاديث والأوراد، بل ستجد مواقع ويب كاملة لنصرة الرسول ونشر دينه وتوحيد صفوف المسلمين، وليس كما الآن مجرد بضعة منتديات لبث التفرقة بين المذاهب والفرق الإسلامية!! وشبكات لتسويق الأناشيد الإسلامية والأفكار السياسية!! وموقع ويب وحيد لمحاربة الجبن الدينيماركي من أجل نصرة الرسول!