منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 05-28-2006, 06:46 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
قال : حدثني عبد الواحد بن أبي عون ، عن سعد بن إبراهيم عن أبيه ، عن عبد الرحمن ابن عوف ، أن أمية بن خلف قال له : من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره ؟ قال : قلت ذاك حمزة بن عبد المطلب . قال : ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل . قال عبد الرحمن : فو الله إني لأقودهما إذ رآه بلال معي ، و كان هو الذي يعذب بلالاً بمكة على ترك الإسلام ، فيخرجه إلى رمضاء مكة إذا حميت ، فيضجعه على ظهره ، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع في صدره ، ثم يقول : لا تزال هكذا أو تفارق دين محمد . فيقول بلال : أحد أحد . قال : فلما رأس قال : رأس الكفر أمية بن خلف ؟ لا نجوت إن نجا . قال : قلت أي بلال أبا أسيري ؟ قال : لا نجوت إن نجا . قال : ثم صرخ بأعلى صوته يا أنصار الله ! رأس الكفر أمية بن خلف ، لا نجوت إلا نجا . قال : فأحاطوا بنا حتى جعلونا في مثل المسكة و أنا أذب عنه . قال : فأخلف رجل السيف فضرب رجل ابنه فوقع ، و صاح أمية بن خلف صيحة ما سمعت مثلها قط . قال : فقلت انج بنفسك و لا نجاء به ، فو الله ما أغني عنك شيئاً . قال : فهبروهما بأسيافهما حتى فرغوا منهما . قال : فكان عبد الرحمن يقول : يرحم الله بلالاً ، ذهبت أدراعي و فجعني بأسيري .
قال ابن إسحاق : و حدثني عبد الله بن أبي بكر ، أنه حدث عن ابن عباس ، قال : حدثني رجل من بني غفار ، قال : أقبلت أنا و ابن عم لي ، حتى أصعدنا في جبل يشرف بنا على بدر ، و نحن مشركان ننتظر الوقعة على من تكون الدبرة ، فننتهب مع من ينتهب . قال : فبينا نحن في الجبل إذ دنت منا سحابة ، فسمعنا فيها حمحمة الخيل ، فسمعت قائلاً يقول : أقدم حيزوم . فأما ابن عمي فانكشف قناع قلبه ، فمات مكانه . و أما أنا فكدت أهلك ثم تماسكت .
قال : و حدثني عبد الله بن أبي بكر ، عن بعض بني ساعدة ، عن أبي أسيد مالك ابن ربيعة ، و كان قد شهد بدراً ، قال بعد أن ذهب بصره : لو كنت اليوم ببدر و معي بصري لأريتكم الشعب الذي خرجت منه الملائكة ، لا أشك و لا أتمارى .
قال : و حدثني أبي إسحاق بن يسار ، عن رجال من بني مازن بن النجار ، عن أبي داود المازني ــ و كان شهد بدراً ــ قال : إني لأتبع رجلا من المشركين يوم بدر لأضربه ، إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي ، فعرفت أنه قد قتله غيري . و حدثني من لا أتهم عن مقسم مولى عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن عباس ، قال : كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضاً ، قد أرسلوها في ظهورهم ، و يوم حنين عمائم حمراً .
و روينا هذا الخبر من طريق مالك بن سليمان الهروي ، عن الهياج ، عن الحسن بن عمارة ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس بمعناه ، ولم تقاتل الملائكة في يوم سوى يوم بدر ، و كانوا يكونون فيما سواه من الأيام عدداً و مدداً لا يضربون .
و ذكر ابن هشام ، عن بعض أهل العلم أن جبريل عليه السلام كانت يوم بدر عمامة صفراء ، و كان شعراهم يوم بدر أحد أحد .
قال ابن إسحاق : فلقي فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من عدوه أمر بأبي جهل أن يلتمس في القتلى ، و كان أول من لقي أبا جهل كما حدثني ثور زيد عن عكرمة عن ابن عباس و عبد الله بن أبي بكر أيضاً قد حدثني ذلك ، قالا : قالا : معاذ بن عمرو بن الجموح ــ أخر بني سلمة ــ : سمعت القوم و أبو جهل في مثل الحرجة ، و هم يقولون : أبو الحكم لا يخلص إليه . قال : فلما سمعتها جعلته من شأني ، فصمدت نحوه ، فلما أمكنني حملت عليه فضربته ضربة أطنت قدهم بنصف ساقه ، فو الله ما شبهتها حين طاحت إلا بالنواة تطيح من تحت مرضخة النوى حين يضرب بها ، قال : و ضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي ، فتعلقت بجلدة من جسمي ، و أجهضني القتال عنه ، فلقد قاتلت عامة يومي ، و إني لأسحبها ، فلما آذتني وضعت عليها قدمي ، ثم تمطيت بها عليها حتى طرحتها .
قال القاضي أبو الفضل عياض بن موسى : و زاد ابن وهب في روايته : فجاء يحمل يده فبصق عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فلصقت .
