منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 77  ]
قديم 05-28-2006, 06:41 AM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
و قد ذكرنا فيما سلف حديث البراء بن معرور و توجهه إلى الكعبة ، و فيه دليل على أن الصلاة كانت يومئذ إلى بيت المقدس . و لما كان صلى الله عليه و سلم يتحرى القبلتين جميعاً و لم يتبين توجهه إلى بيت المقدس للناس حتى خرج من مكة .
قال السهيلي : و كرر الباري سبحانه و تعالى الأمر بالتوجه إلى البيت الحرام في ثلاث آيات ، لأن المنكرين لتحويل القبلة كانوا ثلاثة أصناف : اليهود ، لأنهم لا يقولون بالنسخ في أصل مذهبهم . و أهل الريب و النفاق اشتد إنكارهم له : لأنه كان أول نسخ نزل . و كفار قريش ، لأنهم قالوا : ندم محمد على فراق ديننا ، و كانوا يحتجون عليه ، فيقولون : يزعم محمد أنه يدعونا إلى ملة إبراهيم و إسماعيل و قد فارق قبلة إبراهيم و إسماعيل و آثر عليها قبلة اليهود ، فقال الله له حين أمره بالصلاة إلى الكعبة : " لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم " [ البقرة : 150 ] على الاستثناء المنقطع ، أي : لكن الذين ظلموا منهم لا يرجعون و لا يهتدون ، و ذكر الآيات إلى قوله تعالى : " ليكتمون الحق وهم يعلمون " [ البقرة : 146 ] أي يكتمون ما علموا من أن الكعبة هي قبلة الأنبياء .
و روينا من طريق أبي داود في كتاب الناسخ و المنسوخ له : حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا عنبسة ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، قال : كان سليمان بن عبد الملك لا يعظم إيلياء كما يعظمها أهل بيته ، قال : فسرت معه و هو ولي عهد ، قال : و معه خالد بن يزيد بن معاوية ، قال سليمان و هو جالس فيها : و الله إن في هذه القبة التي صلى إليها المسلمون و النصارى لعجبا . قال خالد بن يزيد : أما و الله إني لأقرأ الكتاب الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه و سلم ، واقرأ التوراة ، فلم تجدها اليهود في الكتاب الذي أنزل الله عليهم و لكن تابوت السكينة كان على الصخرة ، فلما غضب الله على بني إسرائيل رفعه ، فكانت صلاتهم إلى الصخرة على مشاورة منهم .
و روى أبو داود أيضاً : أن يهودياً خاصم أبا العالية في القبلة ، فقال أبو العالية : إن موسى عليه السلام كان يصلي عند الصخرة و يستقبل البيت الحرام ، فكانت الكعبة قبلته ، و كانت الصخرة بين يديه ، و قال اليهودي : بيني و بينك مسجد صالح النبي عليه السلام ، فقال أبو العالية : فإني صليت في مسجد صالح و قبلته إلى الكعبة ، و أخبر أبو العالية أنه صلى في مسجد ذي القرنين و قبلته إلى الكعبة . قلت : قد تقدم في حديث البراء أن رجلاً صلى مع النبي صلى الله عليه و سلم يوم تحويل القبلة ، ثم أتى قوماً من الأنصار فأخبرهم و هم ركوع فاستداروا ، و لم يسمي المخبر في ذلك الخبر ، و الرجل هو عباد بن نهيك بن إساف الشاعر بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو [ النبيت ] بن مالك بن الأوس ، عمر في الجاهلية زماناً ، و أسلم و هو شيخ كبير ، فوضع النبي صلى الله عليه و سلم عنه الغزو ، و هو الذي صلى مع النبي صلى الله عليه و سلم القبلتين في الظهر ، ركعتين إلى بيت المقدس و ركعتين إلى الكعبة يوم صرفت القبلة ، ثم أتى قومه بني حارثة و هم ركوع في صلاة العصر ، فأخبرهم بتحويل القبلة ، فاستداروا إلى الكعبة . و قد ذكروا أبو عمرو هذا الرجل بذلك لكنه لم يرفع نسبه ، إنما قال : عباد ابن نهيك فقط ، و نسبه الخطمي ، فلم يصنع شيئاً ، فخطمة هو عبد الله بن جشم بن مالك بن الأوس ليس هذا منه ، هذا حارثي و بنو خطمة تأخر إسلامهم .