منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 85  ]
قديم 05-28-2006, 06:46 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
و روينا عن الطبراني : " حدثني موسى بن الحسن الكسائي ، حدثنا شيبان بن فروخ ، حدثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك ، قال : أنشأ عمر بن الخطاب يحدثنا عن أهل بدر ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس من بدر ، يقول : هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله . قال عمر : فو الذي بعثه بالحق ما أخطؤوا الحدود التي حدها رسول الله صلى الله عليه و سلم ، حتى انتهى إليهم ، فقال : يا فلان بن فلان ، و يا فلان بن فلان ، هل وجدتم ما وعدكم الله و رسوله حقاً فإني وجدت ما وعدني الله حقاً ؟ فقال عمر : يا رسول الله ! كيف تكلم أجساداً لا أراوح فيها ؟ فقال : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا شيئاً " .
و روينا عن ابن عائذ : " أخبرني الوليد بن مسلم ، أخبرني سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن أنس ، عن أبي طلحة ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا ظهر على قوم ، أقام بالعرصة ثلاثاً فلما كان يوم بدر أقام ثلاثاً ، و ألقى بضعة و عشرين رجلاً من صناديد قريش في طوي من أطواء بدر ، ثم أمر براحلته فشد عليها رحلها ، فقلنا : إنه منطلق لحاجة ، فانطلق حتى وقف على شفى الركي ، فجعل يقول : يا فلان بن فلان ، و يا فلان بن فلان " الحديث .
و روينا من طريق مالك بن سليمان الهروي ، حدثنا معمر ، عن حميد الطويل عن أنس و في آخره ، قال : قتادة : أحياهم الله حتى سمعوا كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم توبيخاً لهم . هذا حمل لهذا الخبر على ظاهره .
و قد روينا عن عائشة رضي الله عنها أنها تأولت ذلك ، و قالت : إنما أراد النبي صلى الله عليه و سلم أنهم الآن ليعملون أن الذي أقول لهم هو الحق ثم قرأت " إنك لا تسمع الموتى " [ النمل : 80 ] الآية .
رجع إلى الخبر عن ابن إسحاق : قال : و تغير وجه أبي حذيفة بن عتبة عند طرح أبيه في القليب ، ففطن له رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال له : لعلك : دخلك في شأن أبيك شيء ؟ فقال : لا و الله ، لكني كنت أعرف من أبي رأياً و حلماً و فضلاً ، فكنت أرجو أن يهديه الله للإسلام ، فرأيت ما مات عليه أحزنني ذلك ، فدعا له رسول الله صلى الله عليه و سلم بخير ، و قال له خيراً .
و مات يومئذ فتية من قريش على كفرهم ممن كان فتن على الإسلام ، افتتن بعد إسلامه ، منهم من بني الأسد : الحارث بن زمعة بن الأسود ، و من بني مخزوم أبو قيس ابن الفاكه ، و أبو قيس بن الوليد بن المغيرة . و من بني جمح : علي بن أمية بن خلف .
و من بني سهم : العاصي بن منبه بن الحجاج . فنزل فيهم " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " [ النساء : 97 ] .
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بما في العسكر مما جمع الناس ، فجمع ، فاختلف المسلمون فيه ، فقال من جمعه أبو بكر هو لنا ، و قال الذين كانوا يقاتلون العدو و يطلبونه : لولا نحن ما أصبتموه ، نحن شغلنا عنكم العدو فهو لنا ، و قال الذين كانوا يحرسون رسول الله صلى الله عليه و سلم : لقد رأينا أن نقتل العدو حين منحنا الله أكتافهم ، و لقد رأينا أن نأخذ المتاع حين لم يكن له من يمنعه ، و لكنا خفنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم كرة العدو ، فما أنتم بأحق به منا . فنزعه الله من أيديهم فجعله إلى رسوله ، فقسمه في المسلمين عن بواء ، يقول : على السواء .
و روينا عن ابن عائذ : " أخبرني الوليد بن مسلم ، قال : و أخبرني سعيد بن بشير ، عن محمد بن السائب الكلبي ، عن أبي صالح ـ عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما كان يوم بدر ، قال : من قتل قتيلاً فله سلبه ، و من جاء بأسير فله سلبه . فجاء أبو اليسر بأسيرين ، فقال سعد : أي رسول الله صلى الله عليه و سلم ! أما و الله ما كان بنا جبن عن العدو و لاضن بالحياة أن نصنع ما صنع إخواننا ، و لكن رأيناك قد أفردت ، فكرهنا أن تكون بمضيعة . قال : فأمرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يوزعوا تلك الغنائم بينهم " .