قال ابن إسحاق : ثم عاش بعد ذلك حتى كان زمن عثمان . ثم مر بأبي جهل ــ و هو عقير ــ معوذ بن عفراء ، فضربه حتى أتيته و به رمق . و قاتل معوذ حتى قتل . فمر عبد الله بن مسعود بأبي جهل حين أمرر صلى الله عليه و سلم أن يلتمس في القتلى ، و قد قال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما بلغني : انظروا إن خفي عليكم في القتلى إلى أثر جرح في ركبته ، فإني ازدحمت يوماً أنا و هو على مأدبة لعبد الله بن جدعان ، و نحن غلامان ، و كنت أشف منه يسير ، فدفعته فوقع على ركبته فجحش على أحدهما جحشاً لم يزل أثره به. قال عبد الله بن مسعود فوجدته بآخر رمق ، فعرفته ، فوضعته رجلي على عنقه ــ قال : و قد كان ضبث بي مرة بمكة فآذاني و لكزني ــ ثم قلت له : هل أخزاك الله ياعدو الله ؟ قال : و بماذا أخزاني ؟ أعمد من رجل قتلتموه ؟ أخبرني لمن الدبرة اليوم ؟ قال : قلت لله و رسوله . قال ابن هشام : و يقال أعار على رجل قتلتموه ؟ أخبرني لمن الدائرة اليوم ؟ . قال ابن إسحاق : و زعم رجال من بني مخزوم أن ابن مسعود كان يقول قال لي : لقد ارتقيت يا رويعي الغنم مرتقى صعباً . قال : ثم احتززت رأسه ، ثم جئت به رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قفلت : يا رسول الله ! هذا رأس عدو الله أبي جهل . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الله الذي لا إله غيره ــ قال : و كان يمين رسول الله صلى الله عليه و سلم ــ قال : قلت : نعم و الله الذي لا إله غيره . ثم ألقيت رأسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فحمد الله تعالى .
أخبرنا عبد الرحيم بن يوسف الموصلي بقراءة والدي عليه ، قال : أخبرنا أبو علي حنبل ابن عبد الله الرصافي ، أن أبا القاسم بن الحصين أخبره ، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب .
قال : " أخبرنا أبو بكر القطيعي ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا أبي ، حدثنا يوسف ابن الماجشون ، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن ابن عوف ، أنه قال : إني لواقف يوم بدر في الصف ، نظرت عن يميني و عن شمالي ، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حدثية أسنانهما ، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما ، فغمرني أحدهما ، فقال : يا عم ! هل تعرف أبا جهل بن هشام ؟ قال : قلت : نعم ، و ما حاجتك يا ابن أخي ؟ قال : بلغني أنه كان يسبب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و الذي نفسي بيده لئن رأيته لم يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا . قال : فغمزني الآخر فقال مثلها . قال : فعجبت لذلك . قال : فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يزول في الناس ، فقلت لهما : ألا تريان ؟ هذا صاحكبما الذي تسألان عنه . فابتدراه بسيفهما ، فضرباه حتى قتلاه ، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبراه ، فقال : أيكما قتله . فقال كل واحد منهما : أنا قتلته . قال : هل مسحتما سيفيكما ؟ قالا : لا . فنظر في السيفين ، فقال : كلاكما قتله . و قضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح ، و هما : معاذ بن عمرو بن الجموح و معاذ بن عفراء " . رواه مسلم عن يحيى بن يحيى عن يوسف بن الماجشون فرقع لنا علياً .
و روينا عن ابن عقبة : " أن عبد الله بن مسعود وجده مقنعاً في الحديد ، و هو منكب لا يتحرك ، فظن أنه قد اثبت ، فتناول قائم سيفه فاستله و هو منكب لا يتحرك ، فرفع سابغة البيضاء عن قفاه فضربه ، فوقع رأسه بين يديه ، فلما نظر إليه ، إذ هو ليس به جراح ، و أبصر في عنقه جدراً ، و في يديه و كتفيه ، كهيئة آثار السياط ، فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره ، فقال : ذاك ضرب الملائكة " .
و روينا عن ابن عائذ : " حدثنا الوليد ، قال : حدثني خليد ، عن قتادة ، أنه سمعه يحدث : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن لكل أمة فرعوناً ، و إن فرعون هذه الأمة أبو جهل قتله الله شر قتلة ، قتله ابنا عفراء ، و قتلته الملائكة ، و تذافه ابن مسعود . يعني أجهز عليه " .
قال ابن إسحاق : و قاتل عكاشة بن محصن الأسدي يوم بدر بسيفه حتى انقطع في يده ، فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعطاه جذلاً من حطب ، فقال : قاتل بهذا يا عكاشة فلام أخذه من رسول الله صلى الله عليه و سلم هزه فعاد سيفاً في يده طويل القامة ، شديد المتن ، أبيض الحديدة ، فقاتل به حتى فتح الله على المسلمين ، و كان ذلك السيف يسمى العون ، ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى قتل في الردة و هو عنده ؟
و قال الواقدي : و حدثني أسامة بن زيد الليثي ، عن داود بن الحصين ، عن رجال من بني عبد الأشهل ، قال : انكسر سيف سلمة بن أسلم بن الحريش يوم بدر ، فبقي أعزل لا سلاح معه ، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه و سلم قضيباً كان في يده من عراجين ابن طاب ، فقال : اضرب به . فإذا هو سيف جيد ، فلم يزل عنده حتى قتل يوم جسر أبي عبيد .
قال ابن إسحاق : و حدثني يزيد بن رومان : عن عروة بن الزبير ، عن عائشة رضي الله عنها الله ، قالت : لما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالقتلى أن يطرحوا في القليب طرحوا فيه إلا ما كان من أمية بن خلف فإنه اتنفخ في درعه فملأها ، فذهبوا ليحروكوه فتزايل ، فأقروه ، و ألقوا عليه ما غيبه من التراب و الحجارة .
===========