المشهور أن قول رسول الله صلى الله عليه و سلم " من قتل قتيلاً فله سلبه " إنما كان يوم حنين و أما قوله ذلك يوم بدر و أحد فأكثر ما يوجد من رواية من لا يحتج به .
و قد روي أرباب المغازي و السير أن سعد بن أبي الوقاص قتل يوم بدر سعيد بن العاص ، و أخذ سيفه ، فنفله رسول الله صلى الله عليه و سلم إياه ، حتى نزلت سورة الأنفال ، و أن الزبير بن العوام بارز يومئذ رجلاً فنفله رسول الله صلى الله عليه و سلم سلبه ، و أن ابن مسعود نفله رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ سلب أبي جهل . و أما ابن الكلبي فمضعف عندهم ، و روايته عن أبي صالح عن ابن عباس مخصوصة بمزيد تضعيف .
رجع إلى خبر عن ابن إسحاق : ثم بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الله بن رواحة بشيراً إلى أهل العالية بما فتح الله على رسوله و على المسلمين ، و بعث زيد بن حارثة إلى أهل السافلة . قال أسامة بن زيد : فأتانا الخبر حين سوينا على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم أقبل عليه الصلاة و السلام قافلاً إلى المدينة و معه الأسارى من المشركين ، و فيهم عقبة ابن أبي معيط ، و النضر بن الحارث ، و احتمل رسول الله صلى الله عليه و سلم معه النفل الذي أصيب من المشركين ، و جعل عليه عبد الله بن كعب من بني مازن بن النجار ، ثم أقبل عليه الصلاة و السلام حتى إذا خرج من مضيق الصفراء ، فقسم النفل بين المسلمين على السواء و بالصفراء أمر علياً فقتل النضر بن الحارث ، ثم بعرق الظبية قتل عقبة بن أبي معيط ، فقال حين قتله : من للصبية يا محمد ؟ قال : النار . و الذي قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح ، و قيل : علي . و الذي أسره عبد الله بن سلمة ، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى قدم بالمدينة قبل الأسارى بيوم .
قال ابن إسحاق : و حدثني نبيه بن وهب ، أخو بني عبد الدار أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حين أقبل بالأسارى فرقهم بين أصحابه ، و قال استوصوا بهم خيراً . قال : فكان أبو عزيز ابن عمير بن هاشم أخو مصعب لأبيه و أمه في الأسارى فقال : مر بي أخي مصعب و رجل من الأنصار يأسرني ، فقال له : شد يديك به فإن أمه ذات متاع ، لعلها تفديه منك . فكنت في رهط من الأنصار حين أقبلوا بي من بدر ، فكانوا إذ قدموا غداءهم و عشاءهم خصوني بالخبز و أكلوا التمر ، لوصية رسول الله صلى الله عليه و سلم إياهم بنا ، ثم فدي بأربعة آلاف درهم و هي أعلى الفداء .
و ذكر قاسم بن ثابت في دلائله أن قريشاً لما توجهت إلى بدر مر هاتف من الجن على مكة في اليوم الذي أوقع بهم المسلمون ، و هو ينشد بأبعد صوت و لا يرى شخصه :
أزار الحنيفيون بدراً وقيعة سينقض منها ركن كسرى وقيصرا
أبادت رجالاً من قريش و أبرزت خرائد يضربن الترائب حسرا
فيا ويح من أمسى عدو محمد لقد جار عن قصد الهوى و تحيرا
فقال قائلهم : من الحنيقيون ؟ فقالوا : هو محمد و أصحابه ، يزعمون أنهم على دين إبراهيم الحنيف ، ثم لم يلبث النفر أن جاءهم الخبر .
رجع إلى الأول : و كان أول من قدم بمصابهم الحيسمان بن عبد الله الخزاعي ، ــ و كان يسمى ابن عبد عمرو ، و أسلم بعد ذلك ــ فقال : قتل عتبة و شيبة و أبو الحكم و أمية و فلان و فلان . فقال صفوان بن أمية و هو جالس في الحجر : و الله إن يعقل هذا فسلوه عني ، فسألوه ، فقال هو ذاك جالساً في الحجر ، و قد رأيت أباه و أخاه حين قتلا .